نيكول سابا: لا أحب المحسوبيات التي تتحكم ببعض العلاقات بين الممثل وأصحاب العمل الدرامي

وصفت دورها في مسلسل «ألف ليلة وليلة» بأنه غني في تركيبته وشخصية بطلته «شهرزاد»

نيكول سابا: لا أحب المحسوبيات التي تتحكم ببعض العلاقات بين الممثل وأصحاب العمل الدرامي
TT

نيكول سابا: لا أحب المحسوبيات التي تتحكم ببعض العلاقات بين الممثل وأصحاب العمل الدرامي

نيكول سابا: لا أحب المحسوبيات التي تتحكم ببعض العلاقات بين الممثل وأصحاب العمل الدرامي

قالت الفنانة نيكول سابا بأن دور «شهرزاد» الذي أدّته في مسلسل «ألف ليلة وليلة» وعرض مؤخرا في رمضان، استهواها كثيرا لا سيما أنها من عشّاق الأدوار التاريخية.
وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «علق هذا الدور في ذهني وتأثّرت به كثيرا، خصوصا أن شخصية هذه المرأة الأسطورة غنيّة في تركيبتها، وهي خليط من عناصر عدّة فيها من الذكاء والحنكة والحكمة ما يأسر مشاهدها بغضّ النظر إذا ما كان معجبا بها أو العكس». وتابعت: «لقد تطلّب منّي هذا الدور لغة جسد تواصلت فيها مع المشاهد، إن في النظرات أو ملامح الوجه وحتى في طريقة المشي. فهي متميّزة قلبا وقالبا إذ كانت أميرة حقيقية».
وعن رأيها في الأدوار التاريخية عامة، خصوصا أنها سبق وقدّمت شخصية الشاعرة والفارسة العربية «ولادة بن المستكفي»، ضمن السلسلة الدرامية التلفزيونية «حواء من التاريخ» فأجابت: «الشخصيات التاريخية لديها من الرقي والحنكة ما يجعلها مغايرة تماما لشخصيات اليوم، وذلك ليس لعدم وجود شخصيات مشابهة في أيامنا الحالية، بل كون هؤلاء وفي الفترة الزمنية التي كانوا يعيشون فيها تميّزوا بأدائهم المهني والاجتماعي معا. فهناك نوع من (الاتيكيت) الذي يغلّف شخصيّاتهم يجعلنا نراقب ونتابع تاريخهم وقصّة حياتهم باهتمام».
وعن الدور التاريخي الذي تتمنى القيام به في المستقبل أجابت: «قد تكون شخصية كليوباترا هي التي تجذبني، فهي امرأة لن تتكرر وما زالت حتى الساعة حديث الناس في كلّ مرة يتناولون حياة نساء من التاريخ».
وعن كيفية تحضيرها لدور «شهرزاد» قالت: «اشتغلت على كل الأدوات التي من شأنها أن تخدم الدور، إن في طريقة حديثها أو ابتسامتها وحتى في هدوئها. وهذه الأمور لازمتني لفترة في حياتي العادية حتى صار أصدقائي يدعوني باسمها».
وأشارت نيكول سابا التي عرفت بمواهبها الكثيرة منذ بداياتها حتى اليوم، إذ أجادت عرض الأزياء في الماضي، ومن ثمّ ذاع صيتها عربيا في التمثيل من خلال مشاركتها الفنان عادل أمام في فيلم «التجربة الدنماركية»، وكمغنيّة بعد إصدارها عدة أغانٍ لاقت نجاحات واسعة، بأنها عادة لا تخلط ما بين عملها وحياتها العادية وتقول: «أحاول أن أنفصل تماما عن مهنتي عندما أتواجد مع أفراد أسرتي». وفيما يخص كيفية حفظها لأدوارها قالت: «أقوم بقراءة جيّدة للنص قبل يوم من التصوير، ولكني أقوم بحفظه في موقع التصوير مباشرة بعيدا عن أجواء المنزل، ولا طقوس أو تقاليد معينة أتبعها في هذا المجال، كونه لدي القدرة على عيش الدور بسرعة». وعما إذا كانت تلاحقها شخصية الدور حتى بعد انتهائها من أدائه ردّت: «ليس إلى هذا الحدّ أبدا فأنا أفصل تماما ما بين مهنتي وحياتي اليومية».
ونيكول التي خاضت تجربة التقديم التلفزيوني أيضا منذ سنوات قليلة من خلال برنامج «التفاحة»، استبعدت العودة إلى هذه المهنة حاليا وقالت: «لا أرى نفسي حاليا في هذا المجال، فهي تجربة لا تستهويني كثيرا، ولقد تلقّيت عروضا كثيرة في هذا الصدد ورفضتها».
وتجدر الإشارة إلى أن الفنانة اللبنانية المتزوّجة من الممثل اللبناني الشهير يوسف الخال، ومنذ بداية انطلاقتها الفنيّة، عرفها الجمهور العربي كممثلة ومغنيّة. فكانت السبّاقة في اختراق الساحة التمثيلية المصرية، إن في أدوارها في الأفلام السينمائية أو في الأعمال الدرامية. ومن بين تلك الأعمال «ليلة البيبي دول» و«بابا» و«السفاح» و«عمليات خاصة» و«هاتولي راجل» في عالم السينما، و«نور مريم» و«عصابة بابا وماما» و«حواء من التاريخ» وغيرها في عالم المسلسلات التلفزيونية. كما أطلقت عدة أغانٍ بينها غنائية «أنا طبعي كده» و«يا شاغلني» و«أنا بهواك» و«حأفضل أحلم» وغيرها.
وعما يستفزّها على الساحة الفنية حاليا ردّت قائلة: «هناك أشياء كثيرة تستفزّني على الساحة اليوم، ولكني أستطيع أن أذكر منها، انتشار المحسوبيات بين بعض أصحاب هذه المصلحة والممثلين. فهذه (الشلليات) تزعجني وتنعكس سلبا على الأعمال اللبنانية بشكل عام». وتتابع: «كما أنني أتمنى لو يتوحّد الفنانون اللبنانيون ويتخلّون عن مصالحهم الخاصة من أجل مصلحة الأعمال اللبنانية لا سيما أمام الغريب. فإذا تابعنا الزملاء في العالم العربي، فستلاحظون هذه المودّة السائدة بينهم أثناء ممارستهم العمل أو في حواراتهم وإطلالاتهم الإعلامية. فهم لا يتوانون عن الإشادة بأداء بعضهم بعضا، عكس فنانينا تماما الذين لا يوفّرون فرصة للإساءة بأداء أو عمل زميل لهم في لبنان».
وعن المسلسلات التي تابعتها في موسم رمضان الفائت قالت: «كنت أشاهد مقتطفات سريعة من بعضها، نظرا لضيق وقتي وانشغالي في تصوير (ألف ليلة وليلة)، ولكنها في غالبيتها كانت جيدة».
وعلّقت نيكول سابا على ظاهرة الفنان المغني الذي تحوّل إلى ممثل في أعمال درامية تابعناها مؤخرا فأجابت: «الأيام المقبلة ستحدد نجاحهم أو فشلهم في هذا المضمار، وفي حال تكرارهم التجربة يكون الجواب أكثر وضوحا». ورفضت أن يندرج اسمها من بين هذه اللائحة، بعدما أكّدت أنها ومنذ بدايتها غنّت ومثّلت بالتوازي.
وعن كيفية اختيارها أدوارها التمثيلية قالت: «لا أقبل أن أطلّ في أي عمل إذا لم أدرسه جيدا، فأنا لا أختار أدواري عشوائيا، لا أساوم وأقرأ النصوص بانتقائية».
وعن مشاريعها المستقبلية أشارت الفنانة اللبنانية، بأنها تستعد لتسجيل أغنية جديدة من كلمات عمرو مصطفى وألحان أمير طعيمة سترى النور قريبا. كما تستعدّ لإصدار أول ألبوم غنائي لها بعد عودتها من إجازتها التي تمضيها مع أفراد عائلتها في الهند. أما فيما يخص الأفلام السينمائية وأعمال الدراما، فهي مؤجّلة إلى حين انتهاء هذه العطلة الطويلة، لا سيما أن صالات السينما عرضت لها منذ فترة قصيرة (في عيد الفطر)، فيلم «حياتي مبهدلة» الذي شاركها فيه البطولة الممثل محمد سعد.



سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
TT

سمية بعلبكي: خسرت صوتي لأسابيع بعد تفجير منزلنا في الجنوب

تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)
تفجير منزلها العائلي في الجنوب أفقدها صوتها لأسابيع (سمية بعلبكي)

بعد نحو 30 عاماً من مسيرة غنائية رصّعتها الفنانة سمية بعلبكي بالطرب الأصيل، جرى تكريمها أخيراً، في حفل جائزة الـ«موركس دور»، ولكنها تلقّتها بغصّة في القلب. فهي جاءت مباشرة بعد حرب دامية شهدها لبنان، وإثر تفجير منزل بعلبكي العائلي في قريتها العديسة الجنوبية. اختلط طعم فرح النجاح بمرارة خسارة ذكريات الطفولة، فتمنت لو أن هذه المناسبة جاءت في وقت ثانٍ كي تشعر بسعادة التقدير الحقيقية. وتقول بعلبكي لـ«الشرق الأوسط»: «أنبذ الحروب بكل أوجهها حتى المقدّسة منها. فهي مبنية على صراعات تبحث عنها البشرية عبر التاريخ، ولكنها لم تحمل يوماً إلا النتائج السلبية في طيّاتها».

تصف سمية بعلبكي خسارة منزل العائلة كمن فقد قطعة من وجدانه. «إنه يمثّل الذكريات والهوية ومسافة أمان في الوطن. عندما تلقيت الخبر أحسست بالفراغ وكأن سقفاً اقتلع من فوق رأسي، صارت السماء مكشوفة. داهمني الشعور بالغربة، لأن لكل منّا بيتين، أحدهما منزل نقيم فيه، والثاني هو الوطن. وعندما نفقد بيتنا الصغير يتزعزع شعور الأمان بمنزلك الكبير».

أثناء تسلّمها جائزة {موركس دور} (سمية بعلبكي)

في تكريمها بجائزة «موركس دور» تقديراً لمسيرتها وعطاءاتها الفنية، خلعت بعلبكي لبس الحداد على بيتها للحظات. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كنت بحاجة إلى الأمل وإلى غد أفضل. رحلتي هي كناية عن جهد وتعب وتحديات جمّة. فرحت بالجائزة لأنها تكرّم مسيرة صعبة. فالموسيقى بالفعل تشفي من الجراح، لا سيما أن قلبي كان مكسوراً على وطني وأرضي. يا ليت هذا التكريم جاء في توقيت مغاير لكان وقعه أفضل عليّ».

تألقت سمية بعلبكي وهي تتسلّم جائزتها وفرحة ملامح وجهها كانت بادية على وجهها. وتوضح: «لقد سألت نفسي عند مصابي كيف أستطيع تجاوزه ولو للحظات. كانت الموسيقى هي الجواب الشافي. خرجت بعبارة (سنغني قريباً) لعلّ الجرح يطيب. تأثري بفقدان منزلنا العائلي ترك بصماته عليّ. ولا أعتقد أنني أستطيع تجاوز هذا الحزن ولو بعد حين. فإثر إعلامنا بخبر تفجير البيت بقيت لأسابيع طويلة فاقدة القدرة على الغناء. صمت صوتي وما عدت أستطيع ممارسة أي تمارين غنائية لصقله. الألم كان كبيراً، لا سيما أننا لم نتمكن بعد من لمس المصاب عن قرب. لم نر ما حصل إلا بالصور. أرضنا لا تزال محتلة ولا نستطيع الوصول إليها كي نلملم ما تبقى من ذكرياتنا، فنبحث عنها بين الردم علّها تبلسم جراحنا».

الانسلاخ عن الفن طيلة هذه الفترة، لم تستطع سمية بعلبكي تحمّل وزره. «إننا شعب يحب الحياة ويكره الحروب. وأنا بطبعي لا أنكسر أو أستسلم للكآبة والإحباط. نفضت غبار الحرب عني، وقررت إكمال الطريق رغم كل شيء».

تقول بعلبكي إن أحلاماً كثيرة تراودها ولم تستطع تحقيقها بعد. «أحياناً يقف الزمن حاجزاً بيني وبينها. مرات أخرى لا تأتي الفرصة المناسبة لاقتناصها. هناك العديد من أبناء جيلي أقفلوا باب الغناء وراءهم وغادروا الساحة بسبب مصاعب واجهوها. ولكن من ناحيتي، حبّ الناس كان عزائي الوحيد. لقد أحياني وأسهم في إكمالي المشوار».

تمسّكت سمية بعلبكي بالأغنية الأصيلة فاتخذتها هوية لا تتنازل عنها. جميع أعمالها الفنية تتسّم بالرقي والطرب الأصيل. يحلّق معها سامعها في سماء يكمن ازرقاقها بصوتها الشجي. هل شكّلت هويتها هذه عائقاً لانتشار أوسع؟ ترد: «لقد تربيت في منزل فني بامتياز يقوم على الأصالة. والدي ووالدتي الراحلان زرعا في داخلي حب الفن الحقيقي غير المستهلك، فكانا أول من شجعني على دخول الفن. تمحور حلم والدي على رؤيتي فنانة تعتلي المسرح وتغني الأصالة. وما أقوم به ينبع من داخلي ومن شغفي للفن، ولا أستطيع يوماً تغيير هويتي هذه».

تحضّر أغنية جديدة من ألحان الراحل إحسان المنذر (سمية بعلبكي)

وما تلاحظه اليوم على الساحة هو توارث هذا الفن عند مواهب الغد. «يلفتني غناء مواهب صغيرة في برامج الهواة للأغنية الطربية. هم يؤدونها بأسلوب رائع يستوقفني. فهو أمر يفرّحني بحد ذاته؛ كون الأغنية الطربية لها مكانتها في هذا النوع من البرامج، ويتربى الجيل الجديد عليها. أصوات رائعة سمعناها في السنوات الأخيرة. وأتمنى أن تلاقي الفرص المناسبة كي تبدع وتتألّق».

ولكن هل شعرت بالإحباط أو الخيبة في لحظات معينة؟ «لكل منا لحظات من هذا النوع. أصبت بخيبات كثيرة وواجهت معاكسات مختلفة وفقدان فرص مؤاتية، وأصعب هذه اللحظات هي تلك التي يغيب فيها التقدير. ولكنني أعود وأنتصب دائماً وأبذل الجهد من جديد. لم أعرف يوماً (البزنس) في الفن لأني مسكونة بالموسيقى الأصيلة. فهي جزء لا يتجزأ من كياني ووجودي».

سبق وتم تكريم سمية بعلبكي بجوائز عدة، ولكن لجائزة الـ«موركس دور» نكهتها الخاصة لا سيما أنها جاءت بعد حرب منهكة. في بداية مسارها حازت على جائزة «الميكروفون الذهبي» في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون. كان ذلك في عام 1994 في تونس. جرى تكريمها إلى جانب مجموعة من المغنين مثل أنغام وصابر الرباعي وأمل عرفة وغيرهم.

وتختم: «كانت روح المنافسة الحلوة تحضر في تلك الحقبة، وكانت الجوائز التكريمية قليلة وتحمل معاني كثيرة. ولكن اليوم مع جائزة (موركس دور) وفي حفل لبناني بامتياز النكهة تختلف. أهديتها لوالدي الراحلين تكريماً لعطائهما الفني، فانطبع الحدث بالأمل والشعور بغدٍ أفضل نترقبه رغم كل شيء».

تستعد سمية بعلبكي لإصدار مجموعة أغنيات جديدة. وتخبر «الشرق الأوسط» عنها: «قبل الحرب كنت أحضّر لأغنية بعنوان (يعني ارتحت)، من كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين. وعندما انتهينا من تصويرها اندلعت الحرب، فامتنعت عن إصدارها في ظروف مماثلة. وهي تتناول قصة المرأة المعنّفة. وأفكّر بإطلاقها قريباً في الأشهر القليلة المقبلة. كما أن هناك قصيدة للراحل نزار قباني أنوي غناءها. وهي من ألحان المبدع الراحل إحسان المنذر. كما ندرس وأخي المايسترو لبنان بعلبكي إمكانية إقامة حفل موسيقي في بيروت احتفالاً بلبنان الصلابة».