عندما التقط الأميركي روبرت كورنيليوس أول صورة ذاتية فوتوغرافية في العالم، منذ ما يقرب من 200 عام، وُلدت حينها فكرة صورة «السيلفي».
الآن، يتم أخذ الملايين منها يومياً وتحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «إنستغرام»، حيث يُفترض أن يكون تفاعل الجمهور من خلال النقرات والإعجابات والتعليقات الدافع الرئيسي للمستخدم، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
لكن الباحثين في جامعة ولاية أوهايو الأميركية يقولون، الآن، إن أولئك الذين يلتقطون صورهم الخاصة لا يفعلون ذلك بالضرورة بدافع الغرور، ولكن لأن صور السيلفي تلتقط «المعنى الأكبر للحظة».
وفي الوقت نفسه، فإن الصور التي نرى فيها المشهد كما لو كانت من عين المرء، تمثل أفضل تجربة جسدية لتلك اللحظة. أحد الأمثلة على ذلك هو صورة لمحيط تمثّل يوماً جميلاً.
تتعارض الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Social Psychological and Personality Science»، مع الرأي السائد بأن صور السيلفي هي فقط للترويج الذاتي.
قالت ليزا ليبي، مؤلفة مشارِكة وأستاذة علم النفس في جامعة ولاية أوهايو: «هذه الصور التي تظهر الشخص داخلها يمكن أن توثق المعنى الأكبر للحظة. لا يجب أن تعبّر دائماً عن الغرور».
في إحدى الدراسات الست التي أُجريت للتوصل إلى هذا الاستنتاج، طُلب من المشاركين قراءة سيناريو يمكن من خلاله التقاط صورة «سيلفي»، مثل قضاء يوم على الشاطئ مع صديق، ثم تقييم أهمية وجدوى التجربة.
ووجد العلماء أنه كلما زاد تقييم المشاركين لمعنى الحدث بالنسبة لهم، زادت احتمالية قيامهم بالتقاط صورة ذاتية.
في تجربة أخرى، أظهر المشاركون منشوراتهم الأخيرة على «إنستغرام»، التي تضمنت إحدى صورهم. سُئلوا عما إذا كانت تلك الصورة تعبر عن محاولتهم لالتقاط المعنى الأكبر للحظة أم التجربة المادية.
بعد ذلك، قاموا بتقييم شعورهم تجاه الصورة على مقياس «سلبي» إلى «إيجابي».
قالت البروفسور ليبي: «وجدنا أن الناس لم تعجبهم صورتهم كثيراً إذا كان هناك عدم تطابق بين منظور الصورة وهدفهم من التقاط الصورة».
على سبيل المثال، إذا قالوا إن هدفهم هو التقاط معنى الحدث، فإنهم أحبوا الصورة أكثر إذا تم التقاطها بأنفسهم، مع وجودهم في الصورة.
قال المؤلف الرئيسي للبحث، زاكاري نيسي، «لقد وجدنا أن لدى الناس حدساً طبيعياً حول المنظور الذي يجب أخذه لالتقاط ما يريدون من الصورة. آمل أن تزيد هذه الدراسة من معرفة الناس حول كيفية تأثير منظور الصورة في كيفية تفاعلهم مع الصور. وبهذه الطريقة يمكنهم التأكد من أنهم يختارون بوعي المنظور الذي سيحقق هدفهم».