أربعة أشياء «مذهلة» صنعت تاريخ العلوم

اكتشاف حفريات على الساحل الجنوبي لإنجلترا (الجمعية الملكية)
اكتشاف حفريات على الساحل الجنوبي لإنجلترا (الجمعية الملكية)
TT

أربعة أشياء «مذهلة» صنعت تاريخ العلوم

اكتشاف حفريات على الساحل الجنوبي لإنجلترا (الجمعية الملكية)
اكتشاف حفريات على الساحل الجنوبي لإنجلترا (الجمعية الملكية)

يستطيع الناس الآن عبر شبكة الإنترنت، وللمرة الأولى، الاطلاع على أول وثيقة علمية لنتائج تجربة وقّعتها امرأة، حسبما ذكر موقع (بي بي سي) الإلكتروني.
وتتضمن الوثيقة، التي تعود لعام 1734 توصيفاً لعدد من النجوم وتحمل توقيع مارثا غيريش، وترافقها اكتشافات أخرى لإسحاق نيوتن، وصائدي الحفريات من العصر الفيكتوري ومصورين رواد. ورُقمنت هذه الوثائق من جانب الجمعية الملكية في لندن.
ويأمل القائمون على الجمعية في أن يؤدي هذا العرض عبر الإنترنت إلى مزيد من الاكتشافات مع إقدام باحثين على استخدام الأرشيف.
اليوم، وعبر الإنترنت بات بالإمكان الاطّلاع على نحو 250.000 وثيقة، تغطي كل شيء من ملحوظات تتعلق بالمناخ، وتاريخ الألوان، وكيفية توصيل الكهرباء وعالم الحيوان. ويمكنك الاطّلاع على الأرشيف عبر الرابط التالي: https:--makingscience.royalsociety.org
وهنالك بعض العناصر المثيرة للاهتمام منها: أول خطاب علمي وقّعته امرأة عام 1734، اسمها مارثا غيريش كانت تعيش في نيو إنغلاند، حين بعثت رسالة للجمعية الملكية قالت فيها إنها رصدت مشهداً فلكياً نادراً يسمى «الشمس الكاذبة». (ظاهرة بصرية تظهر في السماء على شكل هالتين بجانب الشمس).


إحدى الرسومات لصائدي الحفريات (الجمعية الملكية)

وأرسل أحد المهتمين باقتفاء أثر بقايا الديناصورات، يدعى غيدون مانتيل، رسومات تفصيلية عام 1849 عن اكتشافات وقع عليها لوقود أحفوري على الساحل الجوراسي، جنوب إنجلترا.
وشرح كيث مور، أمين مكتبة الجمعية الملكية، أن بعض الرسومات كانت من صنع زوجته، وكانت ضرورية لتظهر للعلماء الآخرين ما اكتُشف قبل اختراع التصوير الفوتوغرافي.
وبعث ويليام هيرشل خطاباً للجمعية عام 1782 ذكر فيه أنه رصد «كوكباً أساسياً جديداً في نظامنا الشمسي».
وأوضحت مور أن ذلك كان اكتشافاً صادماً في ذلك الوقت، لأن العلماء ظنوا أنهم يعلمون جيداً ما في السماء.
لكن ويليام هيرشل استعان بتلسكوب جديد وقوي، و«فجأة وقع على شيء جديد، وقد كان أول كوكب يُكتشف في العصر الحديث».
وقبل فترة طويلة من اختراع الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية، خاض مخترعون في ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر تجارة مختلفة حول هذه الفكرة.



محكمة باكستانية تقضي بسجن رجل دين من حزب محظور 35 عاماً بتهمة التحريض على العنف

صورة أرشيفية لظهير الحسن شاه نائب رئيس حزب إسلامي متشدد يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع في لاهور 28 يوليو 2024 (أ.ب)
صورة أرشيفية لظهير الحسن شاه نائب رئيس حزب إسلامي متشدد يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع في لاهور 28 يوليو 2024 (أ.ب)
TT

محكمة باكستانية تقضي بسجن رجل دين من حزب محظور 35 عاماً بتهمة التحريض على العنف

صورة أرشيفية لظهير الحسن شاه نائب رئيس حزب إسلامي متشدد يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع في لاهور 28 يوليو 2024 (أ.ب)
صورة أرشيفية لظهير الحسن شاه نائب رئيس حزب إسلامي متشدد يتحدث إلى أنصاره خلال تجمع في لاهور 28 يوليو 2024 (أ.ب)

قضت محكمة باكستانية معنية بمكافحة الإرهاب، بسجن قيادي بارز في حزب إسلامي محظور بتهمة التحريض على العنف لمدة 35 عاماً، وذلك بعد مرور أكثر من عام على قيام رجل الدين بتوجيه دعوة علناً لقتل رئيس القضاة آنذاك، حسب ما ذكره مسؤولون في القضاء ومحامي دفاع، الثلاثاء.

محكمة باكستانية (أرشيفية)

وكان قد تم إلقاء القبض على ظهير حسن شاه، وهو أحد قادة حركة «لبيك باكستان» المحظورة، في العام الماضي، بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه وهو يعرض مكافأة قدرها 10 ملايين روبية (36 ألف دولار) لمن يقطع رأس رئيس القضاة آنذاك، فايز عيسى.

وكان عيسى قد تعرَّض لانتقادات من جانب جماعات دينية متشددة العام الماضي، بعدما سمح بالإفراج بكفالة عن رجل من أقلية الأحمدية الدينية في قضية تتعلق بازدراء الأديان. وكان البرلمان الباكستاني أعلن أن الأحمديين غير مسلمين في عام 1974، وعادة ما تستهدف جماعات مسلحة سنية منازل الأحمديين وأماكن عبادتهم، حيث يعدُّونهم زنادقة.


توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال
TT

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في النصف الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي في مجلة أبحاث السرطان «Cancer Discovery» التابعة للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان عن سبب اختلاف نتائج الأطفال المصابين بنفس الطفرة الجينية المسببة لسرطان الدم. وأوضحت أن ذلك يعتمد على توقيت حدوث هذه الطفرة حتى مع وجود نفس الجين.

وقال الباحثون، من كلية إيكان للطب في ماونت سيناي Icahn School of Medicine at Mount Sinai، في الولايات المتحدة، إن سرطان الدم (اللوكيميا) الذي يبدأ قبل الولادة في الأغلب يكون أكثر شراسة، وينمو بشكل أسرع، ويصعب علاجه بعد تشخيصه، وأكدوا أن هذا الاكتشاف سوف يساهم مستقبلاً في تحديد نوعية العلاج.

توقيت الطفرة الجينية

حاول الباحثون معرفة تأثير التوقيت الذي تحدث فيه الطفرة على شراسة المرض، وأُجريت هذه الدراسة في المختبر باستخدام نماذج لخلايا جذعية تحاكي خلايا الدم البشرية الطبيعية، وقاموا بإحداث طفرة جينية في هذه الخلايا باستخدام تقنية كريسبر CRISPR لتعديل الجينات، ثم قاموا بمراقبة تطور هذه الخلايا في مراحل نموها المختلفة (قبل الولادة، وبعدها، والطفولة المبكرة، والطفولة المتأخرة، والمراهقة، والبلوغ).

سرطان الدم قبل وبعد الولادة

أظهرت النتائج تحول الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها خلال مرحلة تطور الجنين بسهولة إلى خلايا سرطانية، ما أدى إلى ظهور شكل أكثر شراسة من المرض، أما الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها بعد الولادة، فقد أصبحت أكثر قدرة على مقاومة التحول لخلايا خبيثة، وتطلبت طفرات إضافية لتصبح سرطانية.

أوضح الباحثون أن الخلايا الجذعية الخاصة باللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة تميزت بأنها أكثر خمولاً (ساكنة)، وتعتمد بشكل كبير على مصادر طاقة محددة، وهو ما لم يحدث في حالات اللوكيميا التي تنشأ لاحقاً في حياة الطفل، ورغم خمول هذه الخلايا الجذعية، فإن هذه الحالة تجعل القضاء عليها بالعلاج التقليدي أكثر صعوبة، ما يفسر السبب وراء شراسة اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة أكثر من الأنواع الأخرى التي تنشأ في مراحل الحياة المختلفة رغم تطابق التركيب الجيني.

بصمة جينية

من خلال الدراسة قام الباحثون بتحديد بصمة جينية خاصة بالخلايا الجذعية التي تنشأ قبل الولادة، والتي تتنبأ باحتمالية بدء إصابة الطفل بسرطان الدم قبل الولادة، ولاحظوا أن هذه البصمة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بنتائج سريرية أسوأ بشكل واضح، وأكد الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أهمية توقيت حدوث الطفرة الجينية، حيث يختلف سلوك الطفرة نفسها اختلافاً كبيراً باختلاف وقت حدوثها.

اكتشف الباحثون أن هذه الخلايا السرطانية شديدة التأثر بدمج العلاج الكيميائي التقليدي مع دواء فينيتوكلاكس venetoclax، وهو دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA (هذا الدواء يعمل على تثبيط بروتين معين يساعد الخلايا السرطانية على النمو)، ما أدى إلى تقليل شراسة المرض بشكل ملحوظ في النماذج التجريبية.

دعم علمي للعلاجات

وتوفر هذه النتائج للأطباء دعماً علمياً لاستخدام العلاج المدمج (فينيتوكلاكس، والعلاج الكيميائي) في علاج اللوكيميا، خاصة في الأطفال الأصغر عمراً، الذين يمكن أن يكون مرضهم قد بدأ قبل الولادة، لأن فهم أهمية توقيت بدء الإصابة قد يساعد الأطباء على اختيار علاج أكثر فاعلية في وقت مبكر من دون مخاوف من حدة العلاج.

أكد أعضاء الفريق البحثي أنهم بصدد تطوير نوعية علاجات في المستقبل القريب تستهدف بشكل مباشر التمثيل الغذائي الخاص بخلايا اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة، بهدف القضاء الانتقائي على الخلايا الجذعية السرطانية، مع الحفاظ على الخلايا الجذعية السليمة في الدم.


تكاليف المعيشة تهدد ترمب سياسياً رغم توقعات «الفيدرالي» بتباطؤ التضخم

دونالد ترمب يتحدث خلال حفل تقديم ميدالية الدفاع على الحدود المكسيكية في المكتب البيضاوي يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال حفل تقديم ميدالية الدفاع على الحدود المكسيكية في المكتب البيضاوي يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

تكاليف المعيشة تهدد ترمب سياسياً رغم توقعات «الفيدرالي» بتباطؤ التضخم

دونالد ترمب يتحدث خلال حفل تقديم ميدالية الدفاع على الحدود المكسيكية في المكتب البيضاوي يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال حفل تقديم ميدالية الدفاع على الحدود المكسيكية في المكتب البيضاوي يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)

حتى في حال تباطؤ التضخم خلال العام المقبل كما يتوقّع «الاحتياطي الفيدرالي»، سيواجه الرئيس دونالد ترمب رياحاً سياسية معاكسة، بسبب أزمة القدرة على تحمُّل تكاليف المعيشة. فمعدلات الرهن العقاري مرشحة للبقاء مرتفعة نسبياً، والزيادات السعرية المرتبطة بالرسوم الجمركية تبدو مستمرة في الجزء الأول من العام، إلى جانب ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية، مثل لحم البقر والكهرباء، وهي عناصر تترك أثراً كبيراً في نظرة المستهلكين.

انخفاض التضخم وتسارع النمو

وقد كشفت التوقعات الاقتصادية لـ«الاحتياطي الفيدرالي» الصادرة يوم الأربعاء الماضي عن مؤشرات إيجابية للإدارة الأميركية، مع توقع تراجع التضخم وتسارع النمو الاقتصادي خلال العام المقبل، وفق «رويترز».

وقال رئيس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إن «مسار التباطؤ التضخمي لا يزال مستمراً» في معظم قطاعات الخدمات التي تشكل غالبية النشاط الاقتصادي، بينما يُتوقع أن تتراجع أسعار السلع في النصف الثاني من عام 2026 مع اكتمال عملية توزيع تكاليف الرسوم الجمركية بين المستهلكين والمورِّدين وهوامش الربحية. ولكن في عام انتخابي مهم، يواجه ترمب والجمهوريون التحدي القديم ذاته: فالمستهلكون -أي الناخبون- يولون اهتماماً أقل للمؤشرات الاقتصادية الكلية التي يراقبها الاقتصاديون، ويركِّزون أكثر على الأسعار اليومية في متجر البقالة، وفواتير الكهرباء، وتكاليف التأمين على المنازل.

ورغم ذلك، يمكن لترمب الإشارة إلى أن التضخم العام ظل معتدلاً منذ توليه منصبه. فمؤشر أسعار المستهلكين ارتفع من يوم تنصيبه وحتى سبتمبر (أيلول) بنحو 1.6 في المائة، أي ما يعادل وتيرة سنوية تقارب 2.4 في المائة، وهي ليست بعيدة عن هدف التضخم البالغ 2 في المائة، رغم اختلاف المنهجية. كما ارتفعت أسعار الغذاء المنزلي بنسبة 1.4 في المائة فقط.

غير أن الأسعار لم تنخفض كما وعد ترمب خلال حملته الانتخابية وفي بدايات ولايته، ولا يزال المستهلكون يكابدون موجات متتالية من «صدمة الأسعار» التي استمرت لما يقارب 5 سنوات.

وقد شهدت بعض مكونات مؤشر أسعار المستهلكين قفزات حادة في الأشهر الأخيرة، ما قد يحوِّل أسعار اللحوم إلى ورقة سياسية بيد الديمقراطيين، تماماً كما كانت أسعار البيض ضد ترمب العام الماضي.

يتجول المتسوقون في متجر «هوم ديبو» لمستلزمات البناء (أرشيفية- رويترز)

ففي سبتمبر، ارتفع سعر اللحم المفروم بنسبة 14 في المائة مقارنة ببداية فترة ترمب؛ وارتفعت أسعار الكهرباء بأكثر من 4 في المائة -أي بنحو 6 في المائة على أساس سنوي- مع توقع كثير من المحللين استمرار الصعود؛ بينما كانت أقساط التأمين على المنازل ترتفع بوتيرة تقارب 10 في المائة سنوياً.

سوق الإسكان تحت الضغط

قدَّم باول في تصريحاته عدداً من الإشارات التحذيرية التي تؤكد أن الجدل حول القدرة على تحمُّل تكاليف المعيشة سيستمر.

وأشار باول إلى أن سوق الإسكان يبقى أحد أكثر أجزاء الاقتصاد ضغطاً؛ حيث لا يبدو أن خفض الفائدة مؤخراً سيمنح قطاع الإسكان انفراجة كبيرة. ورغم تأثير سعر الفائدة القياسي على معدلات الرهن طويلة الأجل وسندات الخزينة والأوراق المالية الأخرى، أوضح باول أن الأزمة الحقيقية تكمن في نقص مزمن في معروض المساكن.

وبعد أن اقتربت معدلات الرهن العقاري من 8 في المائة قبل أكثر من عامين تراجعت؛ لكنها استقرت حول 6.2 في المائة منذ سبتمبر، في ظل تسعير المستثمرين لثلاث تخفيضات متتالية للفائدة في سبتمبر وأكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول). ومع توقف دورة الخفض حالياً، واستمرار الضغوط على معدلات الفائدة طويلة الأجل، قد تبقى هذه المعدلات مرتفعة خلال الفترة المقبلة.

وأفادت شركة «ريدفين» العقارية هذا الأسبوع بأن البائعين والمشترين يتراجعون معاً، رغم استمرار ارتفاع الأسعار، بينما يُرجَّح أن تظل معدلات الرهن «ثابتة إلى حد بعيد في المدى القريب».

ولا تزال معدلات الرهن أعلى بكثير من المستويات المنخفضة للغاية التي سادت لقرابة 15 عاماً عقب الأزمة المالية في 2007-2009، حين تبنى «الفيدرالي» سياسة خاصة لخفض تكاليف الاقتراض طويلة الأجل.

وظائف البناء والصناعة تواجه ركوداً

ومن دون ركود حاد أو اضطراب مالي كبير، من غير المحتمل عودة معدلات الرهن إلى ما دون 3 في المائة. ولا تزال تبعات انهيار سوق الإسكان إبان تلك الأزمة تنعكس في شكل سنوات من نقص البناء.

وقال باول: «لم نُشيد ما يكفي من المساكن منذ فترة طويلة... يمكننا رفع وخفض أسعار الفائدة، ولكن ليست لدينا الأدوات لمعالجة نقص هيكلي في المعروض السكني».

وتظل القدرة على شراء المنازل قضية محورية للأسر الشابة والعاملين الذين أجَّل كثير منهم شراء منازلهم وبالتالي زيادة ثرواتهم.

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً بعد خفض الفائدة في واشنطن يوم 10 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وتُظهر البيانات الأخيرة لمكتب الإحصاء -والمتأخرة بسبب إغلاق الحكومة — أنه في أغسطس (آب) كانت تصاريح البناء الجديدة أقل بنسبة 11 في المائة على أساس سنوي، بينما تراجع بدء البناء بنسبة 6 في المائة مقارنة بالعام السابق.

كما استقرت وظائف البناء التي بلغت ذروتها في منتصف 2022 خلال التعافي من الجائحة، عند نحو 8.3 مليون وظيفة منذ يناير (كانون الثاني).

وتراجعت كذلك الوظائف الصناعية التي تعهد ترمب بإحيائها؛ إذ فقد قطاع التصنيع نحو 50 ألف وظيفة بين يناير وسبتمبر، بينما خسر قطاع التعدين وقطع الأخشاب نحو 15 ألف وظيفة.

وعلى الجانب الإيجابي، ارتفعت الأجور بالساعة بوتيرة تفوق التضخم، كما تباطأ ارتفاع الإيجارات إلى مستويات أقرب للاتجاهات التاريخية السابقة للجائحة.

لكن هذه التطورات لم تُنعش معنويات الجمهور.

فبعد سنوات من الاستقرار أو التراجع بفعل العولمة، عادت أسعار السلع إلى الارتفاع بعد فرض الرسوم الجمركية، وحتى لو كان هذا الاتجاه مؤقتاً، فإنه فرض عبئاً مالياً على المستهلكين خلال موسم العطلات.

وانعكس هذا في استطلاعات الرأي. فقد أظهر أحدث استطلاع للأسر لدى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في نيويورك انخفاض نسبة من يشعرون بأن أوضاعهم أفضل من العام الماضي، أو يتوقعون تحسن أوضاعهم في العام المقبل، مع وصول المستويين إلى ما كانا عليه خلال رئاسة جو بايدن.

كما تراجع مؤشر ثقة المستهلك في جامعة ميشيغان بعد ارتفاعه عقب انتخاب ترمب. ورغم ارتفاع طفيف في ديسمبر، قالت مديرة الاستطلاع، جوان هسو، إن «النبرة العامة للمشاعر لا تزال قاتمة؛ إذ يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء الأسعار المرتفعة».