أكبر مهرجان للطعام الحلال يقام في لندن الشهر المقبل

مذاقات جديدة ودورات تدريب على يد أشهر الطهاة

أكبر مهرجان للطعام الحلال يقام في لندن الشهر المقبل
TT

أكبر مهرجان للطعام الحلال يقام في لندن الشهر المقبل

أكبر مهرجان للطعام الحلال يقام في لندن الشهر المقبل

سوف تقام الدورة الثانية من مهرجان الطعام الحلال في لندن خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2015، لتكون أكبر دورة والأكثر إثارة من الدورة الأولى التي انعقدت قبل عامين. ويؤكد منظمو المهرجان أنه سوف يكون الأكبر في العالم، تماما كما كانت الدورة الأولى التي عقدت قبل عامين. ويقام المهرجان على ثلاثة أيام، وسيكون مهرجان هذا العام في حديقة عامة هي ايلينغ كومون غربي لندن على مساحات مفتوحة للعائلات ويتضمن الكثير من الأفكار المبتكرة من بينها تقديم أصناف أطعمة جديدة وتنظيم دورات تدريبية على الطبخ يقدمها أشهر الطهاة. من معالم مهرجان هذا العام أيضا المطبخ المفتوح الذي يمكن للزوار مشاهدة طهاة يقدمون أطباقا جديدة من أنحاء العالم تشترك جميعها في كونها من مكونات حلال. ويمكن للزوار أيضا المشاركة في مدرسة الطهي لتعلم تحضير الوجبات خطوة خطوة.
وسوف يحضر المهرجان يوميا عدد من الطهاة المشهورين، كما يساهم البعض منهم في تقديم دورات تدريبية للمشاركين والمشاركات في مدارس الطهي. ويقدم المهرجان أيضا ركنا للأطفال حيث تقدم لهم الأطباق الصحية وأنواع الفواكه التي تجذب اهتمامهم من أنشطة مرحة في أرجاء المهرجان.
ويشارك من العارضين نحو مائة شركة ومطعم في مهرجان هذا العام من أنحاء العالم يمثلون فيما بينهم خليطا متنوعا من مطابخ العالم التي تناسب كافة الأذواق وتشترك جميعها في أنها تقدم الأطعمة الحلال. وسوف يساهم في مهرجان هذا العام الكثير من الشركات الجديدة التي تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث.
ويفتح المهرجان أبوابه هذا العام لأكثر من 15 ألف زائر، من بين 2.7 مليون مسلم يعيشون في بريطانيا. ولاحظ منظمو المهرجان أن الكثير من البريطانيين من غير المسلمين يقبلون أيضا على المهرجان من أجل تذوق الطعام الحلال والتعرف عليه.
وتساهم بعض الشركات المشاركة في المهرجان في تقديم الأطعمة الحلال وتوصيلها من الباب إلى الباب إلى زبائنها في أي مكان في بريطانيا. من هذه الشركات شركة «هالوديز» التي كانت أول شركة لحوم حلال تفتتح لها فرعا داخل محلات هارودز بداية من عام 2014.
ويساهم هذا المهرجان في تنويع أصناف الطعام التي تقدمها المطاعم الحلال وشركات الطيران وغيرها من المنافذ التي يهمها توفير ما يتطلبه قطاع عريض من المستهلكين ينفقون فيما بينهم 700 مليون جنيه إسترليني (نحو مليار دولار) من القوة الشرائية. وتعاني هذه الشريحة من فقر تنوع الوجبات التي تقدم لهم تحت عنوان «الأطعمة الحلال».
وشكت إحدى الراكبات من سيدات الأعمال أنها في رحلات كثيرة بين بريطانيا وأميركا تطلب وجبات حلالا على الطائرة ولا تحصل سوى على «كاري دجاج تيكا» في كل مرة. كذلك يبحث من يطلبون أطعمة حلالا عن مطاعم توفر لهم وجبات مبتكرة وجديدة على قدم المساواة مع الوجبات الأخرى التي تقدم للجمهور بصفة عامة.
ومن خلال هذا المهرجان تتعرف الشركات والمطاعم على أذواق ومطالب الشباب من المسلمين. كذلك زاد الطلب على الوجبات الحلال السريعة والجاهزة والسندويتشات التي تناسب مجال العمل في المكاتب وساعات الغذاء المحدودة.
من نماذج الشركات الناجحة شركة «اي ايت فودز» التي توفر الوجبات الشعبية مثل كعكة البطاطس واللحم والسباغيتي بولونيز بمكونات حلال. وهي وجبات مرغوبة من قطاع الشباب الذين نشأوا في بريطانيا. وتكتسب فكرة الأطعمة الحلال أهمية أكبر من مجرد الذبح الحلال للحوم وإنما تشمل أيضا رعاية الحيوانات خلال فترة تربيتها والعناية بها. ولذلك ترفض شركات اللحوم الحلال اعتماد الحيوانات التي تمت تربيتها في معامل تفتقر إلى العناية أو الرعاية.
ولا يمانع الشباب البريطاني المسلم، سواء المولود في بريطانيا أو خارجها، من دفع تكلفة أكبر من أجل الحصول على الأطعمة الحلال. ويتميز الجيل الجديد من المسلمين المتعلمين في بريطانيا بمستويات أجور أعلى من هؤلاء المهاجرين إلى بريطانيا.
ويزداد الآن إدراك الشركات بمطالب هذا القطاع الاستهلاكي الجديد وتجتهد في تلبية هذا الطلب الواعد، وذلك عبر اختبار ما يروق للذوق العام للشباب من خلال أحداث مثل مهرجان الأطعمة الحلال.
من الشركات المشاركة في المهرجان سوف تكون مزرعة ويلوبروك التي تقع بالقرب من مدينة أكسفورد وتتخصص في تربية المواشي والدواجن بأسلوب طبيعي خالٍ من الكيماويات ثم ذبحها وبيعها لمنافذ بيع حلال متعددة.
وتشرف على المزرعة عائلة رضوان المسلمة التي ترى أن هناك جهات بريطانية تسعى لمنع الذبح الحلال وتهاجم الأقلية المسلمة بسببه. وتشير هذه الجهات ومنها جهات عنصرية وأخرى معنية برفاهية الحيوانات إلى منع الدنمارك والسويد لأساليب الذبح الحلال. ولكن الحكومة البريطانية أكدت من ناحيتها أن الذبح الحلال سوف يبقى ولن تمسه القوانين البريطانية.
وتبقى نقطة الاعتراض الأساسية على صعق الحيوانات كهربائيا قبل ذبحها حتى لا تشعر بأي ألم. وتقول الإحصاءات أن الصعق لا يمنع الذبح الحلال إلا إذا تسبب في قتل الحيوان قبل ذبحه. وتشير مصادر اللحم الحلال أن نسبة 80 في المائة منه تأتي من مصادر تم فيه الصعق قبل الذبح. وتوضح المعلومات المتاحة مع اللحوم إذا كان أسلوب الصعق قد استخدم قبل الذبح أم لا.
وتأتي الاعتراضات على الذبح الحلال أحيانا من شركات السوبر ماركت الكبرى التي تريد أن تستأثر بالسوق وتستبعد منه المزارع الصغيرة لتربية المواشي.
ولكن هذه الجهود باءت بالفشل حتى الآن بفضل القوة الشرائية المؤثرة للمسلمين في بريطانيا وغيرهم ممن يفضلون الأطعمة الحلال. ولذلك تسمح بعض الشركات مثل اوكادو ببيع الأطعمة الحلال ضمن مبيعاتها التي تجري على الإنترنت. كما تبيع محلات تيسكو للسوبر ماركت أطعمة حلال لزبائنها منذ خمس سنوات على الأقل. وفي فرع تيسكو سبرنغ هيل في مدينة برمنغهام شمالي إنجلترا هناك لائحة فوق قسم الجزارة في السوبر ماركت تعلن أن اللحوم المبيعة أنتجت «وفق تعاليم القرآن والسنة».
ويعتقد لطفي رضوان المشرف على مزرعة ويلوبروك أن مسألة صعق الحيوانات قبل ذبحها ليست هي جوهر قضية الحلال في الذبح وإنما المسألة أكبر من ذلك وتتعلق بكيفية تربية الحيوانات والعناية بها أثناء حياتها وليست فقط كيفية ذبحها في الثواني الأخيرة من حياتها. وهو يرى أن اللحم الحلال يأتي من مصادر تهتم برعاية الحيوان أثناء حياته واتباع الأساليب المستدامة وغير الضارة بالبيئة أو بالحيوانات وإتاحة مساحات كافية من أراضي الرعي للحيوانات وعدم تكدسها في معامل محرومة من أشعة الشمس ومن الحركة. فمثل هذه الأساليب ليست حلالا وفقا للمزارع رضوان.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.