نيوكاسل ويونايتد لتثبيت موقعيهما في المربع الذهبي على حساب إيفرتون وتوتنهام اليوم

أستون فيلا يدخل المنافسة على بطاقة مؤهلة أوروبياً... واشتعال معركة تفادي الهبوط في الدوري الإنجليزي

لاعبو نيوكاسل متحمسون في التدريبات لمواجهة إيفرتون ومواصلة الانتصارات (غيتي)
لاعبو نيوكاسل متحمسون في التدريبات لمواجهة إيفرتون ومواصلة الانتصارات (غيتي)
TT

نيوكاسل ويونايتد لتثبيت موقعيهما في المربع الذهبي على حساب إيفرتون وتوتنهام اليوم

لاعبو نيوكاسل متحمسون في التدريبات لمواجهة إيفرتون ومواصلة الانتصارات (غيتي)
لاعبو نيوكاسل متحمسون في التدريبات لمواجهة إيفرتون ومواصلة الانتصارات (غيتي)

يتطلع كل من نيوكاسل (الثالث) ومانشستر يونايتد (الرابع) المتساويين في النقاط، لتعزيز مركزيهما في المربع الذهبي المؤهل لدوري أبطال أوروبا، عندما يلتقي الأول مع إيفرتون الذي يصارع للهروب من الهبوط، والثاني أمام توتنهام الجريح اليوم بالمرحلة الثالثة والثلاثين للدوري الإنجليزي الممتاز.
يدخل نيوكاسل مواجهة إيفرتون اليوم منتشيا بانتصاره الكاسح 6 - 1 على توتنهام الأحد الماضي، بينما يعاني منافسه خطر الهبوط حيث يحتل المركز الثامن عشر بجدول المسابقة بين 20 فريقا.
وحقق نيوكاسل في مباراته السابقة ثاني أسرع خماسية لفريق في بداية مباراة بالدوري الممتاز (21 دقيقة) منذ إحراز مانشستر سيتي خمسة أهداف في أول 18 دقيقة أمام واتفورد في 2019.
ويشعر إيدي هاو مدرب نيوكاسل بالزهو لما حققه فريقه في المباريات الأخيرة، والشعور بأن حجز مكان بدوري الأبطال الموسم المقبل بات وشيكا، وقال عقب لقاء توتنهام: «كانت بداية مذهلة للمباراة. مستوانا كان رائعا في أول نصف ساعة، في المعتاد لا نتوقع ذلك لكن فاعليتنا كانت مذهلة».
لكن هاو حذر من مواجهة إيفرتون، موضحا أن منافسه الذي يحارب لتفادي الهبوط سيقاتل بشراسة من أجل الخروج بنتيجة إيجابية، ومتوقعا مباراة صعبة. ورغم تعادل إيفرتون مع كريستال بالاس بالجولة السابقة فإن الفريق تراجع إلى منطقة الهبوط برصيد 28 نقطة من 32 مباراة.

شكوك حول مشاركة  برونو  مع يونايتد  اليوم (أ.ب)

وما زال المدرب شون دايك واثقاً من قدرة إيفرتون على تخطي هذه المرحلة الصعبة في معركته من أجل البقاء، وقد تلقى دفعة معنوية بعودة المهاجم المصاب دومينيك كالفرت - لوين.
ولم يلعب كالفرت - لوين منذ بداية فبراير (شباط) بسبب إصابة في الفخذ، لكنه كان ضمن القائمة في مباراة كريستال بالاس، وسيكون لائقا تماما للعب اليوم أمام نيوكاسل. وقال شون دايك: «عندما تكتمل المجموعة الرئيسية بعودة دومينيك سيمنحنا ذلك دفعة ثقة للمباريات المقبلة. كان شاغلي الأكبر العمل على عودته في أفضل حالة، وأن يكون لائقا بنسبة مائة في المائة. ننتظر ظهوره من البداية أمام نيوكاسل».
ويملك نيوكاسل 59 نقطة في المركز الثالث بفارق الأهداف ومباراة أكثر عن مانشستر يونايتد المنتشي أيضا بتأهله لنهائي كأس إنجلترا الأحد الماضي على حساب برايتون بركلات الترجيح، والذي يحل ضيفا اليوم على توتنهام المرتبك بعد الخسارة القاسية أمام نيوكاسل، التي أدت لإقالة مدربه المؤقت الإيطالي كريستيان ستيليني.
وفي أقل من شهر، أقال توتنهام اثنين من المدربين، واستقال مدير كرة القدم بالنادي فابيو باراتيتشي، ومن المحتمل أن يودع أي أمل في التأهل لدوري أبطال أوروبا.
وجاءت هزيمة الأحد لتعزز من صحة تصريحات المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي الذي غادر منصبه قبل شهر غاضبا، حيث اتهم الفريق «بافتقار الحماس والرغبة في الفوز وأنانية اللاعبين».
وكانت إقالة المدرب المؤقت ستيليني الذي لم يسبق له قيادة فريق في دوري الأضواء أمرا حتميا، بعدما أخفق في تكرار النتائج الرائعة التي حققها حين قاد توتنهام أثناء غياب مواطنه كونتي للتعافي من جراحة في المرارة.
ووعد المدرب المساعد ريان ميسون (31 عاما)، الذي سيتولى المسؤولية حتى نهاية الموسم، بردة فعل قوية من توتنهام أمام يونايتد اليوم، كما اعتذر اللاعبون للجماهير عن الهزيمة الثقيلة أمام نيوكاسل، وقرروا إعادة ثمن التذاكر للمشجعين الذين سافروا وراءهم إلى ملعب سانت جيمس بارك.
وأبدى ميسون، ابن الحادية والثلاثين الذي بات ثالث مدرب لتوتنهام هذا الموسم، ثقته في قدرته على قيادة الفريق في المباريات المتبقية بالدوري، وتصحيح المسار.
وسيتولى لاعب وسط سبيرز السابق الذي انتهت مسيرته عام 2017 بعد تعرضه لكسر في الجمجمة خلال دفاعه عن ألوان هال سيتي، قيادة الفريق في المباريات الست المتبقية من الموسم وقال أمس: «أنا واثق في المجموعة. يجب عليك أن تكون جاهزاً، وأنا جاهز لا شك لدي في ذلك»، مشيراً إلى أن تجربته الأولى بصفته مدربا مؤقتا عام 2021 «كانت تأكيداً على أنني جاهز لهذا النوع من الأوضاع».
وتابع: «تعاملنا جيداً مع الوضع قبل عامين. حصل الكثير بعد ذلك، لكن شعوري جيد وأنا جاهز لتصحيح الأمور».
ولدى سؤاله عما إذا كان يريد هذه الوظيفة بشكل دائم، أجاب ميسون: «نعم، أنا مستعد وإذا حصل هذا الأمر فذلك يعني أني قمت بعمل جيد. لكن التفكير منصبّ حالياً على مباراة يونايتد والتي تليها الأحد».
ويدرك توتنهام أن خسارة فرصة اللعب في دوري الأبطال قد تفتح الباب لهروب كثير من لاعبيه الأساسيين، أبرزهم الهداف هاري كين الذي يقترب من آخر 12 شهرا في عقده.
وسيبلغ كين 30 عاما بنهاية الموسم، ولم يفز بعدُ بكأس في النادي الذي يعتبره بيته الثاني منذ أن كان عمره 11 عاما. وربطته تقارير باحتمال الانتقال إلى بايرن ميونيخ الألماني، أو غريم اليوم مانشستر يونايتد الذي جدد دماءه تحت قيادة المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ.
وبدوره يريد مانشستر يونايتد العودة من ملعب توتنهام بنتيجة إيجابية؛ لأن الفوز أو التعادل سيعيدان الفريق للمركز الثالث، وسيضمن ذلك له إلى حد كبير بطاقة في دوري الأبطال الموسم المقبل. لكن يونايتد الذي خاض مباراة نصف نهائي كأس إنجلترا الأحد دون أبرز مدافعيه الفرنسي الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، والفرنسي رافاييل فاران، مهدد أيضا بخسارة جهود صانع ألعابه البرتغالي برونو فرنانديز الذي خرج من لقاء برايتون مصابا بالتواء بالكاحل.
وحرص تن هاغ، على تهدئة المخاوف المتعلقة بإصابة برونو، مشيرا إلى أن فرصة لاعبه للحاق بمباراة توتنهام ما زالت قائمة.
وقال تن هاغ خلال المؤتمر الصحافي أمس: «علينا الانتظار لنرى كيف ستكون حالة برونو يوم المباراة. ما زلنا لا نعرف، نضع علامة استفهام مع تقدم الوقت، لكن نتابع مع الأطباء وسنرى ما هو ممكن».
وزادت المخاوف بشأن جاهزية فرنانديز بعدما قامت زوجته بنشر صورة له يوم الاثنين وبجواره حذاء وعكازان، لكن اللاعب البرتغالي الدولي شوهد أمس في مركز كارينغتون للتدريبات من دون العكازين ويعرج بشكل بسيط.
وأوضح تن هاغ «الدفاع ما زال يعاني من غيابات مؤثرة، لكن بالنسبة للبقية نحن بخير، ونأمل أن يكون برونو معنا ضمن اللائقين، تحامل على نفسه ولعب المباراة كاملة ضد برايتون قبل أن نستبدله في الشوطين الإضافيين».
ويتفوق مانشستر على توتنهام بفارق ست نقاط، كما أن لديه مباراتين مؤجلتين، والفوز في مباراة اليوم سيجعله في موقف قوي نحو التأهل للعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ويلتقي اليوم أيضا بورنموث الخامس عشر برصيد 33 نقطة مع ساوثهامبتون الأخير برصيد 24 نقطة.
على جانب آخر أشعل أستون فيلا الصراع بمراكز المقدمة بعدما ارتقى للمركز الخامس مؤقتا بفوزه على ضيفه فولهام 1 - صفر.
ورفع فيلا، الذي لم يذق طعم الخسارة في 10 مباريات، وبات أحد أبرز المرشحين لخوض غمار مسابقة أوروبية الموسم المقبل منذ تسلم المدرب الإسباني أوناي إيمري زمام الأمور، رصيده إلى 54 نقطة في المركز الخامس متقدماً بفارق نقطة عن توتنهام.
ويدين فيلا بفوزه إلى تايرون مينغز الذي سجل هدف اللقاء الوحيد من ضربة رأسية بعد ركلة ركنية نفذها الأسكوتلندي جون ماكغين في الدقيقة 21.
وفي صراع تفادي الهبوط، تعادل ليدز وليستر على ملعب «إيلاند رود» 1 - 1 ليحافظ الأول على أفضليته أمام الثاني باحتلاله المركز الـ16 بفارق نقطة (30 مقابل 29)، إلا أن الفريقين ما زالا في دائرة الخطر، حيث يتقدمان بفارق نقطة ونقطتين توالياً عن إيفرتون الثامن عشر.
وكان ليدز قريبا من الفوز بثلاث نقاط غالية في سعيه للوصول لمراكز الأمان بفضل رأسية لويس سينيستيرا في الدقيقة 20، لكن المخضرم جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي البالغ من العمر 36 عاما دخل بديلا في الدقيقة 70، ليمنح فريقه هدف التعادل والإنقاذ.
وكان هذا أول هدف لفاردي في الدوري منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واعتقد مهاجم إنجلترا السابق أنه منح ليستر التقدم بعد ذلك بوقت قصير، لكن محاولته ألغيت بسبب التسلل.
ومني كريستال بالاس بخسارته الأولى منذ أن عاد المدرب روي هودجسون لتولي زمام الأمور الفنية، وكانت أمام مضيفه ولفرهامبتون صفر - 2. وافتتح ولفرهامبتون التسجيل عبر النيران الصديقة بهدف من الدنماركي يواكيم أندرسن خطأ في مرمى فريقه بعد 3 دقائق من صافرة البداية، وأضاف البرتغالي روبن نفيز الثاني في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني من ركلة جزاء.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
TT

من عصر دي ستيفانو إلى حقبة كارفاخال... ريال مدريد يواصل صنع المعجزات

الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)
الريال وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 (إ.ب.أ)

في مايو (أيار) 2004، قام طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بشعر أصفر طويل ينتظره مستقبل مشرق، بوضع قميص ريال مدريد الأبيض بجوار أحد الأعمدة الموجودة في ملعب التدريب بالنادي الموجود به لوح من الغرانيت عليه العبارة الشهيرة «يحترم ماضيه، ويتعلم من حاضره، ويؤمن بمستقبله». وفي اليوم الأول من يونيو (حزيران) 2024، كان هذا الطفل، الذي أصبح رجلا يبلغ من العمر 32 عاماً بلحية رمادية وصنع تاريخاً حافلاً، يرتدي هذا القميص على ملعب ويمبلي، وقفز ليسجل برأسه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ليقود النادي الملكي لاستكمال أعظم إنجاز في تاريخه على الإطلاق. وأشير بهذا إلى داني كارفاخال.

لقد مر عشرون عاماً تقريباً منذ ذلك اليوم في عام 2004. في ذلك اليوم، وقف كارفاخال، وهو طفل صغير في أكاديمية الناشئين، إلى جانب ألفريدو دي ستيفانو، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي يعد أهم لاعب في تاريخ أندية كرة القدم، ورمزا لكل شيء: الرجل الذي غيّر وصوله عام 1953 ريال مدريد ولعبة كرة القدم إلى الأبد، والذي شكّل أسطورة النادي وهويته. والآن، عندما يتعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا؛ تلك المسابقة التي يشعر ريال مدريد بأنها أصبحت ملكا له، أصبح كارفاخال يتفوق على دي ستيفانو. قد يبدو هذا سخيفاً للبعض، لكن هذا هو ما حدث مؤخراً.

عندما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا عام 1960 بعد الفوز على إينتراخت فرنكفورت 7 - 3 في مباراة من أعظم المباريات عبر التاريخ (ب.أ)

لقد فاز عدد قليل من اللاعبين بنفس عدد بطولات دوري أبطال أوروبا التي فاز بها كارفاخال، حيث نجح خمسة لاعبين في الحصول على اللقب ست مرات، من بينهم أربعة من زملاء كارفاخال: فبعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية بهدفين دون رد على ملعب ويمبلي، انضم كارفاخال ولوكا مودريتش وناتشو فرنانديز وتوني كروس إلى باكو خينتو - الذي ظل رقمه القياسي المتمثل في أكثر اللاعبين فوزا بالبطولة صامدا لمدة 58 عاماً - كأكثر اللاعبين فوزا باللقب على الإطلاق. ويُعد كارفاخال هو اللاعب الوحيد من هذا الجيل الذي شارك أساسياً في جميع المباريات النهائية الست، على الرغم من أنه خرج مستبدلا في مباراتين منها. وقال كارفاخال والدموع في عينيه بعد الفوز على بوروسيا دورتموند في المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا: «لقد جئت إلى هنا وأنا طفل صغير، والآن أنا هنا. سيكون من الصعب للغاية أن يكسر أحد هذا الرقم الذي حققناه».

لقد كان هناك كثير من الصور، وكثير من التصريحات، وكثير من اللحظات، التي ستظل خالدة في الأذهان بعد فوز «الميرنغي» بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ 15 – نعم المرة الخامسة عشرة، هل تصدقون هذا؟ لقد كانت هذه هي آخر مباراة للنجم الألماني توني كروس، الذي أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي. وسجل راقص السامبا البرازيلي فينيسيوس جونيور هدفاً أخر في المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة العجوز، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وهو الأمر الذي جعل المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يرشح النجم البرازيلي للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لهذا العام، قائلاً: «إنه يستحق الكرة الذهبية بلا شك». وقال جود بيلينغهام، الذي لا يزال في العشرين من عمره، إنه ظل متماسكاً حتى رأى أمه وأباه بعد المباراة. وأشاد بيلينغهام بأنشيلوتي قائلاً: «إنه يعرف جيدا ما يفعله». لقد فاز ريال مدريد باللقب هذا الموسم، بنفس الطريقة التي رأيناها من قبل، حيث يبدو الفريق عرضة للهزيمة في بعض الأوقات، لكنه يعود بكل قوة ويحسم الأمور تماماً لصالحه في نهاية المطاف.

كارفاخال وفرحة افتتاح التهديف لريال مدريد (أ.ب)

لم يكن أحد يشك في قدرة ريال مدريد على حسم اللقب، لم يخسر النادي الملكي أي مباراة نهائية في هذه البطولة منذ عام 1981، فقد لعب الفريق تسع مباريات نهائية وفاز بها جميعا. وقال كروس: «يبدو أنه لا يمكن هزيمتنا في مثل هذه المباريات. إنه لأمر جنوني أن أتساوى مع خينتو كأكثر اللاعبين فوزا بلقب هذه البطولة، وهو أمر لم أتخيل أبدا أنني سأحققه». ولا يقتصر الأمر على فوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة في تاريخه فحسب، لكن النادي الملكي فاز أيضا بست من هذه البطولات في آخر عشر سنوات: من لشبونة 2014 إلى لندن 2024. وسيبقى إنجاز خينتو - لاعب ريال مدريد الوحيد الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية في الفترة بين عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب للمرة السادسة في عام 1966- خالداً.

ويظل فريق عام 1966 متفرداً للغاية، حيث كان ريال مدريد قد خرج من البطولة لأول مرة في عام 1960 - على يد برشلونة - وخسر المباراة النهائية في عامي 1962 و1964. وكان دي ستيفانو قد رحل، ولم يكن النادي في حالة جيدة من الناحية الاقتصادية. وكان الفريق الذي تغلب على نادي بارتيزان في نهائي عام 1966 مكوناً بالكامل من اللاعبين الإسبان. وإذا كان ذلك يساهم في عدم النظر إلى الفريق الحالي على أنه يحاكي الجيل الذهبي لريال مدريد، الذي فاز بأول خمس كؤوس أوروبية، فهناك عناصر أخرى تدعم ذلك أيضاً، وهي أن ذلك الفريق هو الذي بنى وشكّل هوية ريال مدريد، وكان فريقا لا يقهر، وهيمن على الساحة الكروية بشكل قد لا يضاهيه أو يحاكيه هذا الجيل. وبدلاً من ذلك، فاز الفريق الحالي لريال مدريد ببعض بطولاته الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بصعوبة شديدة، بل وبقدر كبير من الحظ في نظر البعض. وكان هناك اتفاق على أن الفوز ببطولة عام 2022 كان «سخيفاً» بضع الشيء، إن جاز التعبير، ثم جاءت الخسارة الثقيلة برباعية نظيفة أمام مانشستر سيتي في العام التالي كأنها «عادلة» تماماً، لكي تعكس القوة الحقيقية للفريق.

ومع ذلك، وكما قال كروس بعد تلك الخسارة أمام مانشستر سيتي: «ليس من الطبيعي أن نفوز بدوري أبطال أوروبا طوال الوقت. آخر مرة سمعت فيها أن هناك نهاية حقبة في هذا النادي كانت في عام 2019، لذلك نحن بخير». لقد كان النجم الألماني محقا تماماً في تلك التصريحات، فقد كان ريال مدريد على ما يرام، بل وكان أفضل من أي ناد آخر. لقد فاز النادي بست كؤوس أوروبية في عقد واحد من الزمان، وهو إنجاز لا يضاهيه أي إنجاز آخر، بما في ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه النادي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. في بعض الأحيان تكون بحاجة إلى الابتعاد قليلاً عن التاريخ الذي تصنعه لكي تدرك حجم الإنجازات التي حققتها بالفعل. الزمن يغير التصورات: يُنظر إلى الماضي بشكل مختلف، وفي يوم من الأيام سيصبح ما يفعله النادي حالياً ماضياً، وسيُنظر إليه على أنه شيء استثنائي.

لم يكن ريال مدريد في الخمسينات والستينات من القرن الماضي فريقا غير قابل للهزيمة أيضا، لكن لا يوجد أي شيء يمكن أن ينتقص من حجم الإنجازات التي حققها ذلك الفريق. وخلال السنوات الخمس الأولى التي فاز فيها ريال مدريد بكأس أوروبا، كان بطلا لإسبانيا مرتين، في حين فاز أتلتيك وبرشلونة بلقب الدوري ثلاث مرات خلال تلك الفترة. وعندما فاز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة، كان أتلتيكو مدريد هو من فاز بلقب الدوري المحلي. وكانت خمسة فرق - أتلتيك وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وديبورتيفو وفالنسيا - أبطال إسبانيا عندما كان ريال مدريد بطلاً لأوروبا.

لكن ما المشكلة في ذلك؟ يكفي ريال مدريد فخرا أنه فاز بستة ألقاب لدوري أبطال أوروبا في عقد واحد فقط من الزمان! وفي الواقع، يمتلك الفريق الحالي لريال مدريد سجلا أفضل من الجيل الذهبي فيما يتعلق بعدد مرات الفوز بلقب الدوري. ويجب الإشارة هنا إلى أنه بعد عام 1966، بقي ريال مدريد 32 عاماً دون أن ينجح في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لقد عاد ليفوز باللقب الأوروبي في عامي 2000 و2002، على الرغم من أن الفرق التي فازت باللقب في المرات السابعة والثامنة والتاسعة كانت مختلفة بشكل كبير، والدليل على ذلك أن روبرتو كارلوس وراؤول وفرناندو مورينتس كانوا هم اللاعبين الثلاثة فقط الذين شاركوا في المباريات النهائية الثلاث لهذه البطولات، وسجل زيدان ذلك الهدف الخرافي في نهاية أول موسم له مع النادي الملكي.

أنشيلوتي أكد أن الفوز بدوري الأبطال للمرة الـ15 كان أصعب من المتوقع (أ.ب)

وكان النادي قد بنى فريقه الغلاكتيكوس (العظماء) الشهير، لكنه تعثر، وواجه صعوبة كبيرة في الفوز باللقب العاشر، وظل الأمر على هذا النحو لأكثر من عقد من الزمان. وعلى مدار ستة أعوام متتالية، لم يتمكن ريال مدريد من تحقيق الفوز في الأدوار الإقصائية. لقد انتظر النادي اثني عشر عاماً، وهو ما بدا وكأنه وقت طويل للغاية، لكي يصل مرة أخرى إلى المباراة النهائية في لشبونة في عام 2014. وكان الفريق خاسراً أمام أتلتيكو مدريد حتى الدقيقة 92، قبل أن ينجح سيرخيو راموس في إحراز الهدف القاتل بضربة رأس قوية، لتكون بالتأكيد اللحظة الأكثر تأثيرا بعد ذلك في تاريخ ريال مدريد. وقال بول كليمنت، مساعد أنشيلوتي، في وقت لاحق: «كل صباح كل يوم عندما كان راموس يأتي، كنت أشعر بالرغبة في تقبيله». لقد كان الفريق ينتظر النهاية الأكثر صدمة، وكان كل شيء على وشك الانهيار، قبل أن يتدخل راموس وينقذ كل شيء.

وبدلا من ذلك، كانت هذه هي نقطة البداية والانطلاقة الحقيقية. لقد فاز ريال مدريد باللقب للمرة العاشرة. وبعد ذلك بعامين، فاز باللقب ثلاث مرات متتالية، في إنجاز استثنائي بكل تأكيد. لقد بدا الأمر وكأن النادي لن يكون قادرا على تكرار ذلك الأمر، خاصة بعد رحيل النجوم البارزين - كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، وغاريث بيل، وكاسيميرو، ورافائيل فاران - وكذلك المديرين الفنيين، حيث أقيل أنشيلوتي من منصبه في غضون عام واحد، ثم رحل زيدان، الذي بدأ مساعداً لأنشيلوتي وأصبح بعد ذلك المدير الفني الأكثر نجاحاً في البطولة.

لاعبو ريال مدريد يواصلون احتفالاتهم في حافلة جابت شوارع العاصمة (أ.ف.ب)

وكان ريال مدريد يعاني من أجل العثور على بديل مناسب. وفي أحد الأيام، تلقى خوسيه أنخيل سانشيز، المدير العام للنادي، مكالمة هاتفية من أنشيلوتي حول إمكانية تعاقد إيفرتون مع بعض لاعبي ريال مدريد على سبيل الإعارة. وخلال المحادثة، سأله أنشيلوتي عن الكيفية التي تسير بها عملية البحث عن مدير فني جديد، وقال له سانشيز إن الأمور لا تسير بشكل جيد. وعندئذ، قال أنشيلوتي مازحا: «حسناً، هناك مرشح واحد واضح، وهو أفضل مدرب في العالم (يعني نفسه)»، وقال: «هل نسيتم من قادكم للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة؟»، وفي اليوم التالي، تلقى أنشيلوتي اتصالاً بشأن توليه قيادة ريال مدريد، وفي غضون ثلاث سنوات، رفع ريال مدريد الكأس ذات الأذنين للمرة الحادية عشرة والمرة الثانية عشرة، ليكون هذا هو أفضل عقد من الزمان لأكبر ناد في العالم، بقيادة المدير الفني الأكثر نجاحاً على الإطلاق في هذه المسابقة، وبمشاركة أربعة من أنجح خمسة لاعبين في تاريخ النادي. أما كارفاخال الذي وضع الحجر الأول في ملعب التدريب قبل 20 عاماً، فكان هو من وضع اللمسة الأخيرة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة، في إنجاز استثنائي!

* خدمة «الغارديان»