حركة مسلحة في دارفور تنفي اتهامات الخرطوم بالقتال إلى جانب حفتر

مناوي رئيس الحركة لـ {الشرق الأوسط}: الخرطوم تحاول تغطية دعمها للجماعات الإرهابية في ليبيا

جندي من بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) في مخيم زمزم للنازحين ({غيتي})
جندي من بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) في مخيم زمزم للنازحين ({غيتي})
TT

حركة مسلحة في دارفور تنفي اتهامات الخرطوم بالقتال إلى جانب حفتر

جندي من بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) في مخيم زمزم للنازحين ({غيتي})
جندي من بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) في مخيم زمزم للنازحين ({غيتي})

نفت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي اتهامات القوات المسلحة السودانية لها، بدعم القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر في القتال الداخلي في ليبيا، واتهمت الخرطوم بأنها تقيم معسكرات داخل السودان لصالح جماعات متطرفة تنتمي إلى تنظيمي داعش وبوكو حرام ومجموعات أخرى للقيام بعمليات داخل ليبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وعدد من الدول العربية، وشددت على أنها تملك أدلة ومعلومات موثقة بتحركات النظام السوداني.
وقال رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي لـ«الشرق الأوسط»، إن حركته تقاتل داخل السودان ولا علاقة لها بدولة ليبيا، متهمًا الحكومة السودانية بأنها هي التي تقدم الدعم العسكري والمقاتلين من الجماعات المتطرفة في بنغازي والكفرة. وقال إن الرئيس السوداني عمر البشير قبل أسبوعين قال من العاصمة الموريتانية نواكشوط إن الحركات المتمردة في دارفور قد انتهت ولا وجود لها في الإقليم. وأضاف أن البشير «نقل إلى الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي أن حكومته لن تتفاوض مع الحركات الدارفورية خارج إطار اتفاق الدوحة الذي وقع في عام 2010 وأن التفاوض معها سيكون في دولة قطر»، واصفًا التصريحات الحكومة بالمتناقضة والمرتبكة.
وقال مناوي إن النظام السوداني ظل يدعم الإرهابيين من تنظيم داعش في ليبيا، مصر، ودول الخليج وفي عدد من الدول الأفريقية من مالي، وتشاد، ونيجيريا، وأفريقيا الوسطى، والصومال، وجنوب السودان. وأضاف: «لدينا المعلومات المؤكدة أن النظام السوداني يدعم ميليشيات متطرفة من قوات الجنجويد التي تقاتل في الكفرة ومناطق أخرى في ليبيا وهي التي كانت النواة لتشكيل تنظيم داعش في طرابلس وغيرها»، مشيرًا إلى أن الميليشيات من سودانيين وليبيين ومصريين هي الضالعة في مقتل عدد من الإثيوبيين في العام الماضي في ليبيا، وقال: «الإرهاب في أفريقيا يشرف عليه مسؤولون في الخرطوم وأغلب قادة هذه الجماعات من (بوكو حرام) النيجيرية والسيلكا التي تقاتل في أفريقيا الوسطى وآخرين من تشاد ومالي يقيمون في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور»، محذرًا من استهداف السودانيين في ليبيا بسبب تصريحات المسؤولين في الخرطوم، داعيًا المجتمع الدولي والإقليمي والدول العربية والأفريقية إلى العمل مع قوى «نداء السودان» لإسقاط نظام الحكم في السودان وإقامة نظام ديمقراطي بديل ينهي وجود الإرهاب في المنطقة.
وكانت القوات المسلحة في الخرطوم قد استدعت الملحق العسكري الليبي ونقلت إليه احتجاجًا رسميًا على إيواء من سمته بـ«حكومة طبرق» لمتمردي حركة تحرير السودان التي يتزعمها مني أركو مناوي وتقديم الدعم والمساندة لها بغرض المشاركة في القتال إلى جانب قوات اللواء حفتر، ويسعد هذا أول اتهام رسمي من قبل الخرطوم ضد الجيش الليبي. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصورامي خالد سعد لوكالة السودانية الرسمية، إن قوات مناوي مشاركة ضمن قوات حفتر، وعد ذلك تهديدًا للأمن القومي السوداني، وخصوصًا في دارفور وعلى الأمن القومي الإقليمي على الحدود المشتركة بين بلاده وليبيا على نحو عام. وأضاف: «تلك المشاركة تحفز الحركات المتمردة على زعزعة أمن المواطنين عبر عمليات التجنيد القسري وأعمال السلب والنهب التي تقوم بها». وأوضح سعد أن حركة مناوي تعتبر مجموعة متمردة مسلحة تنفذ أعمالاً عدائية داخل السودان. وقال إن القوات المسلحة السودانية استدعت الملحق العسكري الليبي وأبلغته احتجاجها ورفضها لما سماه سلوك حكومة طبرق.
ومن ناحيته، قال المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق في تصريحات، إن حكومة بلاده تدرس موقف الحكومة الليبية بشأن دعمها حركات دارفور المسلحة، ووفقا لذلك ستقرر إن كان الأمر يتطلب استدعاء السفير الليبي بالخرطوم أم لا، مشيرًا إلى اتصالات مع السفارة السودانية في طرابلس، ويدير السفارة الليبية بالخرطوم حاليًا نائب رئيس البعثة بدلاً عن السفير الذي يوجد خارج البلاد.
وقال نائب الرئيس حسبو عبد الرحمن، إن دولة جنوب السودان لا تزال تؤوي حركات دارفور والجبهة الثورية، وتنطلق منها كل الأعمال العدائية تجاه السودان، وأكد التزام حكومته الدفع بالجهود الدولية الساعية لحل قضية دولة الجنوب عبر «الإيقاد»، مؤكدًا خلال مخاطبته الجالية السودانية في كينيا على هامش قمة دول شرق أفريقيا التزام حكومته بإيقاف أي نشاط معادٍ لدولة الجنوب رغم عدم التزام جوبا بذلك، على حد قوله.
وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا قد نفت عن دعمها أو استقبالها لأي حركة مسلحة من متمردي دارفور التي تقاتل في السودان أو أي مكان آخر، وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة حاتم العريبي في تصريحات أن بلاده لا تؤيد أي طرف ولا تقف مع أعمال العنف. وأضاف أن المجتمع الدولي يعلم ما تقوم به حكومة بلاده في محاربتها للإرهاب.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.