علماء يحددون أصل النجوم الزائفة وعلاقتها بمصير مجرة درب التبانة

صورة للفضاء التقطها تلسكوب جيمس ويب (رويترز)
صورة للفضاء التقطها تلسكوب جيمس ويب (رويترز)
TT

علماء يحددون أصل النجوم الزائفة وعلاقتها بمصير مجرة درب التبانة

صورة للفضاء التقطها تلسكوب جيمس ويب (رويترز)
صورة للفضاء التقطها تلسكوب جيمس ويب (رويترز)

تمكن علماء فلك، اليوم (الأربعاء)، من تأكيد للمرة الأولى، أصل النجوم الزائفة (كويزر) التي تُعتبر الأجرام الأكثر إشراقاً في الكون، وتتمتع بطاقة هائلة، وتتسبب بزوال المجرات، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».
والنجوم الزائفة أحد أكثر الأجرام السماوية تطرفاً في أدائها، فيما يتميز بعضها بقدرة على الإشراق تفوق مليار نجم. وهذه النجوم الواقعة وسط المجرات تُغذيها ثقوب سوداء هائلة تنبعث منها إشعاعات كثيفة من خلال امتصاص الغاز.
وتشير النظرية، منذ اكتشاف النجوم الزائفة في خمسينات القرن الماضي، إلى أن هذه الأجرام تتشكل عقب اصطدام مجرتين. لكن أصلها بقي موضع نقاش، لعدم وجود أدلة كافية في هذا الخصوص.
وأكد فريق عالمي يضم علماء فلك أنه وجد «دليلاً مهماً» على أن النجوم الزائفة تشكلت فعلاً نتيجة تصادم مجرتين، وهي ظاهرة تطلق كمية هائلة من الطاقة الضرورية لحدوثها.
وقد تلقى مجرة درب التبانة هذا المصير يوماً ما، على ما حذر منه كلايف تادهنتر، وهو أحد معدي الدراسة التي نُشرت اليوم (الأربعاء) في مجلة «مَنثلي نوتيسس أوف ذي رويال أسترونوميكل سوسايتي».
وأوضح عالم الفيزياء الفلكية في جامعة شيفيلد البريطانية، في حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن سبب استنتاجه يعود إلى أن مجرة أندروميدا المجاورة لمجرتنا «تتجه نحو مجرة درب التبانة بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الثانية». وبهذه الوتيرة، قد تصطدم المجرتان في غضون نحو 5 مليارات سنة، مما سيؤدي إلى توليد نجوم زائفة.
ومن خلال دفع الغاز المحيط بها، تمنع النجوم الزائفة تكون أي نجم جديد، مما يؤدي إلى زوال المجرتين، على حد قول تادهنتر.
وقارنت الدراسة بيانات رُصدت فيها 48 مجرة تحوي نجوماً زائفة في وسطها، مع بيانات مائة مجرة لا تضم هذه الأجرام. وأظهرت النتائج أن احتمال اصطدام المجرات التي تظهر نجوم زائفة في وسطها أعلى بثلاث مرات من تلك التي لا تحوي نجوماً مماثلة.
وأوضح تادهنتر أن التوصل إلى هذه الأدلة بعد فترة زمنية طويلة يعود إلى أن التلسكوبات التي استخدمت لرصد المجرات صُممت لرصد الأجرام الواقعة وسط المجرات، لكنها عجزت عن رصد الآثار الناجمة عن اصطدام حصل في الماضي، الموجودة على المحيط الخارجي للمجرات.
فعند رصد المجرات بواسطة تلسكوب «هابل» الفضائي مثلاً، تظهر الآثار «باهتة»، بحسب تادهنتر. لذلك، اعتمد فريقه على التلسكوبات الأرضية كـ«مرصد أيزك نيوتن» في جزيرة لا بالما الإسبانية.
وأبدى العالم أمله في أن يتمكن «تلسكوب جيمس ويب الفضائي» من أن يلتقط صوراً تعود إلى العصور البعيدة لهذه النجوم الزائفة.



عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)

شاركت مصر في الأسبوع العربي للتراث بمنظمة اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، بأنشطة متنوعة، بين حفلات للغناء والرقص التراثي، وعروض الأزياء المصرية، بالإضافة إلى محاضرات حول صون التراث غير المادي، والتراث العلمي.

وتضمّنت الفعاليات التي شاركت فيها مصر عروضاً فلكلورية استعراضية، مثل رقصة التنّورة بتنويعاتها المختلفة، بالإضافة إلى معرض للحِرَف اليدوية التراثية، وكذلك عرض أزياء شعبية مستوحى من التراث المصري عبر عصور مختلفة، إلى جانب عرض موسيقي غنائي بمشاركة السوبرانو العالمية المصرية فرح الديباني.

ويمثّل وزارة الثقافة المصرية في احتفالية اليونيسكو بأسبوع التراث العربي الدكتورة نهلة إمام، ممثلة مصر في اتفاقية صَون التراث الثقافي غير المادي، ومن المقرَّر أن تُلقي محاضرة خلال الفعاليات حول الآفاق المستقبلية لصَون التراث الثقافي غير المادي، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، الثلاثاء.

وبينما تستعرض محاضرة إمام خارطة طريق تهدف إلى حماية التراث الثقافي، وتعزيز دوره بصفته وسيلةً لترسيخ الاحترام المتبادل بين الشعوب ودعم السلام في عالم يتّسم بالتوترات، مع إبراز دور التراث بصفته جسراً يربط بين الشعوب، ويدعو إلى احترام الإنسان والبيئة، ويشارك في الفعاليات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ومرشح مصر لرئاسة اليونيسكو لعام 2025، ويقدّم محاضرة عن تاريخ العلوم.

وتربط الفعاليات التي تُقام بين الأصالة والمعاصرة والتنمية المستدامة، وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب العربية، ويشارك في الاحتفالية أكثر من بلد عربي بفعاليات ومبادرات متنوعة.

أسبوع التراث العربي باليونيسكو شهد عديداً من الفعاليات (وزارة الثقافة المصرية)

ويُعدّ حدث «أسبوع التراث العربي» هو الأول من نوعه في تاريخ عمل الدول العربية مع اليونيسكو، وتستهدف الفعالية الاحتفاء بالثقافة العربية، وتسليط الضوء على جوانبها المتعددة.

وتستهدف الفعاليات تسليط الضوء على التراث الثقافي والحضاري العربي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي يتميّز بتنوّعه وفق تنوّع البيئات والدول العربية، كما يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية في المنظمة الدولية، وكذلك العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادَل، وعقد وتطوير شراكات بين الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والدول الأعضاء الأخرى، فيما يتعلق بحفظ وحماية التراث.

وتهتم منظمة اليونيسكو بالتراث الثقافي غير المادي الذي تعرّفه بأنه «الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات التي تعتبرها الجماعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وما يرتبط بهذه الممارسات من آلات وقِطَع ومصنوعات وأماكن ثقافية».

وتؤكد - وفق إفادة على الصفحة الرسمية للمنظمة الدولية - أن «هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارَث جيلاً عن جيل، تُبدِعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة، بما يتّفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها»، بما يُنمّي الإحساس بالهوية، ويُعزّز احترام التنوع الثقافي.

وكانت مصر قد تقدّمت بملفات لمنظمة اليونيسكو لصَون التراث الحضاري غير المادي لديها، ونجحت في تسجيل السيرة الهلالية في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2008، كما سجّلت لعبة «التحطيب»، أو اللعب بالعصي لعبةً قتاليةً مستوحاةً من التراث المصري القديم، ضمن قائمة التراث غير المادي عام 2016، وسجّلت أيضاً الممارسات المتعلقة بالنخلة، والخط العربي، والنسيج اليدوي، والأراجوز، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة، والنقش على المعادن.