الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يعلن إصابته بسرطان الكبد

أوباما وزوجته ميشيل: نحن وأميركا معك.. ونتمنى لك الشفاء العاجل

الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يعلن إصابته بسرطان الكبد
TT

الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يعلن إصابته بسرطان الكبد

الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يعلن إصابته بسرطان الكبد

أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، مهندس اتفاقات كامب ديفيد والحائز على جائزة نوبل للسلام، أمس، أنه مصاب بسرطان الكبد وأن المرض ينتشر في أنحاء أخرى من جسده.
وكشف كارتر الذي يبلغ 90 عاما، في بيان صدر أمس أن عملية جراحية أجريت له أخيرا لاستئصال ورم في الكبد، وقال: «أظهرت أنني مصاب بسرطان يتفشى في أنحاء أخرى من جسدي. سأعيد ترتيب جدول أعمالي لتلقي العلاجات اللازمة».
وأضاف الرئيس الـ39 للولايات المتحدة الذي تولى من 1977 إلى 1981 وفاز بجائزة نوبل للسلام أن «بيانا آخر أكثر تفصيلا سيصدر لاحقا على الأرجح في الأسبوع المقبل».
وسيتلقى كارتر، الذي ولد في ولاية جورجيا بجنوب شرقي الولايات المتحدة، علاجه في مستشفى ايموري الجامعي في أتلانتا.
ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما بالشفاء لكارتر، وقال إنه اتصل مساء أول من أمس بكارتر، واطمأن على صحته.
وكشف بيان أصدره البيت الأبيض باسم أوباما: «ميشيل وأنا نتمنى الشفاء العاجل والكامل للرئيس كارتر. أفكارنا وصلواتنا مع روزالين كارتر، والأسرة بأكملها، وهم يواجهون هذا التحدي بالنعمة والتصميم اللذين أظهروهما مرات كثيرة في الماضي». وأعرب أوباما: «جيمي، ونحن، وبقية أميركا، معك».
يشار إلى أن والد وشقيق كارتر بيلي، وشقيقتين، ماتوا بسرطان البنكرياس، فيما توفيت والدته بسرطان الثدي.
وفي مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في عام 2007، تحدث كارتر عن إصابات كثير من أفراد عائلته بالسرطان، وقال: «أنا متدين جدا، أومن بالقدر، وصار عمري 82 عاما».
وصدرت ردود فعل عن شخصيات كثيرة لدى إعلان الخبر، أمثال رئيس مجموعة «آبل» تيم كوك الذي آمل في رسالة على موقع «تويتر» أن «يتمكن الرئيس الأميركي التاسع والثلاثون من العودة إلى مزاولة عمله الذي هو مصدر إلهام».
كما نشرت رسائل من مختلف الشخصيات في العالم السياسي على شبكة التواصل الاجتماعي، مثل رئيسة الحزب الديمقراطي ديبي واسرمان شولتز والسيناتور الجمهوري أوستن سكوت اللذين بعثا برسالتي دعم لجيمي كارتر الذي خطف المرض الخبيث شقيقتيه وشقيقه ووالده حيث توفوا بسرطان البنكرياس.
وقد ظل كارتر رغم سنواته التسعين نشطا متميزا منذ انسحابه من الحياة السياسية وملتزما خصوصا بقضايا كثيرة من خلال المؤسسة التي أنشأها باسم «كارتر سنتر» في 1982، التي تعمل من أجل تشجيع الحل السلمي للنزاعات ومراقبة الانتخابات والدفاع عن حقوق الإنسان وحماية البيئة والمساعدة على التنمية.
وقام منذ ذلك الحين بمهمات وساطة كثيرة خاصة في هايتي وبنما وكوبا وكوريا الشمالية وإثيوبيا وأيضًا في البوسنة والهرسك. كما قام بمهمات مراقبة انتخابية أواخر أبريل (نيسان) الماضي ومطلع مايو (أيار)، وتوجه على سبيل المثال إلى موسكو ثم إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
ولكنه اختصر في منتصف مايو الماضي لأسباب صحية زيارة إلى غويانا التي توجه إليها لمراقبة الانتخابات العامة.
وفي عهد رئاسته للولايات المتحدة ألقت أزمة الرهائن الأميركيين في إيران في عام 1979 ظلالاً قاتمة على حصيلته إذ احتجز 52 أميركيا لـ444 يوما اعتبارا من الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في السفارة الأميركية في طهران.
وأسهم فشله في تحريرهم آنذاك في هزيمته أمام الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان الذي تزامن تاريخ تسلمه الحكم في 20 يناير (كانون الثاني) 1981 مع الإفراج عن الرهائن عندما ترشح لولاية ثانية. ولكن سمعته أفضل اليوم بكثير عما كانت عليه عندما كان في البيت الأبيض. ويقر حتى اليوم بان اتفاقات كامب ديفيد الموقعة في 1978 بين مصر وإسرائيل بوساطة جيمي كارتر، وإقامة علاقات دبلوماسية مع بكين، هما من أهم إنجازاته الدبلوماسية.
وفي عام 2002 نال كارتر جائزة نوبل المرموقة للسلام لجهوده من أجل العدالة الاقتصادية والاجتماعية. وفضلا عن التزامه من خلال مؤسسته فهو عضو أيضًا في مجموعة «الحكماء» التي أنشأها الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا في 2007 للعمل من أجل السلام وحقوق الإنسان.
والرئيس كارتر المتخصص بالهندسة النووية هو في عداد أربعة رؤساء أميركيين سابقين ما زالوا على قيد الحياة، مع جورج بوش الأب والابن وبيل كلينتون.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.