«تشات جي بي تي» يتعثر في امتحان «البورد» لطب العيون

«تشات جي بي تي» يتعثر في أسئلة الاختيار من متعدد (أرشيفية)
«تشات جي بي تي» يتعثر في أسئلة الاختيار من متعدد (أرشيفية)
TT

«تشات جي بي تي» يتعثر في امتحان «البورد» لطب العيون

«تشات جي بي تي» يتعثر في أسئلة الاختيار من متعدد (أرشيفية)
«تشات جي بي تي» يتعثر في أسئلة الاختيار من متعدد (أرشيفية)

وجدت دراسة كندية أن روبوت الذكاء الصناعي «تشات جي بي تي»، أجاب بدقة على أقل من نصف أسئلة الاختبارات بمنصة «OphthoQuestions»، وهي مصدر شائع يستخدمه الأطباء للتدريب على امتحان «البورد» في طب العيون.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت (الخميس) في دورية طب العيون «JAMAOphthalmology» بقيادة باحثين من مستشفى «سانت مايكل» في مدينة تورونتو الكندية، أن روبوت الدردشة القائم على الذكاء الصناعي، أجاب بشكل صحيح على 46 في المائة من الأسئلة عندما أُجري الاختبار في يناير (كانون الثاني)، وعندما أجرى الباحثون الاختبار نفسه بعد شهر واحد، سجّل زيادة بمعدل 10 في المائة.
وأثارت إمكانات «تشات جي بي تي» في الطب والتحضير للامتحانات، منذ أن أصبحت متاحة للجمهور في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، قلقاً بشأن احتمال ترويجه المعلومات غير الصحيحة والغش في الأوساط الأكاديمية.
وقال الباحث الرئيسي بالدراسة راجيف إتش موني، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمستشفى «سانت مايكب»، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «تشات جي بي تي» لم يُجب عن أسئلة الاختيار من متعدد بشكل صحيح من أجل تقديم مساعدة كبيرة في التحضير لامتحان «البورد».
واستخدم الباحثون مجموعة بيانات للتدرب على أسئلة الاختيار من متعدد من الإصدار التجريبي المجاني لمنصة «OphthoQuestions»، ولضمان عدم تأثر استجابات «تشات جي بي تي» بالمحادثات المتزامنة، تم مسح الإدخالات أو المحادثات قبل إدخال كل سؤال، وتم استخدام حساب جديد، ولم يتم تضمين الأسئلة التي تستخدم الصور، ومقاطع الفيديو، لأن التطبيق يقبل إدخال النص فقط.
ومن بين 125 سؤالاً نصياً متعدد الخيارات، أجاب «تشات جي بي تي» على 58 بشكل صحيح (46 في المائة) عندما أُجريت الدراسة لأول مرة في يناير (كانون الثاني)، وكرر الباحثون التحليل في فبراير (شباط)، حيث تحسَّن الأداء إلى 58 في المائة.
وتطابق «تشات جي بي تي» بشكل وثيق مع طريقة إجابة المتدربين على الأسئلة، واختار الإجابة نفسها متعددة الخيارات مثل الإجابة الأكثر شيوعاً التي قدَّمها متدربو طب العيون بنسبة 44 في المائة من الوقت، وكان أداؤه أكثر دقة في أسئلة الطب العام، حيث أجاب على 79 في المائة منها بشكل صحيح.
من ناحية أخرى، كانت دقته أقل بكثير في أسئلة التخصصات الفرعية لطب العيون، فعلى سبيل المثال، أجاب عن 20 في المائة من الأسئلة بشكل صحيح حول جراحة تجميل العيون، ولم يُجب عن أي سؤال بشكل صحيح في التخصصات الفرعية للشبكية.
ورغم النتائج المخيبة للآمال، قال ماركو بوبوفيتش من قسم طب وجراحة العيون في جامعة تورونتو والباحث المشارك بالدراسة، إن «تشات جي بي تي» واعد في التعليم الطبي، فرغم أنه قدَّم إجابات غير صحيحة لعدد كبير من أسئلة شهادة «البورد» في طب العيون، فمن المتوقع أن تتطور مجموعة معارف روبوت الدردشة بسرعة.
فيما فسَّر مايكل بالاس الباحث بكلية الطب بجامعة تورونتو بكندا، الذي قاد مؤخراً دراسة لاستخدام البرنامج في تشخيص أمراض العيون، هذا التعثر، بأنه «تم التحكم في قدرات التطبيق على التعلم الآلي، حيث يعتمد في إجاباته على البيانات التي تم إدخالها له عند إنشاء التطبيق، فهو غير قادر على التعلم من مصادر جديدة تُمثّلها الدراسات الجديدة التي تُنشر بشكل دوري، والتي يجب أن يطلع عليها الراغب في اجتياز الامتحان».
وأضاف بالاس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الروبوت يمكن أن يكون أداة قوية للمساعدة في معرفة الإجابة المثالية عن الأسئلة العامة والمقالية، أما أسئلة الاختيار من متعدد، فسيظل البشر أكثر كفاءة في التعامل معها والتمييز بين الإجابات المتشابهة».


مقالات ذات صلة

الرياض وواشنطن لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في الاقتصاد الرقمي

الاقتصاد الوزير عبد الله السواحه لدى لقائه أموس هوكشتاين وبريت ماكغورك (وزارة الاتصالات السعودية)

الرياض وواشنطن لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في الاقتصاد الرقمي

بحث وزير الاتصالات السعودي مع مسؤولين في البيت الأبيض توسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ودعم نمو الاقتصاد الرقمي وتحفيز الابتكار وتطوير صناعة الفضاء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الملياردير الأميركي بيل غيتس (أ.ف.ب)

بيل غيتس: يجب أن يستخدم الذكاء الاصطناعي أشخاص «ذوو نيات حسنة»

قال الملياردير الأميركي بيل غيتس، مؤسس مجموعة «مايكروسوفت»، إن الذكاء الاصطناعي سيعمل على تسريع الابتكار وتسهيل مواجهة تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا مصطفى سليمان: «مايكروسوفت» تركز حالياً على مشروعات مثل «كوبايلوت» التي تتضمن ضبطًا دقيقًا لنماذج «OpenAI» (لينكد إن)

هل لمّح الرئيس التنفيذي لـ«Microsoft AI» إلى موعد إصدار «شات جي بي تي 6»؟

شارك مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لشركة «Microsoft AI» وجهات نظره حول تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي ومفهوم «الوكلاء المستقلين».

نسيم رمضان (لندن)
آسيا وزراء التجارة في الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية خلال اجتماعهم في واشنطن (رويترز)

«تعاهد استراتيجي» بين أميركا وكوريا الجنوبية واليابان لتعزيز الأمن والاقتصاد

تعهّد وزراء التجارة من الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، أمس (الأربعاء)، بالتعاون في القضايا الاستراتيجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الحكومة الإسرائيلية تخصص ميزانية قدرها 250 مليون دولار لبرنامج وطني للذكاء الاصطناعي (رويترز)

إسرائيل تعتزم بناء كومبيوتر خارق لمواكبة سباق الذكاء الاصطناعي

إسرائيل ستطرح الشهر المقبل مناقصة لبناء أول كومبيوتر خارق لضمان البقاء بين الرواد العالميين في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

الساحل الشمالي في مصر... مقاربات هزلية بين «الطيب» و«الشرير»

الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)
الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)
TT

الساحل الشمالي في مصر... مقاربات هزلية بين «الطيب» و«الشرير»

الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)
الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)

على باب مطعم بأحد منتجعات الساحل الشمالي بمصر، وقفت سارة محمود، ربة منزل ثلاثينية، بصحبة زوجها وعدد من الأصدقاء، مندهشة من رفض المطعم دخولهم بداعي أنه «كامل العدد».

رفضت سارة إرسال رسالة عبر حسابات مواقع التواصل لمسؤول الحجز، وآثرت الحضور بنفسها بدلاً من ذلك بناء على اتفاق مع مسؤول الحجز، لتفاجأ بما قيل لها إنها «قواعد الساحل الشمالي»؛ حيث يملك صاحب المكان الحق في رفض دخول الزبائن، حتى وإن كان لديهم حجز.

الساحل الشمالي يثير الجدل كل صيف (الشرق الأوسط)

هذه القواعد التي فاجأت سارة وأصدقاءها منشورة على صفحات بعض الأماكن الترفيهية في منطقة الساحل الشمالي، فيما بات يعرف لرواده بـ«Door selection»، وهو واحد من بين أمور عدة تثير جدلاً سنوياً، وتجذب اهتمام المصريين الذين يدون بعضهم يومياته في الساحل الشمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تقسيمه إلى قسمين «طيب» و«شرير».

ويمتد نطاق الساحل الشمالي من غرب مدينة الإسكندرية مروراً بالعلمين ومرسى مطروح حتى السلوم، وبدأ يكتسب الساحل شهرته في الثمانينات من القرن الماضي، عندما بحث المصريون عن مصايف بديلة للإسكندرية، فانتقلوا من المنتزه والمعمورة إلى مناطق العجمي وبيانكي في حدود الكيلو 21 طريق الإسكندرية - مطروح الصحراوي، قبل أن تشرع الدولة في إنشاء منتجعات صيفية، بدأت بـ«مراقيا» في الكيلو 51، و«ماربيلا»، مروراً بـ«مارينا» بتوسعاتها من 1 إلى 7. ثم منتجعات أعلى سعراً، أسسها مستثمرون، مثل «هاسيندا» و«مراسي». وكان كل منتجع جديد يجتذب المصطافين، لا سيما الأغنياء منهم، حتى يزدحم، فيفر المالكون إلى منتجع جديد أعلى سعراً وهكذا.

بعض الأثرياء المصريين يفضلون الخصوصية والإقامة في منتجعات فاخرة (الشرق الأوسط)

ووفق ما رصدته «الشرق الأوسط» فإن أسعار بعض السلع الرخيصة الثمن على غرار زجاجات المياه والفريسكا وبعض أنواع الحلوى الأخرى تباع بنحو 10 أضعاف ثمنها الأصلي بشواطئ منتجعات «الساحل الشرير»، وهو ما يثير دهشة رواد السوشيال ميديا الذين يكتفي بعضهم بالذهاب إلى البحر لمدة يوم واحد في جمصة أو رأس البر أو الإسكندرية أو فايد بالإسماعيلية.

ويروي مدحت دسوقي، أربعيني ومدير مشروعات في إحدى شركات القطاع الخاص، قصته مع الساحل الشمالي، بدءاً من «المصيف في الإسكندرية والعجمي، مروراً بمراقيا ومارينا، ووصولاً إلى الساحل الجديد، حيث يملك وحدة مصيفية في أحد منتجعاته منذ عام 2014».

ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المصيف كان عائلياً في السابق حيث تتجمع الأسرة والأصدقاء في مكان واحد ويقضون الليل والنهار معاً، قبل أن ينقسم الساحل إلى منتجعات يسعى سكانها إلى التباهي واستعراض الإمكانات، كل حسب قدرته».

ويضيف أن «ظاهرة التباهي بدأت مع مارينا، لكنها تصاعدت في القرى الأحدث، لا سيما مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت لرواد الساحل نشر تجاربهم والتباهي بدخول أماكن معينة لا يستطيع الجميع دخولها، ودفع فواتير باهظة».

وتتفق معه مي جاه الله، مستشار مالي بشركة قطاع خاص، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضاء الصيف قديماً كان يطلق عليه مصيف العائلة، عبر تجمعات عائلية بسيطة تلتقي على الشاطئ نهاراً وفي السينما الصيفية مساء، بعد ركوب الدراجات».

الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)

وتتذكر جاه الله تنقلها مع أسرتها من مصيف العجمي إلى بيانكي ثم مراقيا وماربيلا ومارينا، وتقول: «في كل فترة كانت تبرز منطقة جديدة على السطح لنهجر القديم ونذهب للجديد وهكذا حتى وصلنا إلى مراسي وهاسيندا، ومع كل منتجع تزداد القيود على الدخول وترتفع الأسعار، ليتحول مصيف العائلة إلى (طلعة الساحل)».

منتجعات ذات أسوار

اهتمام المصريين بمنطقة الساحل الشمالي يعود لسنوات مضت، والانتقادات التي وجّهت لطريقة بنائه ليست جديدة، وإن تصاعدت حدتها مع التطور وزيادة القواعد والامتيازات أيضاً، ففي تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في يوليو (تموز) 1996، استعرضت كيف انتقل المصيف من العجمي إلى منتجعات الساحل الشمالي: «في محاولة من المصطافين للهروب من أعين المتطفلين، عبر محاصرة أنفسهم في منتجعات ذات أسوار».

وتشير «نيويورك تايمز» إلى أن «الهدف من التطورات الجديدة التي قفزت على طول الخط الساحلي هو منع التوغلات العشوائية للمتطفلين، فجاءت مارينا المحاطة بأسوار عالية».

قواعد الساحل والرغبة في خلق حواجز بين الطبقات الاجتماعية ارتبطتا بنشأته، ويشير دسوقي إلى أن قاعدة الـ«door selection «كانت موجودة في بعض مطاعم العجمي قديماً، لكن لم يكن هناك مواقع تواصل وقتها لتثير أزمة بشأنها.

لافتاً إلى أنه «في السنوات الخمس الأخيرة زادت القواعد الخاصة بدخول المطاعم والأماكن الترفيهية في الساحل لتشترط إرسال حسابات (الإنستغرام) والإجابة عن بعض الأسئلة، رغبة من ملاك المطعم في جعل رواده مجتمعاً متماثلاً في (اللايف ستايل)، وتجنب مشكلات الاختلاط بين الطبقات المختلفة».

ويعترف دسوقي بأن «المصيف قديماً كان أفضل وأكثر هدوءاً»، لكنه «مضطر للتعامل مع التطورات ومجاراة الأساليب الاستعراضية في الساحل (الشرير)».

وتصف جاه الله الوضع فيما بات يعرف بـ«الساحل الشرير»، بأنه (بلاستيك) حيث لا تذهب العائلات للاستمتاع بالبحر كما كان الوضع في الساحل الطيب، وفي مصايف الإسكندرية، بل للتباهي وارتداء أغلى الماركات والجلوس على الشاطئ لالتقاط الصور.

وتضيف: «أصبح الأمر جزءاً من وجاهة اجتماعية، وبات الساحل بما يقدمه بعيداً عن متناول الطبقة الوسطى العليا التي اعتادت في الماضي قضاء الصيف في أرقى الأماكن الساحلية».

هذا الصراع الطبقي أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» في تقريرها الذي يعود لمنتصف التسعينات، ونقلت عن مقدم برنامج حواري في مصر قوله عن مارينا: «هذه أرض المليونيرات حيث تأشيرة الدخول إلى الجنة، لن تجد وزيراً يعيش بجوار سباك هنا».

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه «حتى المستأجرون يمكن تمييزهم... فالسكان الأصليون للساحل يستيقظون في الخامسة عصراً».

وبحسب «نيويورك تايمز» فإن «إيجار الفيلا في ذلك الوقت كان يبلغ 330 دولاراً في اليوم». وهي أسعار لا تبدو بعيدة كثيراً عن الأسعار اليوم إذا ما قورنت بالدولار؛ حيث يتراوح متوسط إيجارات الشاليهات الصغيرة في الساحل الجديد بين 5 آلاف جنيه و15 ألفاً (الدولار بـ48 جنيهاً)، وقد يقل إلى ألف جنيه في الساحل القديم، بينما يبدأ إيجار الفيلا من 25 ألف جنيه في اليوم، بحسب المنتجع وموقعه.

أسعار الشاليهات والفلل والسلع مرتفعة للغاية في الساحل الشرير (الشرق الأوسط)

وتشير جاه الله إلى «المبالغة في الأسعار في الساحل الشمالي». وتقول: «إنها قضت العام الماضي ثلاثة أسابيع في أوروبا بالتكلفة نفسها التي دفعتها لقضاء أسبوع واحد في الساحل»، واصفة الساحل الشمالي بـ«فقاعة» تضم الأغنياء وبعض من يحاولون التشبث بطبقتهم، وتقول: «إن ارتفاع التكلفة في الساحل يدفع البعض للحصول على قرض أو حتى الاشتراك في جمعية من أجل (طلعة الساحل)».

ويصطحب رواد الساحل سياراتهم من أحدث الموديلات (فيراري ورولز رويس) وغيرها عبر شحنها على سيارات (ونش) ليستقلوها داخل منتجعات الساحل (الشرير). وفق ما رصدته «الشرق الأوسط».

نمو عقاري صيفي

وتشهد سوق العقارات في منطقة الساحل نمواً متزيداً، لا سيما في فصل الصيف، وهو ما يؤكده أحمد عبد الفتاح، رئيس قطاع تطوير الأعمال في موقع «عقار ماب» المتخصص في تسويق العقارات بمصر.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الطلب على العقارات في المنطقة شهد نمواً بنسب تتراوح ما بين 6 و8 في المائة خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) من العام الماضي».

ويرى عبد الفتاح أن «الساحل به ثروة عقارية مهدرة لا سيما في الجزء القديم منه، الذي تقل فيه أسعار الوحدات عن نظيرها في الجديد بأكثر من الضعف، كذلك الأمر بالنسبة للإيجارات»، ويعزو ذلك إلى «نقص الخدمات وسوء البنية التحتية والإدارة في الجزء القديم من منتجعات الساحل».

ورغم تأكيد عبد الفتاح أن منطقة الساحل تعد «إحدى المناطق الواعدة عقارياً وسياحياً، مع الإعلان عن مشروعات جديدة تمتد إلى مدينة رأس الحكمة»، فإن «التنبؤ بأسعار الوحدات المصيفية صعب جداً، لا سيما أن معايير تحديد الأسعار في الساحل تختلف عن باقي المناطق، فهي لا تقدر بالمتر، بل يتولى كل مطور عقاري تحديد الأسعار في المجمع السكني الذي يبنيه بناء على ما يقدمه من خدمات». وإن قال: «إن سعر المتر في المتوسط قد يكون 70 ألف جنيه».

وأثارت أسعار شاليهات الساحل جدلاً كبيراً في مصر قبل نحو عامين، بعد بيع فيلات في أحد المنتجعات بنحو 100 مليون جنيه.

وتعرض إنشاء منتجعات الساحل لانتقادات، لا سيما أنها خاوية طوال العام حيث لا يتم شغلها إلا في ثلاثة أشهر في الصيف، وبحسب «نيويورك تايمز» فإن «كثيراً من الاقتصاديين عدّوها إهداراً لمليارات الدولارات، كان من الأولى إنفاقها في مشروعات صناعية لخلق فرص عمل أو حتى في بناء فنادق تدر دخلاً سياحياً».

لكن الحكومة المصرية وضعت أخيراً مخططاً لتنمية الساحل الشمالي الغربي، وأنشأت مدينة العلمين، مستهدفة تحويل المنطقة إلى «مدينة حية طوال العام».