دليلك إلى أطباق الشارع الكشميري

الأرز من أساسيات الطبخ... وأكلات لا يجدها الذواقة في مكان آخر

أكل الشارع في كشمير لا تجده في أي مكان آخر (الشرق الأوسط)
أكل الشارع في كشمير لا تجده في أي مكان آخر (الشرق الأوسط)
TT

دليلك إلى أطباق الشارع الكشميري

أكل الشارع في كشمير لا تجده في أي مكان آخر (الشرق الأوسط)
أكل الشارع في كشمير لا تجده في أي مكان آخر (الشرق الأوسط)

لا تبهر كشمير وتفتن المسافرين بجمال مناظرها الطبيعية التي تخطف الأنفاس عالمياً فحسب، لكنها تعدّ أيضاً جنة لمحبي الطعام. لا يشبه الطعام هنا أي مطبخ آخر في العالم، فهو يتضمن مجموعة متنوعة من الأطباق. ويعدّ الأرز من السلع الغذائية الأساسية في كشمير، وتوجد أطباق متنوعة لا يجدها المرء في أي مكان آخر. يمثل مطبخ كشمير متعة حقيقية لمحبي الطعام، لكن هل تعلم أن هذه المنطقة مكان رائع للاستمتاع بطعام الشوارع؟ يعرف أكثر الناس أطباق الـ«روغان جوش»، أو الـ«يخني»، أو الـ«وازوان»، لكن هناك كثيراً من أصناف طعام الشوارع في كشمير التي لا يعرفها كثيرون. يتسم طعام شوارع كشمير بالتنوع والمذاق اللذيذ. فلنبدأ معاً جولة في شوارع كشمير، ونكتشف طعام الشوارع اللذيذ، والوجبات الخفيفة المحلية في كشمير.
تعجّ عربات البائعة الجائلين بالناس في أكثر الأوقات، لكنها تكون مزدحمة بشكل خاص وقت المساء.

باراتا كشميرية (الشرق الأوسط)

«كرون مسالا»

إذا كنت ترغب في تناول الطعام المكسيكي في كشمير، لكنك لا تريد إنفاق كثير من المال، ربما يكون طبق الـ«كرون مسالا» هو الحل، حيث يمكنك وصفه بأنه تاكو أو شاورما الرجل الفقير. أتريد أن تعرف السبب وراء ذلك؟ مثل الشاورما أو التاكو، يتم صنع خبز الروتي الرفيع (المستدير الذي تشتهر به شبه القارة الهندية) من الدقيق المنقّى، الذي يتم وضع الحمص المسلوق فيه، ثم يغمس في تشاتني الطماطم. وعادة ما يتم تقديم الطبق على ورقة من صحيفة.
يمكن إيجاد هذه الشطائر الشهية الملفوفة بخبز الروتي المحشو باللحم البقري أو الدجاج، الذي يتم غمسه في صوص معدّ من الطماطم. عادة ما يتم تقديم ذلك الطبق على أوراق صحيفة، ويستمتع به السائحون والسكان المحليون على حد سواء. إنه صنف من أصناف طعام الشوارع اللذيذة التي من الضروري تذوقها إذا ذهبت إلى كشمير أي وقت.
أهم ما يميز طعام كشمير هو النكهات التي تعزز المذاق، وأهم تلك الأصناف طبق «نادير مونجي» المقلي، ويجدر تناول وتجربة ذلك الطبق مع كوب من القهوة الساخنة.

بائع قهوة Kahwa على قارب صغير في كشمير (الشرق الأوسط)

«نادير مونجي»

إنه الطبق الكشميري المعادل والمشابه لأصابع البطاطس المقلية. إن فطائر سيقان نبات اللوتس المقلية في الزيت الغزير، التي تعرف باسم «نادير مونجي»، هي طبق الشارع المفضل في كل الأوقات. الاسم الآخر لساق نبات اللوتس هو «نادور» باللغة الكشميرية. ويتم تقطيع سيقان اللوتس بالطول، وغمسها في خليط من دقيق الأرز، وقليها في إناء مملوء بالزيت الغزير. بسبب الطبيعة القاسية للسيقان، عادة ما يتم سلقها قبل قليّها.

«توج»

الطبق الأكثر مبيعاً هنا هو «توج» الضأن، وهو واحد من أشهر أطباق الشوارع في كشمير. وتُعرف الأصناف المشوية في كشمير باسم «توج». يتم طهي لحم الضأن، أو اللحم البقري المفروم، على جمر أحمر باستخدام الأسياخ. ويعدّ أفضل وقت للاستمتاع بذلك الطبق هو فصل الشتاء، ويمكنك الحصول على أفضل طبق في شارع خيام تشوك المزدحم. يتم تقديم ذلك الطبق إلى جانب مجموعة متنوعة من الـ«تشاتني» وخبز الـ«لافاسا» التقليدي. ويتم نقع ذلك الصنف الشهير من أطباق الشوارع في بهارات طازجة، وترك ذلك اللحم لبعض الوقت حتى تُمتص البهارات.
لكن ما نفع الطعام بلا شراب؟!

القهوة الكشميرية

القهوة الكشميرية، التي تعرف أيضاً بأنها «الجنة على الأرض»، من المشروبات التي تتمتع بشعبية وشهرة كبيرة. أينما تذهب يمكنك العثور على بائع متجول لديه برّاد نحاسي تقليدي، وهو وعاء لإعداد الشاي، ويتم وضع فحم متقدّ عليه حتى يظل الشراب ساخناً. كلمة «قهوة» هي كلمة عربية الأصل، وتعني الشراب ذا الرائحة العطرة الذكية.

تحضير السمك ووضعه في صلصة خاصة قبل القلي (الشرق الأوسط)

يُعتقد أن أهل كشمير قد حصلوا على هذا المشروب الخاص عبر طريق التوابل من الصين عبر التبت. القهوة التي نتحدث عنها هنا هي قهوة خضراء، مع خليط من الحبهان (الهيل)، والقرفة، والقرنفل، والزعفران الكشميري واللوز الكامل. الدفء الذي يتم الحصول عليه من تناول تلك المكونات معاً يجعل هذا المشروب من المشروبات الساخنة التي يمكن الاستمتاع بها خلال فصل الشتاء.
لا يحتوي هذا المشروب ذو النكهة المميزة على أي قدر من الكافيين، لذا يمكن لأي فئة عمرية خاصة الأطفال تناول تلك القهوة الكشميرية.
«ماسال تشوت»

من الأطعمة الفريدة الأخرى التي تتميز بها شوارع كشمير هو طبق «ماسال تشوت» غير الدسم الذي يطهوه بائع جائل يستهدف بيعه أمام المدارس والجامعات. مثل شطيرة خبز الـ«بيتا»، يتم الاستمتاع بهذا الصنف ساخناً. إنه معدّ من خبز الـ«لافاسا» الرفيع المحشو بالبازلاء المهروسة مع تشاتني الفجل الحار والـ«رايتا» المصنوع من الزبادي، والبهارات، والأعشاب، وأحياناً الفواكه.

«تييل كاري»

«تييل كاري» (البازلاء المقلية) هو وجبة خفيفة ومملحة من البازلاء. إنه نسخة معدّلة تناسب الأشخاص الذين لا يحبون البطاطس أو لا يستطيعون تناولها. مع ذلك يتم قليها بالطريقة نفسها التي يتم بها قلي البطاطس العادية.

«خاند غازير»

إنها حلوى زاهية وملونة مصنوعة من عجينة الدقيق والسمن الطبيعي، يتم غمسها في شراب من السكر، وتخفف وطأة المشاعر السلبية. إن هذه الحلوى المقرمشة، التي تحتاج إلى قليل من المضغ، من الوجبات الخفيفة التقليدية المثالية لإشباع الرغبة في تناول صنف حلو المذاق.
إن الطعام في كشمير مثل قصائد من الشعر!
«حلوى باراتا»

هناك طبق شهير مناسب لمحبي الحلوى، هو «حلوى باراتا». إن هذا الطبق من أطباق الشوارع غير المألوفة والبسيطة في الوقت ذاته، منتشر في الشوارع بشكل كبير. يتم إعداد هذا الطبق من الـ«سوجي» (دقيق السميد) والـ«باراتا» (خبز هندي غير مخمّر مصنوع من الدقيق، وعادة ما يتم قليه على الشواية). ويتم إعداد الـ«باراتا» في هذه الوصفة بطريقة مختلفة قليلاً عن الطريقة التقليدية المعتادة. وتتطلب عملية ترقيق وبسط هذا الخبز الضخم الرفيع بأكملها 4 أو 5 أشخاص، حيث يبلغ قطر الرغيف نحو 3 أقدام. ويتم عجن وفرك العجين المستخدم في إعداد الـ«باراتا» بشكل غير محكم، وبسطه في النهاية على قاعدة خشبية كبيرة مغطاة بمادة دهنية. وتتضمن عملية الطهي قلياً عميقاً، لذا يتم صنع ثقوب في خبز الـ«باراتا» لضمان عدم انتفاخه أثناء عملية القلي. ويتم تقديم هذه الحلوى الشهية مع تحلية معدّة من الـ«سوجي»، والفواكه المجففة، والسكر، والسمن الطبيعي. إن هذا الطبق من الأطباق التي يحب شراءها كل فرد من سكان كشمير. من المفترض أن يتم تناول هذا الطبق ساخناً، ويجعل المذاق الحلو المعتدل للـ«باراتا» من هذا الطبق طبقاً محبوباً بشكل كبير.

«غاد مونجي»

السمك المقلي من أشهى وألذّ أطباق شوارع كشمير. إنه وجبة خفيفة سريعة يتم إعدادها بغمس السمك في خليط مصنوع من دقيق الأرز ودقيق الحمص، مع رشة من الملح، والبهارات، واللون. يتم بعد ذلك قلي السمك المنقوع، والاستمتاع بتناوله ساخناً. هذا الطبق من أطباق الشوارع الممتعة الشهية لمحبي السمك.

«لال شانغرام»

إنه طبق آخر من أطباق الشوارع في كشمير يبدو مثل الـ«تشيتو»، لكنه حلو المذاق وناعم ولزج. إنه معدّ من دقيق القمح، ودقيق السميد، والماء، ويتم تشكيل العجين، ثم قليه في سمن طبيعي غزير. أفضل طريقة للاستمتاع بهذا الصنف هو تناوله مع مشروب القهوة، حيث يذوب في الفم.

«مونغ ماسالا»

إن هذا الطبق من أبسط وأصح الأطباق من بين أطباق الشوارع التي يمكن إيجادها في أي مكان. ويتم إعداد هذا الطبق باستخدام العدس الأسود، وطهيه على البخار، ثم خلطه بالملح ومسحوق الفلفل الأحمر الحار، ويتم تقديمه ساخناً.
إنه طبق حار طازج، يتم تقديمه من المقلاة إلى الطبق مباشرة، وهذه هي أفضل طريقة للاستمتاع بأصناف كشمير الشهية اللذيذة. لذا إذا كنت تزور كشمير، ينبغي عليك التوقف عن احتساب السعرات الحرارية التي تتناولها في طعامك، لتنغمس في تناول هذه الأصناف الشهية؛ ومن المؤكد أن جنة محبي الطعام هذه لن تخذلك أبداً.


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.