«أزمة الهجرة» تتصدر مباحثات تونس مع الاتحاد الأوروبي

إيلفا جوهانسون خلال لقائها أول من أمس وزير الداخلية التونسي كمال الفقي (إ.ب.أ)
إيلفا جوهانسون خلال لقائها أول من أمس وزير الداخلية التونسي كمال الفقي (إ.ب.أ)
TT

«أزمة الهجرة» تتصدر مباحثات تونس مع الاتحاد الأوروبي

إيلفا جوهانسون خلال لقائها أول من أمس وزير الداخلية التونسي كمال الفقي (إ.ب.أ)
إيلفا جوهانسون خلال لقائها أول من أمس وزير الداخلية التونسي كمال الفقي (إ.ب.أ)

أكدت إيلفا جوهانسون، مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، التي تقوم بزيارة إلى تونس «تضامن الاتحاد مع تونس، والتزامه بمواصلة دعمه في جميع المجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية»، وذلك خلال لقائها، أول من أمس، نبيل عمار، وزير الخارجية التونسي، وكمال الفقي وزير الداخلية، موضحة أن الدعم يشمل أيضاً «التصرف التوافقي في الهجرة من خلال فتح آفاق جديدة في مجال التكوين والتشغيل، وتشجيع الهجرة النظامية والتنقل، وذلك في إطار إرساء شراكة تنقل الكفاءات واليد العاملة الماهرة».
وخلال اللقاء، دعا الطرفان إلى مزيد من تعزيز التعاون في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية، وبحث إمكانية إرساء شراكة في مجال التصدي لظاهرة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين. علماً بأن تونس سبق أن دعت في مناسبات عدة لاعتماد مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد في التعاطي مع الظاهرة، تقوم أساساً على التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتشجيع الطرق النظامية للتنقل من جهة، ومكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية من جهة ثانية.
أما الجانب الأوروبي، ممثلاً خاصة في إيطاليا وفرنسا باعتبارهما أكثر البلدان تضرراً من موجات الهجرة غير الشرعية، فيربط بين الدعم والمساعدة المالية الموجهة لتونس، والمضي قدماً في إصلاحات اقتصادية واجتماعية، وإرساء نموذج للتنمية في إطار شراكة، تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل، والتضامن لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك ظاهرة الهجرة.
أما بخصوص التعامل مع اللاجئين الأفارقة الموجودين بالآلاف في تونس، فقد دعت يوهانسون إلى تعزيز الشراكة التونسية - الأوروبية في مجال الهجرة، خصوصاً فيما يتعلّق بالتعاون في ملف عودة المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء إلى بلدانهم الأصلية. من جهته، أطلع الجانب التونسي الوفد الأوروبي على المجهودات التي تبذلها الوحدات الأمنية بمختلف اختصاصاتها للتصدّي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، وفقاً للمبادئ والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
في سياق ذلك، قال متحدث باسم الحرس الوطني التونسي، أمس، إن عدد الجثث التي جرى انتشالها من البحر لمهاجرين غرقى بلغ خلال الأيام العشرة الماضية 210 جثث. وتقوم وحدات الحرس البحري بعمليات انتشال يومي للجثث التي ظهر بعضها على الشواطئ في حالة متعفنة بعد أن لفظتها الأمواج.
وبلغ عدد الجثث المنتشلة أول من أمس 22، بينما بلغ إجمالي العدد في خلال الأيام الثلاثة الأخيرة 72 جثة. وكان من بين الجثث أطفال ونساء، لكن لم يتم تحديد عدد القوارب المنكوبة التي كانت تقل المهاجرين على وجه الدقة.
وتوقعت منظمات مستقلة أعداداً أكبر للموتى مع تصاعد موجات الهجرة غير النظامية عبر السواحل التونسية على نحو قياسي هذا العام.
من جهته، قال المتحدث باسم الحرس الوطني، حسام الدين الجبابلي، إن المعاينات الأولية تفيد بأن الغرقى ينحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء. وسبق لمسؤولين تونسيين التأكيد على أن المستشفى الرئيسي في صفاقس، الذي شهد العدد الأكبر من الجثث، واجه أزمة في مراكز حفظ الموتى وتوفير قبور.
على صعيد آخر، أكدت هيئة الدّفاع عن الموقوفين السياسيين، فيما بات يُعرف بقضية «التآمر على أمن الدولة»، أن جلسة التحقيق مع المحامي الموقوف محمد لزهر العكرمي، وزير الدولة السابق، التي كانت مقررة أمس، قد تم تأجيلها إلى يوم 17 مايو (أيار) المقبل، وذلك بعد رفضه التنقل إلى المحكمة في سيارة لا تحترم أدنى المعايير الإنسانيّة للتنقل، ملتزماً بالقرار الذي اتخذه جميع المعتقلين السياسيين في وقت سابق، على حد تعبيرها.
يذكر أن راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، الذي صدر بشأنه حكم بالسجن منذ 20 أبريل (نيسان) الحالي على خلفية شبهة التآمر على أمن الدولة، قد أعلن بدوره رفض» الاستجابة لأي دعوة من الجهات الأمنيّة بخصوص أي ملفّ حالي أو قادم، لما أصبحت تتّسم به هذه الاستدعاءات من «طابع كيدي وتنكيل واضح»، على حد تعبيره.


مقالات ذات صلة

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

شمال افريقيا حرس جزر الكناري الإسبانية يقدم مساعدات لمهاجرين أفارقة انطلقوا من سواحل تونس بعد غرق مركبهم (إ.ب.أ)

مقتل 9 مهاجرين وفقدان 6 آخرين قبالة سواحل تونس

قضى تسعة مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفُقد ستة آخرون بعد غرق قاربهم قبالة السواحل التونسية.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

سلطات طرابلس تضبط 40 باكستانياً قبل تهريبهم إلى أوروبا

يقول «جهاز دعم الاستقرار» الليبي بطرابلس إنه «تم جلب هؤلاء المهاجرين عبر تشكيل عصابي دولي يتقاضى 20 ألف دولار أميركي من كل مهاجر مقابل إرساله إلى ليبيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي قوات بحرية مصرية تحبط محاولة هجرة غير شرعية لمركب بالبحر المتوسط (المتحدث العسكري)

الجيش المصري يحبط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط

أعلن الجيش المصري، الاثنين، تمكنه من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 فرداً، بينهم 3 سودانيين، بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من ترحيل السلطات الليبية عدداً من المهاجرين المصريين (جهاز مكافحة الهجرة)

الإعلان عن «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة بشرق ليبيا

قالت سلطات أمنية بشرق ليبيا إنها نجحت في «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة في عملية وصفتها بـ«المُحكمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».