مصر لإنشاء «متحف تعليمي» في قصر الزعفران

يضم 167 قطعة أثرية من العصر الفرعوني حتى أسرة محمد علي

قصر الزعفران الأثري (الصفحة الرسمية لجامعة عين شمس على فيسبوك)
قصر الزعفران الأثري (الصفحة الرسمية لجامعة عين شمس على فيسبوك)
TT

مصر لإنشاء «متحف تعليمي» في قصر الزعفران

قصر الزعفران الأثري (الصفحة الرسمية لجامعة عين شمس على فيسبوك)
قصر الزعفران الأثري (الصفحة الرسمية لجامعة عين شمس على فيسبوك)

في خطوة تسلط مزيدا من الضوء على أبرز القصور التاريخية، بدأت مصر إنشاء «متحف تعليمي» بقصر الزعفران الأثري الذي يقع داخل جامعة عين شمس، يضم نحو 167 قطعة أثرية تستعرض تاريخ الحضارة المصرية في حقب مختلفة من العصر الفرعوني حتى أسرة محمد علي باشا.
ووقع المجلس الأعلى للآثار «بروتوكول تعاون» مع جامعة عين شمس (شرق القاهرة) لتدشين المتحف الجديد، الذي يهدف إلى «نشر الوعي الأثري لدى طلاب الجامعات»، وفقا للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور مصطفى وزيري.
وأوضح، في إفادة رسمية، أن «زيارة المتحف لن تقتصر على طلاب جامعة عين شمس فقط، بل سيتم السماح للباحثين والدارسين من مختلف الجامعات المصرية بزيارته للتعرف على القطع الأثرية المعروضة به، إضافة إلى الزيارات الرسمية الوافدة للجامعة». ووفق وزيري «سوف تكون زيارة المتحف مجانا لجميع طلاب الجامعات والباحثين والدارسين المصريين».
وسوف يضم المتحف 167 قطعة أثرية «ترصد التاريخ المصري القديم بمختلف حقبه التاريخية منذ العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث وأسرة محمد علي باشا»، ووفق رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، مؤمن عثمان، فإن «القطع التي ستعرض تم اختيارها من مخازن المواقع الأثرية والمتاحف المصرية، ومن بينها المتحف المصري بالتحرير، وكفر الشيخ، والفن الإسلامي، وقصر المنيل، والمركبات الملكية».
وقال المشرف على إدارة المتاحف النوعية بوزارة السياحة والآثار، الدكتور أشرف أبو اليزيد لـ«الشرق الأوسط» إن «متحف قصر الزعفران سيكون متحفا تعليميا يهدف إلى نشر الوعي الأثري بين طلاب الجامعات خصوصا طلاب كليات الآثار، ومساعدة الباحثين على إجراء أبحاثهم ودراساتهم على القطع المعروضة».
ويتوقع باحثون أن يساهم المتحف الجديد في تسليط مزيد من الضوء على تاريخ قصر الزعفران الأثري، وقال رئيس جامعة عين شمس، الدكتور محمود المتيني، في إفادة رسمية، إن «إنشاء المتحف سوف يدعم توجه الجامعة في منح قصر الزعفران مكانته التراثية التي يستحقها، وأن يقدم لزائريه في صورة متحفية تراثية تعريفاً بحقيقة القصر»، موضحا أن «المتحف سيكون في بدروم (قبو) قصر الزعفران، وسوف يتم ربط مقتنياته بتاريخ القصر وقصته».
ويعود تاريخ قصر الزعفران الأثري إلى عام 1864 ميلادية، حيث أنشأه الخديو إسماعيل على أنقاض قصر «الحصوة» في حي العباسية (شرق القاهرة)، الذي بناه «محمد علي باشا»، مؤسس الأسرة العلوية.
بُني القصر على غرار قصر «فرساي» بفرنسا الذي قضى فيه الخديو إسماعيل فترة تعليمه، وقد طلب الخديو نقش الأحرف الأولى من اسمه، وتاجه الخاص على بوابة القصر ومداخل القاعات والغرف، وذلك ليجمع بين الطراز القوطي والباروك المستعملين في قصور القرن التاسع عشر الميلادي.
ويضم القصر أربع واجهات معشقة، بنوافذ وشرفات بعقود نصف دائرية، وزخارف جصية على هيئة فروع نباتية وأكاليل زهور بسيطة ورقيقة، تتخللها تصاميم فنون النحاس والذهب والزجاج الملون، فضلاً عن أسقفه الملونة بألوان السماء.
كما يتفرد من الداخل بمجموعة من العناصر الزخرفية النادرة، فضلاً عن طرازه المعماري. ويتكون من ثلاثة طوابق رئيسية، حيث يضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة ذات الطراز اليوناني الروماني من الرخام الأخضر والأصفر بتيجان مذهبة، فيما يضم الطابق الثاني ثماني غرف للنوم، كل غرفة بها صالون وحمام كبير مصنوع من الرخام، وحوائط الحجرات مزينة بأشكال الورد والزهور الملونة.
وقال الدكتور محمد إسماعيل، المدرس بكلية الآثار جامعة عين شمس، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المتحف سوف يتم افتتاحه السبت المقبل، وسيكون متاحا للزيارة المجانية لكل طلاب الجامعات المصرية»، لافتا النظر إلى أن «المتحف سوف يسلط الضوء على قصر الزعفران وتاريخه».
وقال وزير الآثار الأسبق، والعميد السابق لكلية الآثار بجامعة عين شمس، الدكتور ممدوح الدماطي، في إفادة رسمية، إن المتحف «سيضم أيضا مجموعة من القطع الأثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية للجامعة والعاملة بمنطقة عرب الحصن، وبعض مقتنيات جامعة عين شمس ممثلة في مجموعة البردي والعملات من العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، وكذلك مخطوطات تراثية من مقتنيات مكتبة الجامعة».



إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
TT

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

يلقي العالم، الجمعة، نظرة أولى على كاتدرائية نوتردام الجديدة، في الوقت الذي يجري فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة تلفزيونية بمناسبة إعادة افتتاح الكاتدرائية، حسب «بي بي سي». وبعد مرور 5 سنوات ونصف السنة على الحريق المدمر الذي اندلع عام 2019، تم إنقاذ جوهرة باريس القوطية، وترميم هذه الجوهرة وتجديدها - ما يقدم للزوار ما يعد بأن يكون متعة بصرية مبهرة. ويبدأ الرئيس - رفقة زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش - برنامج احتفالات يتوَّج بـ«الدخول» الرسمي إلى الكاتدرائية في 7 ديسمبر (كانون الأول) وأول قداس كاثوليكي في اليوم التالي. وبعد أن يُعرض عليه أبرز ما تم ترميمه في المبنى، بتكلفة بلغت 700 مليون يورو (582 مليون جنيه إسترليني) - بما في ذلك خيوط السقف الهائلة التي تحل محل إطار القرون الوسطى الذي استهلكته النيران - سيلقي كلمة شكر لنحو 1300رجل وامرأة من الحرفيين الذين تجمعوا في صحن الكنيسة. ظلت أعمال التجديد التي شهدتها كاتدرائية نوتردام سرية للغاية - مع نشر بعض الصور فقط على مر السنين التي تشير إلى التقدم المحرز في أعمال التجديد، ولكن الناس الذين كانوا في الكاتدرائية مؤخراً يقولون إن التجربة توحي بالرهبة، وإن الكاتدرائية رفعت بصفاء وبريق جديدين يدل على تباين حاد مع الكآبة السائدة من قبل.