دراسة: الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم تقلل شيخوخة الدماغ

دراسة: الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم تقلل شيخوخة الدماغ
TT

دراسة: الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم تقلل شيخوخة الدماغ

دراسة: الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم تقلل شيخوخة الدماغ

وجدت دراسة جديدة قام بها باحثون بالجامعة الوطنية الأسترالية نشرت بمارس (آذار) الماضي بالمجلة الأوروبية للتغذية، أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم يقلل من شيخوخة الدماغ لمدة عام واحد لدى البالغين الأصحاء فوق سن 55.
وفي الدراسة، أكمل 6.001 من البالغين الأصحاء الإدراكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 73 عامًا خمسة استبيانات للطعام على مدار 16 شهرًا لتقييم كمية المغنيسيوم التي يتناولونها. ووجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا 550 ملليغرام من المغنيسيوم كل يوم كان لديهم دماغ أصغر بسنة واحدة بعمر 55 عامًا من أولئك الذين تناولوا 350 ملليغرامًا فقط من المغنيسيوم يوميًا، وذلك وفق ما نشر موقع «eat this not that» المهتم بالشؤون الصحية.
وبناءً على نتائج الدراسة، يقدر الباحثون أن زيادة تناول المغنيسيوم بنسبة 41 % يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير بصحة الدماغ والحفاظ على الوظيفة الإدراكية وتقليل خطر أو إطالة ظهور الخرف في وقت لاحق من الحياة.

المغنيسيوم

تقول لورين مانكر اختصاصية تغذية مسجلة مؤلفة «كتاب الطبخ لحمل الأم الأولى وتغذية الخصوبة عند الذكور» «ان نظامنا الغذائي يمكن أن يكون له تأثير عميق على العديد من عوامل صحتنا بما في ذلك صحة الدماغ؛ إذ يلعب المغنيسيوم دورًا في انتقال الأعصاب ويحفز أيضًا مستويات GABA في الدماغ كأحد الطرق التي تؤدي دورًا بوظائف المخ».
وتوضح ماناكير ان «أحد العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار هو أن تناول المغنيسيوم الذي تم تقييمه كان يعتمد على المدخول الغذائي وليس المغنيسيوم من المكملات؛ وهذا مهم لأن الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم غنية أيضًا بالعديد من العناصر الغذائية الأساسية ومضادات الأكسدة الأخرى التي يمكن أن يكون لها تأثير تآزري وتعمل معًا لحماية الدماغ. فبذور اليقطين واللوز وبذور الشيا والسبانخ المسلوق والسلق السويسري وحليب الصويا والكاجو المحمص وحبوب القمح المبشورة وزبدة الفول السوداني كلها مصادر جيدة للمغنيسيوم».

مكملات المغنيسيوم

يختلف البدل الغذائي الموصى به (RDA) للمغنيسيوم حسب العمر والجنس؛ حيث يحتاج الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 30 عامًا إلى 400 ملليغرام على الأقل يوميًا و 420 ملليغرام يوميًا بعد سن 31. في الوقت نفسه، تحتاج الإناث في سن 19-30 عامًا إلى 310 ملليغرامات على الأقل من المغنيسيوم يوميًا، وإلى 320 ملليغراما يوميًا بعد سن 31.
وجاءت فوائد المغنيسيوم المعززة للدماغ من تناول 50 % أكثر من RDA. وهذا يطرح سؤالا إذا كان من الممكن تناول الكثير من المغنيسيوم؟
ولا يمثل تناول الكثير من المغنيسيوم من الطعام مشكلة لدى البالغين الأصحاء، حيث يمكن للكلى بسهولة إخراج أي كميات زائدة. لكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن المكملات الغذائية؛ فالإفراط في تناول مكملات المغنيسيوم، خاصة إذا تم تناولها بأشكال معينة، قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية غير المواتية، بما في ذلك الإسهال والاضطراب المعدي المعوي، وفق ماناكر.
وبينما ركزت الدراسة على تأثيرات المغنيسيوم بتحسين صحة الدماغ، فإن العناصر الغذائية الأخرى لها نتائج مماثلة. إذ يدعم اللوتين (Lutein) الوظيفة البصرية والمعرفية من الطفولة إلى الشيخوخة، وفقًا لمراجعة يوليو(تموز) 2019 للتطورات الحالية في التغذية.
فاللوتين هو كاروتينويد غني بمضادات الأكسدة يوجد في الخضار الورقية ذات اللون الأخضر الداكن والذرة والبيض والأفوكادو وقد يقدم فوائد معرفية عبر دورة الحياة، حسب ما تبين ماناكير، التي تؤكد أن «الخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل السلق السويسري والسبانخ، هي مصادر جيدة لكل من المغنيسيوم واللوتين».


مقالات ذات صلة

صحتك ممرضة تحمل اختباراً للدم (أرشيفية - رويترز)

اختبار دم يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها بـ30 عاماً

يقول الأطباء إن اختبار الدم البسيط «ثلاثي الأبعاد» يمكنه التنبؤ بدقة بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية وسكتة دماغية قبل 30 عاماً من حدوثها

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ يمر أحد الركاب أمام لافتة تحذر من مرض «جدري القرود» في مطار سوكارنو هاتا الدولي بتانجيرانغ في 26 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسف» تطرح مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة»

طرحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مناقصة طارئة لتأمين لقاحات «جدري القردة» للدول المتضررة من الأزمات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
TT

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)
التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)

التحقت سارة إبراهيم، 35 عاماً، بزحام سوق «ديانا» بوسط القاهرة، في إرضاء لشغفها بـ«اقتناء» السّلع والتّحف والعملات القديمة التي تتخصص هذه السوق في القاهرة بعرضها، وتُعرف كذلك بـ«سوق السبت» نسبةً لليوم الأسبوعي الوحيد الذي يستقبل جمهوره فيه.

يُطلق على هذه السوق اسم «ديانا» نسبةً إلى سينما «ديانا بالاس» العريقة التي تقع في محيط الشوارع المؤدية إليها.

تقول سارة إنها تعرّفت على السوق منذ نحو عامين، رغم أنها كانت تسمع عنها منذ سنوات: «بدأ الأمر صدفة، خلال جولة لي مع صديقة، فانبهرنا بكمية المعروضات التي لم نجدها سوى في هذه السوق، وصرت أولاً أقصدها للتنزّه بها من وقت لآخر. وقد اشتريت منها اليوم صوراً قديمة من أرشيف فيلم (معبودة الجماهير)، وصدف بحر عملاقاً لم أرَ مثله من قبل، وكذلك علبة معدنية قديمة مرسوم عليها (روميو وجولييت) كالتي كانت تستخدمها الجدات قديماً لحفظ أغراض الخياطة، وجميعها بأسعار معقولة، وتحمل معها زمناً قديماً لم نعشه»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

الأسطوانات القديمة إحدى السلع التي يبحث عنها زوار السوق (الشرق الأوسط)

رغم حرارة الطقس، كان زوار السوق ومرتادوها يتدفقون ويتحلقون حول المعروضات التي يفترشها الباعة على الأرض بكميات كبيرة، ويبدو تأمل تلك المعروضات في حد ذاته ضرباً من المتعة، يمكن أن ينطبق عليه المثل الشعبي المصري المعروف: «سمك لبن تمر هندي» بما يدّل على التنوّع المدهش في نوعية السلع، بداية من الساعات القديمة، إلى أطباق الطعام التي تحمل طابعاً تاريخياً، فيحمل بعضها توقيع «صنع في ألمانيا الغربية»، الذي يعود إلى ما قبل إعادة توحيد ألمانيا، ويمكن مشاهدة زجاجة مياه غازية فارغة تعود للفترة الملكية في مصر، يشير إليها أحمد محمود، بائع المقتنيات القديمة بالسوق.

عملات وتذكارات معدنية (الشرق الأوسط)

يقول محمود: «يمكن على تلك الزجاجة رؤية شعار علم مصر القديم (الهلال والنجمات الـ3 ولونها الأخضر)، وتحمل اسم (كايروأب) التي كانت إحدى شركات المياه الغازية في مصر في عهد الملك فؤاد، وما زال هناك زبائن إلى اليوم يهتمون كثيراً باقتناء مثل تلك التذكارات التي تحمل معها جزءاً من تاريخ الصناعة في هذا الوقت، علاوة على شكلها وتصميمها الجمالي الذي يعكس تطوّر التصميم»، كما يشير في حديثه مع «الشرق الأوسط»، ويضيف: «جمهور هذه السوق هو الباحث عن اقتناء الذكريات، عبر تذكارات تحمل معها جزءاً من تاريخهم الشخصي أو الذي لم يعيشوه، فمثلاً يُقبل الجمهور هنا على شراء ملصقات سينما قديمة، أو حتى صابونة مُغلّفة تعود للخمسينات تُذكرهم بمصانع الفترة الناصرية، ويشترون كروت الشحن القديمة التي كانت تُستخدم في كابينات التليفون بالشوارع قبل انتشار الهاتف المحمول، وهي ذكريات يعرفها جيل الثمانينات والتسعينات بشكل خاص ويستعيدونها مع معروضات السوق».

معروضات نوستالجية تجذب الجمهور (الشرق الأوسط)

تظهر صور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في وسط المعروضات، كما تظهر بورتريهات لعبد الحليم حافظ، وملصقات لنجوم كرة القدم في السبعينات، تُجاور شرائط كاسيت قديمة يشير البائع لإحدى الزبونات إلى أن سعر أي شريط كاسيت لمحمد عبد الوهاب 25 جنيهاً، فيما تُعرض أسطوانات التسجيلات القديمة بكميات كبيرة يبدأ سعرها من 50 جنيهاً، وكذلك الكاميرات التي تتراوح في تاريخها، وتبدأ من 200 جنيه وحتى 2000 جنيه (الدولار يعادل 48.6 جنيه)، ويعرض أحمد مهاب كثيراً من أجهزة التليفون القديمة التي تلفت أنظار الزوار.

يشير مهاب لأحد تلك الأجهزة التقليدية ذات القرص الدوّار ويقول عنه: «سعر هذا التليفون ألف جنيه مصري؛ وذلك لأنه يعود لفترة الخمسينات ولأن لونه الأحمر نادر، في حين أبيع الجهاز نفسه باللون الأسود بـ500 جنيه لأنه أكثر انتشاراً، فيما تقلّ أسعار تلك الهواتف الأرضية كلما كانت أحدث، فالتليفون ذو القرص الدوار الذي يعود لفترة التسعينات يُعرض للبيع بـ300 جنيه، وعلى الرغم من سطوة أجهزة الجوّالات المحمولة فلا يزال هناك جمهور يبحث عن تلك الأجهزة، إما لرخص سعرها نسبياً عن أجهزة التليفون الأرضي الحديثة، أو رغبة في اقتنائها بوصفها قطع أنتيكات للديكور»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط».

هواتف قديمة ونادرة تلفت أنظار الزوار (الشرق الأوسط)

أما باعة العملات والأوراق النقدية القديمة، فيبدو جمهورهم في ازدياد على مدار ساعات السوق؛ حيث يحتفظون بالعملات المعدنية التي تتراوح بين الفضية والنحاسية في أكوام ضخمة، سواء عملات مصرية أو عربية يختلف سعرها حسب تاريخها الزمني، ينادي البائع لطفي عبد الله على الزبائن: «الواحدة بـ10 جنيه» في إشارة منه لعملة «النصف جنيه» المصري وعملة «الربع جنيه» التي أصبحت جزءاً من التاريخ بعد انهيار قيمتها الشرائية، فيما يشير إلى عملات أخرى أجنبية يحتفظ بها داخل «كاتالوغ» مُغلّف، تظهر على عملة كبيرة الحجم صورة ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث تعود لفترة السبعينات، وعملة أخرى منقوش عليها شعار بطولة الألعاب الأولمبية في مونتريال 1976 التي يعرضها للبيع بـ2600 جنيه مصري، ويقول عنها: «تلك عملة من الفضة الخالصة وثقيلة الوزن، ولها قيمتها التاريخية التي يبحث عنها كثيرون من المقتنين، فجمهور العملات النادرة هم أقدم جمهور لهذه السوق، التي كانت في بداياتها تعتمد على بيع العملات وشرائها، ثم بدأ في التوسع التدريجي ليشمل مختلف المعروضات النادرة والمقتنيات القديمة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

شرائط كاسيت قديمة لكوكبة من نجوم الغناء (الشرق الأوسط)

ويبدو أن جمهور سوق «ديانا» لا يقتصر فقط على المصريين، فهو بات جزءاً من الجولات السياحية للكثير من السائحين من جنسيات مختلفة، منهم لي شواي، سائحة صينية، تتحدث مع «الشرق الأوسط» وتقول: «أزور مصر في رحلة عمل، وهذه أول مرة لي في هذه السوق، وما لفتي كثيراً أن هناك معروضات وتحفاً عليها نقوش ورسوم صينية شعبية، لم أكن أعرف أنهم في مصر مهتمون بالفنون والخطوط الصينية القديمة التي تظهر على اللوحات وأطباق التزيين هنا».

السوق تشهد حراكاً واهتماماً من الزوار (الشرق الأوسط)

ويُبدي عبد الله سعداوي، بائع في سوق ديانا، انتباهه لما يصفه بـ«الجمهور الجديد للسوق»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «زاد الجمهور بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وجزء كبير من هذا الأمر يعود لانخفاض الأسعار من جهة والميل لشراء السلع المستعملة كبديل للسلع الجديدة مرتفعة الثمن، بما فيها السلع الاستعمالية كالحقائب والنظارات وأطقم المائدة، وكذلك بسبب كثافة الفيديوهات التي صار يصوّرها المؤثرون عبر منصات التواصل الاجتماعي عن السوق وتجربة الشراء فيها، وهو ما جعل جمهوراً أكبر من الشباب يأتي بفضول لاستكشافها».