الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتظر اليوم تقريرًا من إيران عن نشاطها النووي السري سابقًا

وفقًا لخريطة الطريق الموقعة بين الطرفين على هامش اتفاق فيينا

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتظر اليوم تقريرًا من إيران عن نشاطها النووي السري سابقًا
TT

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتظر اليوم تقريرًا من إيران عن نشاطها النووي السري سابقًا

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنتظر اليوم تقريرًا من إيران عن نشاطها النووي السري سابقًا

تتوقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يصلها اليوم السبت، من إيران تقرير كتابي مفصل يتضمن تفاصيل تميط اللثام عن نوعية النشاط النووي الإيراني السري السابق، وذلك وفقا لخريطة الطريق الموقعة بين إيران والوكالة على هامش اتفاق فيينا النووي، 14 يوليو (تموز) الماضي.
إلى ذلك تنتظر الوكالة أن يتضمن التقرير الإيراني، وهو الأول من نوعه منذ توقيع اتفاق فيينا النووي، ردودا على الأسئلة الخاصة حول الأبحاث والتجارب التي أجرتها إيران، وتلك التي تطالها اتهامات بإبعاد عسكرية وأنها لإنتاج أسلحة نووية، بالإضافة لتوضيحات حول كل القضايا التي ظلت عالقة منذ أن تأكد للوكالة في عام 2002 أن إيران ظلت تمتلك برنامجا نوويا سريا عمره 18 عاما.
من جانبهم ما يزال دبلوماسيون ومتابعون لقضية الملف النووي الإيراني، ورغم كل المتغيرات الجديدة التي تمثلت في عقد الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة الدولية 5 + 1 يطرحون السؤال حول إمكانية تخلي إيران عن عادتها وتماطلها وتعلن عن ماضيها النووي، كأول خطوة عملية لتنفيذ اتفاق فيينا النووي الذي بموجبه وافقت إيران على تقليص وتجميد أهم أنشطتها النووية المثيرة للجدل مقابل رفع العقوبات الذي بموجبه وافق الطرفان أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهام التحقق عن مدى الالتزام الإيراني والإبلاغ عن ذلك.
هذا وتلزم «خريطة طريق» إيران بتقديم تقرير كامل يجيب عن كل التساؤلات، بتاريخ اليوم على أن تدرسه الوكالة وتطرح ما عندها من استفسارات خلال شهر ومن ثم يتم ترتيب جلسات تقنية وإجراءات لإزالة الاتهامات بالإضافة لترتيبات خاصة ومنفصلة تتعلق بشأن مجمع بارشين العسكري الذي تطالب الوكالة بمعاينته والتحقق من اتهامات أنه قد شهد تجارب عالية التقنية وتفجيرات هيدروديناميكية لقياس مدى تفاعل مواد محددة تحت ضغط عال بصدد صنع رؤوس نووية لصواريخ شهاب التي أنتجتها إيران.
وحسب بنود سرية بالاتفاق النووي فإن المفتشين الدوليين يفترض أن يدخلوا بارشين ويفتشوه كما يفتشون المرافق النووية للاطلاع على الوثائق ذات الصلة ومقابلة المسؤولين بما في ذلك عسكريون كما يشير البروتوكول الإضافي الذي وافقت إيران على تطبيقه ضمن بنود الاتفاق النووي.
ووفقا لخريطة الطريق فإن إيران والوكالة يجب أن يتفقا على مواعيد وبرامج محددة وملزمة. وحسب ما نشر سابقا، فإن المفتشين يفترض أن يقوموا بذلك منتصف أكتوبر (تشرين الأول) المقبل وأن يتم العمل بحيث يتمكن مدير الوكالة بتاريخ 15 ديسمبر (كانون الأول) القادم من تقديم تقرير كامل ونهائي عن النشاط النووي الإيراني.
فيما نفت إيران ذلك مؤكدة أن التحركات التي رصدتها صور ستلايت بالقرب من بارشين أواخر يوليو الماضي ما هي إلا لمركبات وجرارات تقوم بعمليات إصلاح لطريق تسبب فيها خراب أصاب سدا بالمنطقة حيث المجمع الذي يضم أقساما عسكرية وأخرى مدنية وصناعية.
في سياق منفصل، نفت روسيا أمس، زيارة الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي يخضع لعقوبات الأمم المتحدة لموسكو «الأسبوع الماضي» وقالت إن الانتقادات الأميركية بشأن الزيارة فاجأتها.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف أول من أمس، ليعبر له عن قلقه بشأن الزيارة المزعومة للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وتردد أن سليماني زار روسيا الشهر الماضي رغم أنه مدرج على قائمة العقوبات الدولية.
ونفى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف زيارة الجنرال سليماني إلى موسكو «الأسبوع الماضي» إلا أنه لم يقل ما إذا كان زار العاصمة الروسية قبل ذلك.



عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
TT

عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)

عدّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «هزيمة» الجيش السوري والإطاحة بنظام بشار الأسد «جرس إنذار» لبلاده وقواتها المسلحة، مشدداً على ضرورة التركيز على العمل الإعلامي بموازاة العمل الدبلوماسي والميداني.

ودعا عراقجي في مؤتمر لقوات «الحرس الثوري» إلى التنسيق بين الأنشطة الميدانية لـ«الحرس» والمهام الدبلوماسية لوزارة الخارجية، وهي المرة الثانية التي يتحدث فيها عن ذلك في غضون أسبوع.

وقال إن جزءاً من نهج المقاومة هو «دبلوماسية المقاومة»، وأضاف في السياق نفسه: «الميدان والمقاومة يكملان بعضهما، ولا يمكن فصلهما عن بعض».

وأعرب عراقجي عن دعمه لأنشطة «الحرس الثوري» الإقليمية، قائلاً إن «الميدان بقوته يفتح الطريق للدبلوماسية»، وأضاف: «لقد شاهدنا تجسيداً عملياً للتعاون بين الميدان والدبلوماسية في الساحة السياسية للبلاد في الأشهر الأخيرة»، حسبما أوردت وسائل إعلام «الحرس الثوري».

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وكان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي قد قال، الاثنين، إن «حزب الله» تمكّن من «فرض إرادته» على إسرائيل. وأضاف أن «جبهة المقاومة» اليوم في ذروة «قوتها»، وأردف في خطابه: «العدو منهك، ولا يعرف ماذا يفعل؛ لم يعد لديه مكان للهروب».

وتطرق عراقجي إلى دور الجنرال قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، في توسيع أنشطة «الميدان»، خصوصاً دعم «جبهة المقاومة»، قبل مقتله في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال عراقجي إنه «قام بتحويل مدرسة المقاومة إلى حركة وجبهة مقاومة، وهذه الحركة لا تزال قوية ومشرّفة في المنطقة وتواصل نضالها ضد الكيان الصهيوني والاستكبار».

وقال عراقجي: «لقد شهدت جبهة المقاومة خلال حياتها تطوراً مستمراً، ولا ينبغي لأعدائنا أن يعتقدوا أنه مع الضربات الأخيرة التي تلقوها، ستظهر ضعفاً في هذه الجبهة، بل على العكس، سيصبح هذا النهج أقوى وأكبر».

وأشار بذلك إلى مقتل قيادات جماعات «محور المقاومة»، على رأسهم حسن نصر الله، قائلاً إن مقتله سيجعل من حركة «حزب الله» في لبنان «أقوى وأكثر ثمراً».

وقال عراقجي إن «الضربة التي وُجهت للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية، وفي الواقع، الجيش السوري هُزم قبل أن يخوض المعركة ولم يتمكن من الصمود».

صورة نشرها عراقجي من تناوله العشاء في مطعم بدمشق على منصة «إكس» مطلع الشهر الحالي

وأضاف: «يجب أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار لنا، وأن نكون حذرين من البيئة التي يسعى أعداؤنا لخلقها، وألا نسمح لهم بنشر الإحباط واليأس في البلاد».

ولفت إلى أهمية وسائل الإعلام في الحفاظ على السردية الإيرانية، وقال: «إلى جانب الميدان والدبلوماسية، يوجد محور ثالث يسمى الإعلام».

ودفع مسؤولون إيرانيون وقادة «الحرس الثوري» بروايات متباينة، حول دوافع حضورهم العسكري في سوريا، بعد سقوط بشار الأسد.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

كان عراقجي آخر مسؤول إيراني كبير التقى الأسد علناً، قبل أيام من سقوطه، بينما كانت فصائل المعارضة السورية تتقدم من حلب باتجاه حمص ومدن سورية أخرى.

وبعد اللقاء، توجه عراقجي إلى مطعم قريب من السفارة الإيرانية في منطقة المزة، لتوجيه رسالة «أمان» من العاصمة السورية، في مسعى للتقليل من أهمية التقارير بشأن احتمال سقوط الأسد.

في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دعا قائد «الحرس الثوري» إلى استخلاص العبر مما حدث في سوريا، وقال إن سوريا تمثل «درساً مريراً لإيران»، وذلك بعدما تعرضت منشآت عسكرية في سوريا لضربات إسرائيلية متتالية.

وفي نهاية ديسمبر، توقع المرشد الإيراني علي خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».