{أتولييه زُهرة} تستلهم جديدها من الطيور والزهور

تشكيلة تُحاكي الـ«هوت كوتور» في عاصمة تتبنى الغرابة والجنون

استعملت المصممة الريش بسخاء شديد ... واختارت ألواناً هادئة لترسم لوحة طبيعية (خاص)
استعملت المصممة الريش بسخاء شديد ... واختارت ألواناً هادئة لترسم لوحة طبيعية (خاص)
TT

{أتولييه زُهرة} تستلهم جديدها من الطيور والزهور

استعملت المصممة الريش بسخاء شديد ... واختارت ألواناً هادئة لترسم لوحة طبيعية (خاص)
استعملت المصممة الريش بسخاء شديد ... واختارت ألواناً هادئة لترسم لوحة طبيعية (خاص)

في يوم 18 من شهر فبراير (شباط) الماضي، كانت قاعة «دي فير» في فندق كورينثيا وسط لندن تضُج بحركة غير معهودة. زحمة سير في الشارع وطوابير من السيدات والرجال في أزياء سهرة ينتظرون بصبر فتح أبواب القاعة للدخول. لم تختلف الصورة بالداخل. كانت الكواليس مثل خلية نحل. من يكوي فساتين ومن يضع ماكياجاً أو يُجري بروفات على فساتين يتطاير ريش بعضها في الهواء. العمانية ريان السليماني، صاحبة علامة «أتولييه زُهرة» هي الأخرى كانت مثل النحلة تدور بين العارضات وهن يقمن بماكياجهن أو يُجرِبن المشي على أحذيتهن. بعباءتها وطرحتها البيضاء، لم يبد على ملامحها أي أثر للتوتر. بالعكس كانت مُبتهجة توزَع ابتساماتها على هذا وذاك، على غير عادة المصممين قبل عروضهم، وكأنها تعرف النتيجة مسبقاً. فتصاميمها اكتسبت أهمية واسمها تردد كثيراً في الآونة الأخيرة وعلى المستوى العالمي. فهي آتية لتوها من دبي حيث عاينت الحفل الذي أحيته المغنية بيونسيه في فندق «أطلنطيس» وهي تلبس فستاناً من تصميمها.

تباينت التصاميم بين المحدد على الجسم وبين التنورات المستديرة (خاص)

عند سؤالها عن التشكيلة ترد بأنها «ستكون مفاجأة بكل المقاييس وتختلف عما قدمته من قبل». تستطرد بتواضع: «كلي أمل أن تنال الإعجاب».
بدأ العرض، وكان مفاجأة ونال الإعجاب في الوقت ذاته. إذا كان هناك مأخذ وحيد عليها أنها جاءت تحاكي الـ«هوت كوتور» بفخامتها في عاصمة موضة تتبنى الغرابة والجنون. تقول إنها لا بد أن تكون كذلك، لأنها استلهمتها من زنبقة الوادي «من رائحتها الفواحة ونعومة جمالها ورقتها».

تنوعت التصاميم وظلت الفخامة القاسم المشترك (خاص)

تهادت العارضات على المنصة البيضاء في فساتين سهرة طويلة وأخرى للكوكتيل تتراقص على ألوان الطبيعة. كان من الممكن أن تبقى الإيحاءات لزنبقة الوادي ببتلاتها التي شكَلت تفاصيل مبتكرة على التنورات المستديرة تحديداً أو ثنياتها التي تحاكي التفاف الأغصان على الشجر، إلا أن أكثر ما قفز للأذهان تحت تأثير الموسيقى الأوبرالية التي صاحبت العارضات وهن يتهادين على نغماتها وكأنهن طواويس أو طيور الجنة، أن العرض كان أقرب إلى رقصة بجع منه إلى مجرد حديقة متفتحة بالورود والأزهار. ما رسَخ هذه الصورة كمية الريش المستعمل فيها، والقصات التي انسابت فيها الفساتين بذيول طويلة والألوان التي زادتها التطريزات ألقاً وبريقاً.

تباينت التصاميم بين المحدد على الجسم وبين التنورات المستديرة (خاص)

تجدر الإشارة إلى أن ريان السليماني هي الرئيسة التنفيذية للعلامة التجارية «أتولييه زهرة»، التي أسستها والدتها موزة العوفي في دبي في عام 2015 لتكون دار أزياء راقية. لم تدرس تصميم الأزياء، إلا أن حبَ التصميم كان يسري في دمها، ومع الوقت حوّلت الخبرة وهذا الحب إلى حرفة، لا سيما أنها كما تقول: «تفهم المرأة وما تحلم به تماماً». وهنا تكمن قوتها التي توضَحت منذ أن تسلمت المشعل من والدتها. فقد انتقلت بها من خارج إطار المحلية إلى العالمية بسرعة مكوكية، حيث ارتدت تصاميمها بحد الآن نجمات من مثيلات إيفا لونجوريا والعارضة ناعومي كامبل وباريس هيلتون وأماندا هولدن وآيشواريا راي، وكارينا كابور وأخيراً وليس آخراً بيونسيه.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
TT

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون كشفها. هدفه أن يُشكِلها بأسلوب يمنح المرأة الثقة من دون أن يحرمها من إحساسها بأنوثتها. صحيح أن بعضها يتسم ببعض الجرأة، إلا أن ما يشفع له فيها أنه نجح في ضخها بحقنات مناسبة من العصرية والديناميكية من خلال فنية تظهر حيناً في الأكمام وحيناً آخر في التنورات والجوانب وغيرها.

لعب المصمم على الأنوثة ليرسم لوحة مفعمة بالأنوثة الطاغية والراقية في الوقت ذاته (خاص)

اللافت فيها أيضاً أنها بالرغم من تفاصيلها وكشاكشها وطياتها، مريحة. يشرح المصمم أنه راعى فيها أن تمنح المرأة حرية الحركة «فمن دون حركة وراحة لا يمكن للمرأة أن تبدو ساحرة وواثقة من نفسها» حسب رأيه. ويُبرر أن الجرأة التي اعتمدها محسوبة، بدليل أنها قد تقتصر على الأكمام ولا تركز على إبراز مفاتن الجسد بشكل واضح.

اعتمد المصمم على الألوان الأحادية المتوهجة وكأنه يريد استعمالها بوصفها مضاداً لرمادية الشتاء (خاص)

اختارها ألا تكون صادمة، بل فنية لإضفاء مزيد من الأناقة الفنية على كل قطعة. فكل قطعة في التشكيلة لها شخصيتها الخاصة. أرداها أن تتكلم بلغة تفهمها المرأة التي ستختارها، معتمداً كلياً على التفاصيل، سواء كانت هذه التفاصيل على شكل طيات من لون القماش، أو ثنايا تتلوى على جانب معين، أو فتحات تغازل العين.

يكمن جمال الفساتين في تفاصيلها وأنوثتها من دون أن تكشف الكثير من مفاتن الجسد (خاص)

هذه الرؤية، ينفذها المصمم فؤاد سركيس بألوان متوهجة وواضحة، تكسر الصورة النمطية التي ارتبطت بألوان الخريف والشتاء. بالنسبة له، فإن الألوان الغنية تلعب دوراً محورياً في ضخ التصاميم بالديناميكية التي ينشدها. «فكل لون هنا يضفي قيمته على الزي، سواء تلوّن بالأخضر الزمردي أو الفوشيا النابض بالحياة أو الأحمر الناري أو الأزرق النيلي أو الأسود وغيرها من الألوان الطبيعية الأخرى».