إدارة الطيران الأميركية قلقة بشأن انتشار طائرات «الدرون» الخاصة وتهديدها للسلامة الجوية

مبيعات العام منها قد تصل إلى 700 ألف في أميركا بزيادة 63 % عن السنة الماضية

إدارة الطيران الأميركية قلقة بشأن انتشار طائرات «الدرون» الخاصة وتهديدها للسلامة الجوية
TT

إدارة الطيران الأميركية قلقة بشأن انتشار طائرات «الدرون» الخاصة وتهديدها للسلامة الجوية

إدارة الطيران الأميركية قلقة بشأن انتشار طائرات «الدرون» الخاصة وتهديدها للسلامة الجوية

أعرب مدير إدارة الطيران الفيدرالية (إف إيه إيه)، مايكل هوريتا، عن قلقه بسبب انتشار طائرات «درون» خاصة في مختلف الولايات الأميركية، لأنها صارت تهدد الطائرات المدنية والعسكرية.
ودعا هوريتا إلى إصدار قانون يحدد نوع، ومدى، وأماكن استعمال هذا النوع من الطائرات التي تطير من دون طيار. وقال هوريتا، لصحيفة «واشنطن بوست»: «بالتأكيد، صار يصل إلينا مزيد من التقارير عن أخطار هذه الطائرات. نحن قلقون بسبب تصاعد تقارير عن طائرات تقترب اقترابا خطيرا من المطارات (كما حدث يوم الأحد قرب مطار جون كيندي في نيويورك)». وأضاف: «قلت الشيء نفسه عندما وصلت إلينا أخبار تدخل طائرات (درون) في عمليات رجال الإطفاء في كاليفورنيا. ودعوت إلى وقف هذه الأخطار الجديدة». وشرح متحدث باسم إدارة الطيران الفيدرالية، لـ«الشرق الأوسط»، المقصود من هذا التحذير، قائلا إن «هوريتا يقصد ما حدث فوق المنطقة التي اجتاحتها الحرائق في كاليفورنيا، وأن أشخاصا أطلقوا طائرات (درون) خاصة لتحلق فوق المنطقة، وتصور الحرائق. وشكل هذا عرقلة واضحة وخطيرة لعمليات إطفاء الحرائق». وأضاف أن إدارة الطيران الفيدرالية، وإدارة الغابات الفيدرالية، ووزارتي المواصلات والداخلية، تشترك في حملة لتوعية المواطنين، شعارها «إذا حلقت طائراتكم (الدرون) فلن تقدر طائراتنا على التحليق».
خلال الأشهر القليلة الماضية نشرت أخبار عن استعمال طائرات «درون» في تهريب مخدرات إلى داخل سجن في سان دييغو (ولاية كاليفورنيا)، وتحطمت طائرة عندما ضربت ناطحة سحاب في سنسناتي (ولاية أوهايو). واصطدمت طائرة بامرأة في مظاهرة نظمها المثليون جنسيا في سياتل (ولاية واشنطن). وحلقت طائرة قرب رؤوس المشتركين، وأخافتهم، في احتفالات في البوكوركي (ولاية نيومكسيكو). وتابعت طائرة امرأة خارج حانة في تامبا (ولاية فلوريدا)، قبل أن تصدم سيارتها. وقال باراستش، أستاذ هندسة كهربائية وخبير في طائرات «درون» في جامعة أوهايو: «تستهدف معظم نماذج الطائرات من دون طيار الهواة، والمبتدئين الذين، في حالات كثيرة، يكونون (جهلاء سعداء)». وأضاف: «لسوء الحظ، في كل الحالات التي ينفذ فيها الناس قانونا معينا، يوجد عدد من الذي لا يفعلون ذلك».
في الأسبوع الماضي، أصدرت جمعية الاستهلاك الإلكتروني (سي إيه إيه)، التي تتابع بيع وشراء واستهلاك المنتجات الإلكترونية، تقريرا جاء فيه أن الأميركيين المدنيين سيشترون أكثر من 700 ألف طائرة درون خلال هذا العام، وأن هذا الرقم سيزيد بنسبة 63 في المائة عن العام الماضي. وفي شهر يوليو (تموز) الماضي، قالت وزارة أمن الوطن إنها سجلت، خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، أكثر من 500 حالة حلقت فيها طائرات «درون» فوق منشآت «أمنية حساسة».
وفي مايو (أيار)، أعلن مسؤولون أمنيون أميركيون كبار أن قلقهم زاد على أمن البيت الأبيض بعد العثور على طائرة «درون» أخرى، هي الثانية خلال ثلاثة شهور، في فناء البيت الأبيض، وقالوا إن الشرطة السرية (التي تحمي البيت الأبيض، والرئيس، وعائلته) تحقق في الموضوع، وتعتزم اتخاذ إجراءات إضافية لمنع تكرار مثل هذه الاختراقات.
في ذلك الوقت، اعتقلت شرطة البيت الأبيض رجلا بعد أن أطلق طائرة من دون طيار في حجم كومبيوتر لوحي، وعثر عليها عند المدخل الشمالي للبيت الأبيض الذي يواجه شارع بنسلفانيا، على مسافة مائة قدم من سور البيت الأبيض الشمالي، بالقرب من المدخل الرئيسي.
وقال تلفزيون «سكاي نيوز» إن الشخص الذي أطلق الطائرة هو الذي اتصل بشرطة الخدمة السرية، وقال إنه كان يستخدم الطائرة للترفيه، واعتذر. لكنه اعتقل في الحال.
في شهر فبراير (شباط)، بينما كان الرئيس أوباما يزور الهند، عثرت شرطة البيت الأبيض على طائرة «درون» في فناء البيت الأبيض الجنوبي. في ذلك الوقت، قال جيف إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، للصحافيين المسافرين مع أوباما في الهند، إن الشرطة السرية تحقق في الموضوع. وأضاف إرنست: «تدل المؤشرات الأولية على أنها (الطائرة من دون طيار) لا تمثل أي نوع من أنواع التهديدات المستمرة في الوقت الراهن على أي شخص في البيت الأبيض».
بعد قرابة شهر من سقوط الطائرة الأولى، وبعد ضجة أثيرت بسبب أخطار «درون» على البيت الأبيض وعلى غيره، أعلن الرئيس أوباما موافقته على مسودة قانون ينظم طيران هذا النوع من الطائرات. وقال بيان أصدره، في ذلك الوقت، البيت الأبيض باسم وكالة الطيران الاتحادية (إف إيه إيه) إن القانون، إذا أجيز، سيبدأ العمل به بعد عامين.
وحسب مشروع القانون، يجب أن تحلق هذه الطائرات على ارتفاعات منخفضة جدا. ويجب ألا يزيد وزنها على 55 رطلا (20 كيلوغراما تقريبا).



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.