كثَّف الجيش الباكستاني عملياته ضد الإرهابيين والجماعات المسلحة في المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية؛ حيث تم اعتقال وقتل عشرات الإرهابيين خلال الغارات على أوكارهم في شهر أبريل (نيسان) الحالي. وقررت الحكومة الباكستانية التراجع عن سياسة المحادثات مع حركة «طالبان» الباكستانية التي بدأتها الحكومة السابقة لرئيس الوزراء عمران خان. وقال قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، إن سياسة المحادثات مع الإرهابيين سمحت لهم بتعزيز مواقعهم في المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية. وقد اتُّخذ قرار استئناف العمليات العسكرية ضد الإرهابيين خلال اجتماع للقادة المدنيين والعسكريين عُقد في إسلام آباد أواخر الشهر الماضي.
ومنذ ذلك الحين، أجرى الجيش عدة عشرات من العمليات القائمة على المعلومات الاستخباراتية في المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية، واعتقل عشرات المسلحين في العملية. وقد سقط عشرات الإرهابيين صرعى في هذه الغارات.
في الوقت نفسه، يواصل الجيش الباكستاني غاراته ضد الانفصاليين البلوش في إقليم بلوشستان. وذكر بيان عسكري أنه في عملية استخباراتية، نجحت وكالة الاستخبارات الرئيسية في القبض على أحد الأهداف عالية القيمة، ويُدعى غولزار إمام، وشهرته «شامباي». وكان من المتشددين البارزين، فضلاً عن كونه مؤسس وقائد الجيش الوطني البلوشي المحظور الذي نشأ بعد اندماج الجيش الجمهوري البلوشي والجيش البلوشي الموحد.
وفي 15 أبريل الجاري، نفذت قوات الأمن عملية استخباراتية في منطقة زارميلان، جنوب مقاطعة وزيرستان. وجرى تبادل كثيف لإطلاق النار بينها وبين الإرهابيين أثناء تنفيذ العملية. وفي 11 أبريل، أجرت قوات الأمن عملية استخباراتية في منطقة لويسوم العامة، بمقاطعة باجور. ووقع تبادل كثيف لإطلاق النار بينها وبين والإرهابيين خلال تنفيذ العملية. وفي ليلة 11 أبريل، أجرت قوات الأمن عملية استخباراتية في منطقة نورار العامة، في مقاطعة بانو، بشأن ما وصلها من وجود إرهابيين. وجرى تبادل عنيف لإطلاق النار بين القوات والإرهابيين خلال تنفيذ العملية.
وقد شهدت باكستان تفاقماً في وتيرة الاعتداءات الإرهابية التي قادتها حركة «طالبان باكستان»، وهي فرع آيديولوجي وحليف لـ«طالبان الأفغانية» منذ استيلاء «طالبان الأفغانية» على كابل في أغسطس (آب) 2021. ووفقاً لـ«المعهد الباكستاني لدراسات السلام» ومقره إسلام آباد، سجلت البلاد ما لا يقل عن 262 اعتداءً إرهابياً في عام 2022. وكانت حركة «طالبان باكستان» مسؤولة عن 89 هجوماً منها على الأقل.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أنهت الجماعة وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد انهيار المحادثات مع إسلام آباد. ومنذ ذلك الحين شهدت البلاد اعتداءات مميتة شبه يومية، غالبيتها استهدفت أفراد الجيش والشرطة. وتقول باكستان إن قيادة حركة «طالبان الباكستانية» تنطلق من أفغانستان، بعد أن أجبرتها العمليات العسكرية الباكستانية في المناطق الحدودية قبل بضع سنوات على الفرار مع آلاف المقاتلين.
الجيش الباكستاني يكثف عملياته ضد الإرهابيين
إسلام آباد تتراجع عن سياسة المحادثات مع حركة «طالبان»
الجيش الباكستاني يكثف عملياته ضد الإرهابيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة