علاج جيني «محتمل» لـ«الجلوكوما»https://aawsat.com/home/article/4288231/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%AC%D9%8A%D9%86%D9%8A-%C2%AB%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84%C2%BB-%D9%84%D9%80%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84%D9%88%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A7%C2%BB
أعلن العلماء في كلية ترينيتي في دبلن بأيرلندا، عن تطور مهم، نحو علاج جديد للجلوكوما، وذلك باستخدام تقنية «الناقل الفيروسي»، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز الأربعاء في دورية «ساينس أدفانسيس».
ويتأثر حوالي 80 مليون شخص على مستوى العالم بالجلوكوما، مع زيادة متوقعة إلى أكثر من 110 ملايين بحلول عام 2040، وفي حين أن قطرات العين الموضعية ضرورية في منع تطور المرض، يصبح ما يصل إلى 10 في المائة من المرضى مقاومين للعلاج، مما يعرضهم لخطر فقدان الرؤية.
وعامل الخطر الرئيسي لمرض الجلوكوما هو ارتفاع ضغط العين، ويمكن أن تؤدي الزيادات الخطيرة في الضغط في كرة العين إلى تلف خطير في رأس العصب البصري الذي ينقل الإشارات الضوئية إلى الدماغ للسماح لنا بالرؤية، وينتج هذا الضغط المرتفع عن تراكم البروتينات غير المرغوب فيها، مما يتسبب في انسداد قنوات الصرف التي يمكن أن تتسبب بمرور الوقت في تراكم السوائل وزيادة الضغط.
وأظهر الفريق البحثي من كلية ترينيتي في دبلن، بالتعاون مع شركة التكنولوجيا الحيوية (إكسورا ليميتد Exhaura Limited)، في التجارب ما قبل السريرية، أن النهج القائم على العلاج الجيني، الذي يمكن توصيله للعين عن طريق الناقل الفيروسي، يمكن أن يقلل ضغط العين.
ويمكن أن تؤدي حقنة واحدة من ناقل فيروسي، استخدمه العلماء لتوصيل تعليمات محددة إلى خلايا الجسم، إلى زيادة تدفق السائل المائي من مقدمة العين، وبالتالي تقليل الضغط في العين.
ويقول جيفري أوكالاجان، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في كلية ترينيتي، والباحث الرئيسي بالدراسة «إن نهجنا الجديد في علاج الجلوكوما باستخدام العلاج الجيني هو تتويج لأكثر من سبع سنوات من البحث، ونأمل الآن أن يمهد هذا العلاج الطريق إلى تطوير علاجات لأشكال أخرى من أمراض العيون المسببة للعمى».
وشهدت العلاجات الجينية تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، وتم اعتماد العديد من الأدوية الآن من قبل كل من إدارة الغذاء والدواء الأميركية ووكالة الأدوية الأوروبية، وذلك بعد أن أصبح فهم الآلية الأساسية للأمراض الشائعة أكثر تطورا، ويأمل الباحثون أن يتمكنوا قريبا من إضافة دواء علاج الجلوكوما لقائمة الأدوية.
موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5085536-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9
موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.
في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».
لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».
يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.
استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.
يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.
يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».
كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».
ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».
يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».