مرة أخرى استعاد المدافع محمد جحفلي ثقة الهلاليين بقدراته، بعد أدائه اللافت في مباراة الديربي الأخيرة أمام النصر، إذ تمكن من تقديم أفضل المستويات الفنية، ونجح بمساعدة زملائه في تحجيم قوة أبرز الفريق النصراوي وتحديداً النجمين رونالدو وتاليسكا اللذين عجزا عن الوصول للشباك الزرقاء طوال الـ90 دقيقة.
وعلى الرغم من حالة القلق التي انتابت شريحة واسعة من الهلاليين حول عدم إمكانية وجود بديل كفء للاعب المصاب علي البليهي الذي بات يصنف كأفضل المدافعين السعوديين في الوقت الحالي، فإن المدرب الخبير رامون دياز نجح في إعادة القيمة الفنية لجحفلي، واستعاد الثقة بإمكاناته، وأكد أنه لا يزال قادراً على خدمة الهلال في أحلك الظروف وأشدها.
وظل اللاعب جحفلي محل نقاش طويل بين المتابعين للشأن الهلالي ما بين مؤيد للإبقاء عليه موسمين على الأقل إلى حين نضوج مهارات الكثير من الأسماء الدفاعية، مثل خليفة الدوسري، ومعاذ فقيهي... وغيرهم، وبين مُطالب برحيله فور نهاية عقده نهاية هذا الموسم، أو إعارته حتى قبل نهاية عقده، إلا أن الأداء الكبير الذي قدمه أمام النصر، الذي يملك ثاني أقوى خط هجوم بالدوري أوجد توافقاً كبيراً على عدم الاستغناء عن اللاعب مع نهاية هذا الموسم.
وسيوجد جحفلي بشكل مؤكد في مباراة فريقه ضد الاتحاد في الدور نصف النهائي لكأس الملك، وذلك نتيجة غياب اللاعب البليهي المطرود في المباراة الماضية للبطولة نفسها، وتحديداً أمام الفتح حيث سيعني هذه المباراة أيضاً الشيء الكثير للاعب من أجل تعزيز ثقة الهلاليين به.
وأسهم جحفلي في كتابة التاريخ في الكثير من المناسبات الكبرى مع الهلال، حيث شارك في تحقيق أكثر من «10» بطولات منها «5» دوري محلي، و«2» دوري أبطال آسيا عدا السوبر وكأس الملك، ولكن أبرز بصماته كانت في نهائي كأس الملك للعام «2015»، حينما سجل هدف التعديل لصالح فريقه في شباك النصر في الشوط الثاني من الوقت الضائع، وفي الدقيقة الأخيرة، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي نجح فيها الهلال وكسب ذلك اللقب، ومن حينها أطلق اللقب الشهير «جحفلة» في كل مباراة يعود فيها أي فريق أمام منافسه في اللحظات الأخيرة.
ومر جحفلي بالكثير من الفترات الصعبة التي أبعدته عن قائمة الهلال، من بينها عدم السفر مع الفريق إلى دولة قطر لخوض منافسات الدور الثاني من البطولة الآسيوية التي عبر فيها الفريق للنهائي مجدداً.
وكان إبعاد اللاعب قد جاء نتيجة ظروف خاصة لم يعلن عن تفاصليها، ما جعل الكثير من التكهنات حول أن تلك هي البداية لرحيل اللاعب نهاية عقده الحالي أو حتى إعارته، لكن هذا لم يحدث للآن على الأقل.
وتحدث دياز مدرب الهلال عن السبب في الاستعانة بجحفلي في الديربي الأخير بعد أن كان الجميع ينتظر تواجد خليفة الدوسري لتعويض غياب البليهي، حيث أوضح المدرب أن السبب يعود إلى رغبته في الزج بلاعب أكثر خبرة في مثل هذه المباريات، وهذا ما جعله يفضل جحفلي على الدوسري.
ورغم أن الدوسري اكتسب خبرة جيدة من مشاركاته الأخيرة، فإنه يحتاج للمزيد من الاحتكاك حسب رؤية دياز.
وتعرض جحفلي للكثير من المواقف السيئة في المباراة، وخصوصاً في الجانب الجسدي، حيث إنه سقط لأكثر من مرة إثر الاحتكاك مع عدد من لاعبي النصر، كما أن هناك لقطات أظهرت تعرضه للضرب والدهس من قبل اللاعب تاليسكا، والتي وقف عليها الحكم الإنجليزي ما يكل أوليفر إلا أنه قرر توجيه الإنذار الأصفر بعد الرجوع لتقنية الفيديو.
وكانت هناك مخاوف زرقاء في عدة أوقات من المباراة أن يغادر جحفلي إثر سقوطه عدة مرات، منها ما كانت شكوكاً في كونه قد تعرض للإغماء، إلا أنه واصل حتى النهاية، واحتفل مع زملائه بالفوز.
وعلى الأرجح لن يكون العمر مقياساً أو سبباً في التخلي عن جحفلي قريباً بالنسبة للهلاليين، إذ إن الجانب الفني هو من سيحدد ذلك على اعتبار أن زميله علي البليهي يفوقه بعام كونه من مواليد «1989»، إلا أنه مدد عقده قبل أشهر قليلة.
وجحفلي من مواليد «1990»، ووقع للهلال أواخر ديسمبر (كانون الأول) «2014»، قادماً من نادي الفيصلي، وفي حال جرى تمديد عقده لموسم على الأقل فسيكمل عقداً من الزمن في الهلال، إلا أنه دخل المجد من أوسع أبوابه طوال الفترة التي ظهر فيها مع الأزرق، وبات يملك أشهر «لقب» يردد في الشارع الرياضي السعودي.
جحفلي... نجومية متجددة وعطاء لا ينضب في الكتيبة الزرقاء
تألقه في الديربي بدد المخاوف حول قدرته على تعويض غياب البليهي
جحفلي... نجومية متجددة وعطاء لا ينضب في الكتيبة الزرقاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة