«ولاد رزق» ليس أول فيلم مصري يسعى لتقليد أفلام الأكشن الأميركية.. لكن هل هذا هو حل للأزمة أم إضافة لها؟
* «أولاد رزق»
* التقييم: (**)
* إخراج طارق العريان
* إنتاج أفلام «الماسة للإنتاج الفني»
* ومن بطولة أحمد عز وعمرو يوسف وأحمد الفيشاوي وأحمد داود وكريم قاسم من بين آخرين،
* كان أحد أفلام عيد الفطر الذي استمر لفترة ما بعد الأعياد متبوئًا الرقم الأول بين كل الأفلام وحتى الأسبوع الماضي حسب موقع «السينما.كوم» في مصر.
هو، في أفضل أحواله، فيلم أكشن لجمهور عليه أن يعالج مسألتين، الأولى دفع ثمن تذكرة وصل إلى 25 جنيهًا، وهو رقم عالٍ بالنسبة للجمهور المصري، والثانية أن يؤمن بأن هذا الفيلم هو ما يريده. المسألة الثانية تمّ النظر إليها على أنها ليست إشكالاً على الإطلاق. فبالنظر إلى الإيرادات (آخرها نحو مليوني جنيه مع نهاية الويك - إند الماضي) استنتج المعنيون أن الجمهور فعلاً يريد هذا النوع وإن لم يكن هذا النوع فهذا الفيلم تحديدًا. لكن المسألة ليست على هذا النحو الهيّن ففي أحيان وظروف كثيرة ما يكون الفيلم المتوفر أقوى الأفلام المعروضة، لكن ذلك لن يعني أنه حل أزمة السينما مع جمهورها، أو أنه فيلم جيّد بالضرورة سيساعد في إعادة دقات قلب الأفلام النوعية.
إنه عن أربعة أشقاء قرروا، بعد وفاة والدهم، أن يتحدوا ويؤلّفوا عصابة من الأشرار - الأخيار. هناك شروط يضعها الأخ الأكبر من بينها عدم التجارة بالمخدرات وعدم استخدام القتل كوسيلة لأن ذلك حرام، كما لو أن الباقي بأسره حلال. هذا ما يقود إلى تصوير عمليات وتصوير ما بين العمليات: وقوع بعضهم في الحب. حفلات ساهرة. أوضاع اجتماعية وذلك قبل أن تتطوّر المسألة إلى صراع مزدوج واحد مع القانون، وفيه فاسدون، والآخر مع رئيس عصابة مخدرات، ما يقود إلى مواجهات وضعها المخرج - الكاتب في إطار بوليسي مستعينًا بالكثير من إيحاءات الفيلم التشويقي الأميركي.
ليس استيحاءات من مضامين تلك الأفلام وتوزيع الشخصيات وما تقوم به فقط، بل من أشكالها وإيقاعاتها. تشاهد الفيلم فإذا به يضرب في كل اتجاه صوتًا وصورة ويسعى لأن يكون الصدام هو التواصل الأول بينه وبين الجمهور. المخرج طارق الذي قدّم سابقًا أفلاما أفضل من بينها «الإمبراطور» (1990)، يريد الوثوب قدمًا عبر نقل أسلوب سرد أميركي وتمصيره بصرف النظر عما إذا كان يلتقي أو لا يلتقي مع البيئة المصرية. صحيح أن هذه البيئة معبّر عنها بالتصوير فيما يبدو الحارة التقليدية، لكن هذه البيئة لا تشكل أكثر من خلفية عامّة مستخدمة كموقع وليس ككاشف اجتماعي.
العريان ليس الوحيد الذي يحاول نقل نمط السرد الهوليوودي وشكله إلى السينما المصرية. قبل أشهر شاهدنا لشريف عرفة «الجزيرة 2» الذي استخدم الوسيلة ذاتها وأنجز النتيجة إياها: تغريب الفيلم المصري باسم التحديث.
المسألة هي أن هذا الضخ في شريان الفيلم المصري لن ينقذها. سيساعد شركة إنتاج الفيلم الناجح على تحقيق أرباح، لكنه لن يؤدي إلى مساعدة السينما المصرية العودة إلى تلك الفترة التي كانت فيها كل شركات الإنتاج تتقاسم السوق بنجاح.
شاشة الناقد: الحل ليس هوليووديًا
شاشة الناقد: الحل ليس هوليووديًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة