«الدعم» تعلن تصديها لهجمات الجيش.. والبرهان يوافق على هدنة إيقاد

الدخان يتصاعد في الخرطوم وسط الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع (أ.ب)
الدخان يتصاعد في الخرطوم وسط الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع (أ.ب)
TT

«الدعم» تعلن تصديها لهجمات الجيش.. والبرهان يوافق على هدنة إيقاد

الدخان يتصاعد في الخرطوم وسط الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع (أ.ب)
الدخان يتصاعد في الخرطوم وسط الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع (أ.ب)

قالت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم (الخميس)، إن الجيش شن هجوماً بالطيران والمدفعية على معسكر تابع لها في منطقة كافوري بولاية الخرطوم.
وأضافت، في بيان، أنها تصدت لهجوم الجيش وكبّدته «خسائر كبيرة»، مشيرة إلى أن الهجوم يأتي «في ظل الهدنة... التي تم تخصيصها لفتح ممرات إنسانية».
كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أعلن، يوم الاثنين الماضي، موافقة الجيش وقوات الدعم السريع على هدنة جديدة لثلاثة أيام تبدأ منتصف الليل بعد مفاوضات مكثفة.
وأمس (الأربعاء)، أعلنت وزارة الصحة السودانية ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 512 والإصابات إلى 4193 حتى يوم الثلاثاء.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1648688426969866240?s=20
ودارت أمس معركة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم في تقويض لهدنة في الصراع المستمر منذ 11 يوماً، لكن الجيش أبدى استعداده لتمديد وقف إطلاق النار، وفقاً لوكالة «رويترز».
وقال الجيش، في وقت متأخر من مساء أمس، إن قائده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات. ووافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في وقت سابق، على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام كان من المقرر أن ينتهي في وقت متأخر من مساء اليوم. ولم يصدر على الفور رد من قوات الدعم السريع على الاقتراح المقدم من الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) وهي تكتل لدول شرق أفريقيا.
وقال الجيش إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة وإجراء محادثات بين الطرفين. وجاء في بيان الجيش أن البرهان أبدى «موافقته المبدئية على ذلك وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، التعاون من أجل وقف مستدام للقتال في السودان.
وقال مراسل لـ«رويترز» إن بعضاً من أعنف المعارك، أمس (الأربعاء)، دارت في أم درمان المتاخمة للخرطوم، حيث تصدى الجيش لتعزيزات قوات الدعم السريع التي جاءت من مناطق أخرى في السودان. وسُمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية في المساء.
وفي الخرطوم، التي تمثل مع مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين واحدة من كبرى المناطق الحضرية في أفريقيا، تفاقم الشعور بانعدام القانون مع انتشار عصابات السلب والنهب.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1647281269422821376?s=20



رسائل حميدتي الودية «لا تلقى اهتماماً» في مصر

السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل حميدتي الودية «لا تلقى اهتماماً» في مصر

السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل البرهان في القاهرة أبريل الماضي (الرئاسة المصرية)

يبدو أن الرسائل الودية الأخيرة لقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (الشهير بـ«حميدتي»)، تجاه مصر، لم تجد لها صدى في القاهرة، التي عادة ما تؤكد «احترامها للشرعية والمؤسسات الرسمية السودانية».

ولأول مرة منذ نحو عام ظهر حميدتي، وسط جنوده فيما يبدو أنه معسكر تدريب ميداني يُرجح أنه في إحدى ولايات إقليم دارفور بغرب البلاد، متحدثاً بنبرة تصالحية تجاه مصر، رغم أنه من أسبوعين فقط ظهر عبر مقطع فيديو مكرراً اتهامات سابقة لها بمساندة الجيش السوداني عسكرياً، وهو ما نفته مصر بشدة.

وفي خطاب مسجل بُث مساء الأحد على قناته بمنصة «تلغرام» قال حميدتي: «راجعنا حساباتنا، وتوصلنا إلى أنه يمكن أن نحل مشكلاتنا مع مصر عبر طاولة الحوار والنقاش، وليس بالمشاحنات». وأكد أن «قوات الدعم السريع» ليست ضد أي دولة، وترغب في التعاون مع جميع دول الجوار لتأمين الحدود.

ورداً على تصريحات حميدتي، قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «سياسة مصر تجاه السودان ثابتة، وتتلخص في السعي إلى تحقيق الاستقرار والسلم الأهلي في هذا البلد الشقيق، واحترام سيادته وعدم التدخل في شؤونه، إضافة إلى احترام الشرعية والمؤسسات الرسمية السودانية، وأنها تواصل تعاملها في الملف السوداني انطلاقاً من هذه المبادئ والمعايير».

وجاء خطاب حميدتي بعد نحو أسبوع من سيطرة قواته على منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، بعدما أعلن الجيش إخلاء قواته من المنطقة في إطار «ترتيبات دفاعية».

وفي كلمته، قال حميدتي: «دخول المثلث، لو ما كان إضافة للجيران فلن يكون خصماً عليهم»، مضيفاً: «ذهابنا إلى الصحراء أمن لجيراننا المصريين والليبيين والتشاديين، كلهم جيراننا، نحترمهم ونحترم حدودهم، ونحن ما عندنا مشكلة مع أي دولة».

من جانبه، قال عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري لـ«الشرق الأوسط» إنه «بغض النظر عن نيات حميدتي من وراء هذا الكلام، خاصة أنه كان دائم الإساءة لمصر ويكيل الاتهامات غير المسؤولة لها بأنها تدعم الجيش السوداني بالسلاح والطيران، فإن سياسة مصر هي التعامل مع السلطات الشرعية فقط»، منوهاً بأنه «لا يعتقد أن السلطات المصرية تهتم بحديث حميدتي كثيراً لأنه يثبت تضاربه بنفسه».

وأكد بكري أن «مصر ضد تقسيم السودان، ومعنى أن تتعاون مع دقلو، أي تضر وحدة البلاد هناك، وهذا يمثل تهديداً للأمن القومي المصري الذي تتحدد سياستها وفقاً له ومن أجل الحفاظ عليه».

بدوره، قال وكيل جهاز المخابرات المصرية سابقاً اللواء محمد رشاد لـ«الشرق الأوسط» إن «حميدتي يرغب من وراء هذا الحديث الزج بمصر طرفاً في الصراع بالسودان، وهي مناورة منه لمحاولة تأكيد ما نفته القاهرة».

وشدد على أن «مصر ليست طرفاً في الصراع السوداني، لكنها تتعامل وتدعم سياسياً السلطة الشرعية»، موضحاً أن «مصر تستطيع الحفاظ على أمنها وحدودها جيداً... ولا تنتظر وعوداً منه أو من أي خارج على الشرعية».