«كيمس»... تجربة ثرية لمتذوقي القهوة السعودية في القاهرة

لا تكتمل نكهتها إلا بالتحلية بالتمر وكيك الزعفران

كيك تجده في أفرع كيمس مع القهوة (حساب Kim›s على إنستغرام)
كيك تجده في أفرع كيمس مع القهوة (حساب Kim›s على إنستغرام)
TT

«كيمس»... تجربة ثرية لمتذوقي القهوة السعودية في القاهرة

كيك تجده في أفرع كيمس مع القهوة (حساب Kim›s على إنستغرام)
كيك تجده في أفرع كيمس مع القهوة (حساب Kim›s على إنستغرام)

بإبريق ذهبي وأكواب زجاج بنقوش عربية، يمكن لزائر القاهرة أن يحتسي كوباً من القهوة السعودية، في أجواء مدهشة لا تخلو من تقديم التمر وتغميسة الطحين.
التجربة السعودية، التي نقلها مقهى «كيمس»، بدأت من تونس ثم انتقلت إلى مدن المملكة العربية السعودية ثم إلى باكستان، وحتى قلب القاهرة. رحلة شغف تبحث عن عشاق القهوة حيث المذاق العميق.

نوعية البن وطريقة تحميصه هما سر النكهة (حساب Kim›s على إنستغرام)

المقهى سعودي الأصل لكنه «عالمي التجربة»، فهنا إبريق القهوة المحضَّرة من حبّات البن مع مذاق الهيل الطازج، وعلى الطاولة أنواع القهوة بطرق تحضير عالمية، فنجان إسبريسو أو قهوة الفلات وايت، وربما رغوة الكابتشينو، كل هذا مع حلوى سعودية من كيك الزعفران التي باتت أحد الأطباق المميزة للمكان.
وعن تجربة «كيمس» يقول السعودي عبد الرحمن القربي، مؤسس المقهى، إنها رحلة بدأت منذ الطفولة وعلاقة أصيلة جمعته وعائلته بحبات القهوة. ويقول، لـ«الشرق الأوسط»: «والدي كان أحد صُناع القهوة العربية في المملكة، منذ نعومة أظافري تأسرني رائحتها وتُغازل روحي، كنت أعرف أن رحلتي مع القهوة لن تنتهي عند إرث عائلتي».
ويردف: «في عام 2014 جمعتني صداقة وطيدة مع «كيمو» صديقي التونسي الفرنسي الذي اقترح أن ننطلق نحو حلم «كيمس»؛ مقهى عالمي ينغمس في الأصول العربية ويعانق جودة القهوة ليصبح السبيل نحو تجربة فريدة».
وعن رحلة المقهى السعودي، أو العالمي، كما يعتبره «القربي» يضيف القربي: «افتتحنا الفرع الأول في تونس، وكان اسم (كيمس) اقتراح صديقي، وتميَّز بأنه رنان يسهل حفظه، كما أنه بلا هوية محددة، وكان التيمة من البداية تسعى لتقديم أصناف القهوة عالية الجودة لخلق تجربة تُغازل الذاكرة لاحقاً».
جاءت المحطة الثانية لـ«كيمس» في المملكة العربية السعودية بأكثر من 13 فرعاً. ويقول «القربي»: «تقديم القهوة العربية في السعودية لم يكن هو نقطة التميز؛ لأنها بالفعل بلد المنشأ، بينما استهدف كيمس أن يشارك السعوديين تجربة مزجت بين المتعة والمزاج من خلال تنوع طرق تحضيرها بأنواعها وأصولها الكثيرة، ومشاركة الزبائن تجربة تعلُّم تغوص في أصول القهوة وكيفية تحديد جودتها بمجرد شم رائحة البن».


فرع كيمس في القاهرة (حساب Kim›s على إنستغرام)

باكستان هي المحطة الثالثة لـ«كيمس»، بينما القاهرة الصاخبة النابضة بالحياة هي المحطة الرابعة، وبذلك يكون المقهى لديه 35 فرعاً في عدة دول حول العالم.
«تجربة القاهرة لها مذاق خاص» هكذا يصف القربي، قائلاً: «المصريون لديهم شغف التجربة، والقهوة العربية خصوصاً لها مكانة في قلوبهم، تجربة الطقوس السعودية خطفت الزبون المصري، ولا سيما أن ثمة علاقة متأصلة تربط الشعبين».
ويردف: «القهوة بالهيل وكيك الزعفران والتمر الأصلي، تتصدر قائمة طلبات المصريين، بينما طرق تحضير القهوة العالمية ربما هي ما يميل له الزبون العربي، سواء أكان من السعودية أم دول عربية أخرى، وأظن أن السبب هو توفر القهوة العربي في بلادنا بالفعل».
أكثر ما يخطف الأنظار داخل «كيمس» الذي اختار أن يكون فرعه الأول في منطقة ألماظة (شرق القاهرة)، هو برج القهوة الذي دخل موسوعة غينيس في فبراير (شباط) 2021.
وعن برج القهوة يقول القربي: «من أعمق مذاقات القهوة هي تلك المحضَّرة بطريقة التقطير، صممنا برجاً من الخشب مكوناً من مراحل التحضير الزجاجية، تبدأ بإبريق ضخم يوضع بداخله الماء المزوَّد بالثلج، لتمُر على مسحوق القهوة عالية الجودة، ثم تتجمع على مدار 15 ساعة لتقديم مشروب مفعم بالمزاج والمذاق».
ولضمان الجودة يقوم صناع «كيمس» بتحميص حبات البن الخضراء داخل محمصة خاصة تستقر في الطابق العلوي من المقهى. ومن داخل المحمصة التقينا «ماندو»، شاب مصري، 22 عاماً، جمعه بصناع المقهى عشق القهوة، أخذَنا في رحلة تعارف على محمصة «كيمس» وأسرارها.
يقول «ماندو»: «نجلب حبات القهوة الخضراء من أجود المزارع العالمية، وعلى درجة حرارة شديدة الدقة تتحمص حتى تعكس خصائص الأرض المزروعة فيها في بلد المنشأ، ثمة حبات قهوة ممزوجة بمذاق ورائحة الفاكهة، وربما الفانيلا والشيكولا، وحتى الحمضيات مثل الليمون».
ويضيف: «جودة المقهى تتوقف على دقة العلاقة بين مذاق القهوة والمذاق المضاف طبقاً لمعادلة شديدة الحسية، فإذا طغى مذاق على الآخر اختلّت المعادلة».
بين أرجاء محمصة الطابق العلوي وقف مجموعة من الزوار يدوّنون أسرار تحضير القهوة، تبيَّن أنهم طلاب في أكاديمية خاصة بتعليم أصول تحضير القهوة، تتبع «كيمس»، وسيجري افتتاحها رسمياً قريباً.
ويتابع القربي: «القهوة، بالنسبة لي، علم ومهنة تخضع لمعادلات تحكمها الدقة والجودة، فهذا المشروب الأسود يرتبط به الملايين حول العالم، ولها عشاق في كل مكان، من ثم تحضيرها لا يأتي صدفة ويحتاج لمرحلة تحضيرية من الدراسة».
صحيح أن «كيمس» يقدم نفسه لعشاق القهوة دون هوية محددة، غير أنه مكان عربي يحتضن المحافل السعودية ويعيد تقديمها إلى العالم. يقول القربي: «في فبراير (شباط) من كل عام؛ حيث عيد تأسيس المملكة العربية السعودية، يتحول المقهى إلى كل ما هو سعودي؛ بداية من الأعلام الخضراء، وصولاً إلى رمل الصحراء والأرائك البسيطة المعروفة في ثقافتنا، يتعمق الانغماس بأباريق القهوة العربية وحلوى المملكة الشهية».
وانتهى القربي إلى أن «عيد التأسيس يجمع زبائن (كيمس) جميعهم من كل الأطياف والجنسيات، فهؤلاء تجمعهم هوية عربية وعشق القهوة العميقة».


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

مطعم «تيرا نيرا» في باريس... جاذب عشاق الأكل الإيطالي والسياح

مشهد من مسلسل «إيميلي في باريس» خارج المطعم (إنستغرام)
مشهد من مسلسل «إيميلي في باريس» خارج المطعم (إنستغرام)
TT

مطعم «تيرا نيرا» في باريس... جاذب عشاق الأكل الإيطالي والسياح

مشهد من مسلسل «إيميلي في باريس» خارج المطعم (إنستغرام)
مشهد من مسلسل «إيميلي في باريس» خارج المطعم (إنستغرام)

الشيف غابريال في «إيميلي في باريس» (Emily in Paris) هو شخصية محورية في المسلسل، وهو شاب فرنسي وسيم يعمل شيفاً في مطعم في باريس. يُجسِّد دوره الممثل الفرنسي لوكاس برافو. غابريال هو جار إيميلي، ويسكن في نفس المبنى الذي تسكن فيه البطلة الأميركية، التي تنتقل من شيكاغو إلى باريس للعمل في شركة تسويق. تنشأ بينهما علاقة معقدة ومليئة بالتوتر العاطفي، حيث تنجذب إيميلي إلى الشيف غابريال، لكنه في نفس الوقت مرتبط بعلاقة حب مع كامي، وهي إحدى صديقات إيميلي.

إلى جانب جاذبيته الشخصية، غابريال موهوب جداً في الطهي، ويكرس وقته بالكامل لمهنته طاهياً وحلمه الحصول على نجمة ميشلان للتميز. في مواسم لاحقة من المسلسل، يلعب دورُه في إدارة المطعم والطموح لفتح مطعمه الخاص دوراً مهماً في تطور قصته. العلاقة بينه وبين إيميلي وكامي هي جزء أساسي من دراما الحب الثلاثي، التي تتكرر في سياق المسلسل.

الطاولة الشهيرة التي يجلس عليها الشيف غابريال (إنستغرام)

الشخصية تعكس الجوانب الرومانسية والمهنية للعالم الباريسي، حيث يتفاعل الشيف غابريال مع شغفه بالطهي وتحديات العلاقات العاطفية.

هذه هي باختصار قصة الشيف الوسيم الذي يعمل في مطعم «ليه دو كومبير» (Les Deux Compères)، وهو موقع حقيقي ومعروف في باريس، لكنه في الواقع لا يحمل هذا الاسم. المطعم الحقيقي يُدعى «Terra Nera»، وهو مطعم إيطالي يقع في الدائرة الخامسة في باريس بالقرب من البانثيون، تماماً كما في المسلسل.

ومن وراء شهرة «إيميلي في باريس» عالمياً أصبح «تيرا نيرا» وجهة شعبية للزوار والمعجبين بالمسلسل، بعد أن تم تصوير مشاهد كثيرة فيه. على الرغم من أن المسلسل يظهره مطعماً فرنسياً بإدارة غابريال، فإن المطعم الحقيقي يقدم أطباقاً إيطالية.

ويدور كثير من الأحداث والمشاهد في المسسل في هذا المطعم الذي يلعب دوراً محورياً، فهو ليس مكان عمل الشيف غابريال فقط، ولكنه نقطة التقاء شخصيات رئيسية كثيرة في القصة أيضاً.

يشتهر مطعم «تيرا نيرا» بأطباقه الإيطالية الأصلية، فهو صغير الحجم يقصده الذواقة الباحثون عن عنوان إيطالي في قلب العاصمة الفرنسية، كما يشتهر أيضاً بخدمته الجيدة. ويعمل فيه أعضاء من عائلة إيطالية واحدة. من أشهر أطباقه: أنتيباستي ميزون، واللينغويني ألي فونغولي، وساليتشي نابوليتانا، وتورتا ديلا نونا، أو «تورتة الجدة»، ولاكريما كريستي.

ميزة المطعم أنه يقدم مأكولات إيطالية تقليدية مع التركيز على الأطباق الكلاسيكية، مثل البيتزا والمعكرونة، بالإضافة إلى اللحوم والأسماك التي تحضر على الطريقة الإيطالية المتوسطية.

يشتهر «تيرا نيرا» بالأطباق الإيطالية بما فيها الأسماك (إنستغرام)

ومن الأسباب التي زادت من شهرة المطعم هو موقعه في منطقة سياحية، وقربه من معالم ثقافية كثيرة، مثل البانثيون وجامعة السوربون.

الديكور في المطعم بسيط وجميل بنفس الوقت، وأجواؤه دافئة جداً، يجذب كثيراً من الزوار بسبب المسلسل الذي تنتجه «نتفليكس»، ما زاد من شعبيته بين عشاق «إيميلي في باريس» والسياح عموماً، وخاصة عشاق الأكل الإيطالي.

وقبل ظهور المطعم في المسسل كان المطعم مقصد الذواقة الإيطاليين والفرنسيين الذين يعشقون الأكل الإيطالي.

مطعم «تيرا نيرا» الإيطالي في باريس (إنستغرام)

الطاهي الرئيسي في مطعم «Terra Nera» في باريس هو «Giovanni Lepori». يتميز «Lepori» بخبرته الواسعة في تقديم المأكولات الإيطالية الأصيلة، مع التركيز على إعداد الأطباق باستخدام مكونات طازجة وتقنيات تقليدية، تعكس روح المطبخ الإيطالي. ومن الضروري أن تقوم بالحجز المسبق نظراً لشعبيته المتزايدة، خصوصاً خلال المواسم السياحية على مدار العام.