«اللوتس» يعزز مكانته في الحلويات الشرقية والغربية بمذاقه الشهي

انتقل من «التشيزكيك» إلى الفطائر والطواجن

حلوى مميزة بنكهة الكراميل ( شاترستوك)
حلوى مميزة بنكهة الكراميل ( شاترستوك)
TT

«اللوتس» يعزز مكانته في الحلويات الشرقية والغربية بمذاقه الشهي

حلوى مميزة بنكهة الكراميل ( شاترستوك)
حلوى مميزة بنكهة الكراميل ( شاترستوك)

بمذاقه الفريد، ونكهته المستساغة، التي يمكن تمييزها بسهولة، استطاع «اللوتس» أن يغزو حياتنا خلال السنوات الأخيرة، مُحافظاً على طعمه الشهي؛ سواء كان على هيئته الأساسية «قطع البسكويت»، أو خُفق مع الكريمة متحولاً إلى زبدة (سبريد)، أو خُفف إلى «صوص»، والتي من خلالها اكتسب شهرة واسعة.
اقتحم «اللوتس» حياة الملايين في العالم العربي، ليصبح اقترانه مع الحلويات الشرقية والغربية، سواءً دخل كمكون رئيسي فيها أو أضيف إليها مُزيناً لقوامها الخارجي، بمثابة صرعة وموضة تميز متاجر ومحال ومطاعم الحلويات، التي يبدو كأنها اتفقت فيما بينها على توأمته مع أصناف عديدة، لا تزال تفاجئنا بوجوده ضمن مكوناتها، ليسجل «اللوتس» بأشكاله المختلفة حضوراً قوياً، معززاً مكانته بارداً وساخناً، وبطعمه المحبب للكبار والصغار.
بدأت قصة «لوتس» في عام 1932 في مخبز محلي في مدينة ليمبيك البلجيكية، عندما صنع خباز بلجيكي يدعى جان بون بسكويتاً بالكراميل لا يحتوي إلا على مكونات طبيعية منها الزنجبيل والقرفة، مطلقاً عليه اسم «لوتس»، على اسم الزهرة التي ترمز إلى النقاء، ومع حرفيته في عملية الكرملة المتقنة اكتسب بمنتجه شهرة كبيرة، نظراً لتركيبته الرقيقة مع روائح القرفة.

«اللوتس» يعطي لمسة ابتكارية للحلويات ( مدونة «Tasty bites»)

ومن هذه المدينة، التي لا تزال مخابز «لوتس» فيها مملوكة لعائلة جان بون، تمكن البسكويت من غزو العالم، حيث الاستمتاع به بشكل كبير كوجبة خفيفة مع القهوة أو الشاي بسبب قوامه المقرمش، ومن بعدها اكتسب «لوتس» شهرة عالمية عندما تم تقديمه جنباً إلى جنب مع القهوة في الطائرات، ومنه عرف مصطلح (Biscoff) «بيسكوف»، وهو مزيج بين الكلمتين: البسكويت والقهوة، حيث يكمل بعضهما بعضاً، وحيث اعتُبر «اللوتس» أفضل رفيق لكوب القهوة، بالنكهة العميقة للقهوة والطعم الفريد المقرمش للبسكويت، وهو ما جعل كثيراً من المطاعم والمقاهي الأوروبية تتوسع في تقديمهما معاً، ثم ما لبثت علامة Lotus Biscoff التجارية أن حققت نجاحاً كبيراً، ليتم الاستمتاع بها في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي.
مع الشهرة العالمية، قررت الشركة إنتاج منتج مشتق من البسكويت هو زبدة اللوتس (سبريد)، حيث البسكويت المطحون مع الزبدة ومكونات أخرى تجعله سلساً قابلاً أن يُدهن أو يُفرد على أسطح الكعك أو الكيك أو الخبز الفرنسي «توست»، ليؤكل ساخناً أو بارداً، وهو ما وجد إقبالاً كبيراً حول العالم.
تقول الشيف المصرية عبير عبد الفتاح، صاحبة مدونة «Tasty bites»، لـ«الشرق الأوسط»: «بفضل منتج الزبدة تصدر (اللوتس) قائمة أصناف الحلوى، بل إنه استطاع أن يزيح زبدة السوداني (النوتيلا) من الصدارة، وكافة أصناف الشوكولاتة القابلة للفرد، ليتربع هو على قائمة التفضيلات، كما توسعت استخدامات المنتج الجديد حيث رأى كثير من الطهاة أنه يتناسب مع كثير من الوصفات، ويعطي لمسة غير متوقعة للحلويات، لذا دخل كمكون أساسي فيها».
أصبح «اللوتس» مذاقاً مفضلاً لمُحبي الكيك، والتشيزكيك، والكب كيك، والبان كيك، والتارت، والتراميسو، والمافن، والبراونيز، والترافلز، والكوكيز، والسينابون، والبيتي فور، والآيس كريم. كما أضيف كنكهة مميزة لعدد من المشروبات، مثل: القهوة، واللاتيه، والميلك شيك.
لم تكن المنطقة العربية بعيدة عن مذاق «اللوتس»، بل حرص الطهاة على تضمينه في وصفاتهم؛ لا سيما الحلويات الشرقية، حيث نجحوا في «تعريب» المنتج الأوروبي، وتقول الشيف عبير: «انتشر (اللوتس) في الحلويات الشرقية مثل الغربية، وأصبح مجالاً للتجريب؛ لكون الناس أحبت مذاقه بشكل كبير، كما أن قطاعاً واسعاً من الزبائن يبحث دائماً عن الابتكارات، فأقبلوا على تجربة (اللوتس) في أشكاله الجديدة، ومنها بسبوسة باللوتس، وكنافة وقطايف وزلابية وبلح الشام باللوتس، وأرز بلبن باللوتس».
امتد استخدام زبدة «اللوتس» أيضاً إلى الفطائر الشرقية الحلوة، لتظهر فطيرة «اللوتس» منفردة، أو فطيرة يتجاور فيها «اللوتس» مع مكونات أخرى مثل الشوكولاتة والكراميل، إلى جانب كريب «اللوتس». كما اقتحم «اللوتس» عالم الطواجن، لنرى طاجن «اللوتس» الذي يتكون من طبقة وقطع البسكويت ويقدم ساخناً، وطاجن «أم علي» بالمكسرات وزبدة «اللوتس».

الأرز باللبن بالآيس كريم (الشرق الأوسط)

كذلك تم إدماج «اللوتس» مع أصناف حلوى المولد النبوي الشريف، الشهيرة في مصر، حيث ظهر «ملبن اللوتس» و«قشطة اللوتس»، و«فولية اللوتس»، وهي الأصناف التي لاقت إعجاباً من الزبائن خلال السنوات القليلة الماضية، إلى جانب توظيفه في صناعة كعك وبسكويت الأعياد.
وبرأي الشيف عبير، فإن هذا الانتشار يعود إلى طعم «اللوتس» المميز، ومذاق السكر المضبوط، مما يعطي نكهة مختلفة ومميزة لأي منتج يضاف إليه، لافتة إلى أن اللوتس انتشر بأشكاله المختلفة، وهي بترتيب الانتشار: الزبدة، ثم الصوص، ثم البسكويت المطحون، مؤكدة أن «هذه الأشكال أعطت مذاقاً لذيذاً للحلويات بأنواعها كافة، وتمكن (اللوتس) بها أن يُنتج من الحلوى الأصلية مُنتجاً آخر مختلفاً في المذاق، بل يتفوق عليه في أوقات كثيرة، فمحبو الحلويات يروق لهم الآن تجربة المنتج بعد إضافة (اللوتس)».
من الوصفات التي تحرص الشيف عبير على تقديمها بشكل دائم: «الجوزية باللوتس»، وتقول عنها: «الجوزية باللوتس من الابتكارات المناسبة لكافة المناسبات، وهي عبارة عن (بيتي فور) مجوف من الداخل ومحشو بزبدة اللوتس، لذا فهي ذات مذاق رائع ومحبب لكل من يتذوقها، وهي تلائم السهرات والاحتفالات المختلفة، أو تقدم كهدية للغير، كما أنصح بتناولها صباحاً مع فنجان من القهوة الفرنسية».
أما عن طريقة تحضير زبدة اللوتس في المنزل، فهي كما يلي:
ـ المكونات: 4 ملاعق كبيرة من كريمة خفق سائلة، و15 قطعة من بسكويت لوتس، وملعقة كبيرة من زيت نباتي، وملعقة كبيرة من سكر بني، وفانيليا سائلة أو بودرة.
ـ الطريقة: يوضع البسكويت في الخلاط الكهربائي ويطحن حتى يصبح ناعماً، ثم تضاف نصف كمية المكونات، ويطحن البسكويت مرة أخرى حتى تمتزج جميع المقادير معاً، ثم يضاف النصف الآخر ويطحن جيداً حتى نحصل على القوام المطلوب.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».