الحكومة العراقية تضع خطة لإعادة الاستقرار إلى الطارمية وديالى

وزير الداخلية العراقي مستمعاً إلى مواطنين أثناء زيارته الطارمية (واع)
وزير الداخلية العراقي مستمعاً إلى مواطنين أثناء زيارته الطارمية (واع)
TT

الحكومة العراقية تضع خطة لإعادة الاستقرار إلى الطارمية وديالى

وزير الداخلية العراقي مستمعاً إلى مواطنين أثناء زيارته الطارمية (واع)
وزير الداخلية العراقي مستمعاً إلى مواطنين أثناء زيارته الطارمية (واع)

في وقت ما زالت الأجهزة الأمنية العراقية تواصل فيه ملاحقة عناصر تنظيم «داعش» وخلاياه في الأماكن التي يشتبه بوجوده فيها، باشرت الحكومة بوضع خطة لإعادة الاستقرار إلى قضاء الطارمية شمال بغداد. وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري أن «الحكومة جادة في وضع خطة لإعادة نظام الأمن في القضاء». وقال بيان أصدرته وزارة الداخلية أمس (الاثنين): «بالتزامن مع أيام عيد الفطر المبارك، وضمن جولاته الميدانية، زار وزير الداخلية عبد الأمير الشمري قضاء الطارمية، يرافقه وكيل الوزارة لشؤون الشرطة وقائد عمليات بغداد وقائد شرطة الكرخ ومدير النجدة». وأضاف البيان أن «الشمري زار عدداً من مناطق الطارمية وأسواقها، والتقى جمعاً من المواطنين واستمع إلى طلباتهم واحتياجاتهم»، مؤكداً أن «هناك خطة لإعادة نظام الأمن في القضاء، وسيلمس المواطنون التحسن الملحوظ في الطارمية في القريب العاجل». وأوضح البيان نقلاً عن الوزير قوله إنه «سيتم توفير احتياجات قضاء الطارمية من الناحية الأمنية والخدمية الخاصة بمفاصل وتشكيلات وزارة الداخلية، من بينها المرور والدفاع المدني ومكافحة الإجرام ومكافحة المخدرات والجريمة المنظمة لتعزيز الأمن والاستقرار في هذا القضاء». وتابع البيان أن «الشمري تفقد خلال الجولة قسم شرطة القضاء وقسم الاستخبارات ومركز شرطة الطارمية وقاطع النجدة، واطلع على أهم الواجبات والمهام التي تقوم بها الأجهزة الأمنية هناك».
ويعد قضاء الطارمية، وهو أحد الأقضية الستة التي تحيط بالعاصمة وتسمى بحزام بغداد، من المناطق المهمة؛ لكونها تربط بين أربع محافظات هي بغداد وصلاح الدين وديالى والأنبار، الأمر الذي جعلها ملاذاً آمناً بالنسبة لعناصر تنظيم «داعش» لسببين: الأول كونها تنفتح على عدة محافظات في آن واحد، والثاني كثرة البساتين الكثيفة التي يمكن أن تجعل من الصعوبة على الأجهزة الأمنية تحقيق اختراقات مهمة لعناصر التنظيم الإرهابي الذين يعرفون مداخل المنطقة ومخارجها في ظل عدم قدرة أهالي المنطقة على مواجهتهم.
ونظراً إلى كثرة العمليات الإرهابية التي حدثت في المنطقة، والتي كثيراً ما تستهدف أجهزة الجيش والشرطة وهم في الغالب ليسوا من أهالي المنطقة، فقد اتهمت بأنها تؤوي الإرهابيين لأسباب طائفية؛ لكونها منطقة سنية في الغالب، وأن المستهدفين من العمليات فيها هم الجنود وعناصر الشرطة، وغالبيتهم من أبناء محافظات الوسط والجنوب ذي الغالبية الشيعية. ولهذا السبب فقد تظهر بين فترة وأخرى أصوات تدعو إلى إخلاء الطارمية من سكانها السنة، الأمر الذي يعتبره القادة والنواب السنة في البرلمان العراقي بمثابة تغيير ديموغرافي.
وفي منطقة أخرى لا تقل سخونة عما يجري في الطارمية، وهي محافظة ديالى ذات التركيبة العرقية والطائفية المختلفة، والتي تنفتح هي الأخرى على عدة محافظات شمالية وغربية، تسعى الحكومة إلى وضع خطة أمنية لها أمر بتنفيذها قبل نحو شهرين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وسُميت خطة «فرض القانون» في ديالى، بعد أن تكررت العمليات الإرهابية وعمليات القتل التي تقوم بها عصابات منفلتة وفصائل مسلحة، ما جعلها أكثر الأماكن سخونة في العراق بعد هزيمة تنظيم «داعش» عسكرياً أواخر عام 2017.
وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني أمس انطلاق عملية تمشيط مفاجئة في قاطع بزايز بهرز جنوب ديالى من خلال قيام قوات أمنية مشتركة من محورين بذلك. وقال المصدر لوكالات أنباء محلية إن «العملية التي حددت لها 3 أهداف، تأتي ضمن جهود إنهاء أي خطورة لخلايا (داعش) النائمة وتمشيط الطرق والمناطق المهجورة والجداول الزراعية، وخاصة المنازل التي يمثل بعضها ملاذات آمنة للخلايا الإجرامية». وأشار إلى أن «العملية تأتي في إطار تأمين محيط العديد من القرى الزراعية من خلال زيادة الاستقرار والأمان في محيط جغرافي، لا يزال يواجه تحديات في بعض المقاطع».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.