رونالدو ينجو من «شكوى الهلال» بعد «الإيماءة» المثيرة للجدل

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «الانضباط» تعتمد على ما يرصده الناقل الرسمي فقط

رونالدو خرج غاضباً من المواجهة بعد خسارة فريقه أمام الغريم التقليدي (تصوير: صالح الغنام)
رونالدو خرج غاضباً من المواجهة بعد خسارة فريقه أمام الغريم التقليدي (تصوير: صالح الغنام)
TT

رونالدو ينجو من «شكوى الهلال» بعد «الإيماءة» المثيرة للجدل

رونالدو خرج غاضباً من المواجهة بعد خسارة فريقه أمام الغريم التقليدي (تصوير: صالح الغنام)
رونالدو خرج غاضباً من المواجهة بعد خسارة فريقه أمام الغريم التقليدي (تصوير: صالح الغنام)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة نادي الهلال لم تتقدم بشكوى ضد الإيماءة المثيرة للجدل من قبل البرتغالي رونالدو قائد النصر، بعد نهاية مواجهة الفريقين، التي انتهت بفوز الأزرق 2 - 0.
وبحسب مصادر مطلعة أخرى لـ«الشرق الأوسط» فإن لجنة الانضباط عادة ما تعتمد على ما يرصده الناقل التلفزيوني الرسمي (قنوات إس إس سي)، الذي لم يظهر الحركة الصادرة من الأسطورة البرتغالية، وذلك استناداً إلى لوائحها، ولا تلتفت إلى ما يتم تداوله من مقاطع وفيديوهات من مشجعين أو حتى وسائل إعلام.
ورغم ذلك يترقب الشارع الرياضي ما إن كانت لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم ستتخذ قراراً حول ذلك من عدمه في الأيام القليلة المقبلة.
وتواصلت أصداء الإثارة التي صاحبت مواجهة الديربي في قمة مقدمة من الجولة 25 في دوري روشن السعودي للمحترفين، بل إن الأحداث تطورت وبدأت مستمرة حتى مع نهاية المواجهة التي خطف نقاطها الثلاث الهلال، وقلص آمال غريمه التقليدي بالمنافسة على اللقب.
كانت الأنظار موجهة نحو البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر ونجمه الأبرز بعد تصرفه نهاية المباراة إثر خروجه من ملعب المباراة، الذي فُسر بأنه إساءة للمدرج الأزرق الذي كان يهتف باسم ميسي عند خروج أيقونة ريال مدريد السابق من ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض.

جماهير الهلال أثارت حفيظة النجم البرتغالي بعد ترديد عبارة «ميسي... ميسي» (تصوير: صالح الغنام)

وللمباراة الثانية على التوالي يفشل هجوم النصر في هز شباك الخصم رغم أنه الهجوم الأقوى في الدوري حتى الآن، حيث تعادل أصفر العاصمة مع الفيحاء قبل خسارته من الهلال.
ورغم أن رونالدو فعل ذلك أمام الهلال، فإن الحكم قرر إلغاء الهدف بداعي التسلل على صاحب الهدف رونالدو الذي كان نصيبه من اللقاء بطاقة صفراء بعد تدخله على الكولومبي غوستافو كويلار لاعب فريق الهلال.
ويملك رونالدو سجلاً مثالياً في مواجهات الديربيات حينما كان يمثل ريال مدريد، إلا أنه ظل عاجزاً عن هز شباك الهلال، الغريم التقليدي للنصر، بعد ظهور الفريق العاصمي بصورة فنية متواضعة بعد أيام قليلة من إقالة الفرنسي رودي غارسيا مدرب الفريق الأسبق، وتعيين الكرواتي دينكو إيليتشيتش مدرباً مؤقتاً للنصر.
وسلط عديد من الصحف العالمية الأضواء حيال نجم ريال مدريد السابق، الذي يبدو أنه سيودع ثاني بطولات الموسم الرياضي في السعودية مع فريقه النصر بعد تجمد رصيد الفريق عند 53 نقطة، بفارق 3 نقاط عن المتصدر (الاتحاد)، الذي يملك 56 نقطة ومباراة مؤجلة.
وتناولت «ريكورد البرتغالية» و «ماركا الإسبانية» التصرف الذي حدث نهاية المواجهة، حيث قالت «ماركا» إن رونالدو يثير الغضب بإيماءة صادمة، وأوضحت: «يبدو أن ما حدث كان بسبب هتافات الجماهير باسم ميسي».
وانعقدت الآمال على الهداف التاريخي لريال مدريد عند المواجهة الثانية أمام الاتحاد في الدوري، لكنه اكتفى بمشاهدة فريقه يفقد الصدارة لصالح منافسه الذي لم يفز باللقب منذ 2009.
وتكرر الأمر في مواجهة الهلال في أول مباراة بعد رحيل المدرب الفرنسي رودي غارسيا، ليصبح رونالدو تحت مقصلة الانتقادات في بطولة، ربما اعتقد البعض في أوروبا بأنه سيهيمن عليها بسهولة.
وخطف النيجيري أوديون إيغالو مهاجم مانشستر يونايتد السابق الأنظار بتسجيله هدفي الهلال من ركلتي جزاء.
وكان مشهد الخروج من المباراة المقامة في ملعب الهلال ينذر بما ينتظر رونالدو في المستقبل.
ورفعت جماهير الهلال قميص غريمه ليونيل ميسي، الذي تدور تكهنات بشأن انتقاله إلى بطل آسيا في الموسم المقبل، لينتقل الصراع إلى الأراضي السعودية.
وفي مواجهة الفيحاء التي سبقت الديربي، كان رونالدو محط النقاش والجدال على نطاق جماهيري واسع، وذلك عندما استنفر منشور نادي الفيحاء المثير للجدل على حسابه الخاص في «تويتر»، عشاق الظاهرة البرتغالية رونالدو في جميع أنحاء العالم؛ إذ اعتبر كثيرون ما تضمنه ذلك المنشور بمثابة السخرية والتقليل من شأن «صاروخ ماديرا»، وأظهروا ردود فعل غاضبة تجاه الأمر.
وكان الفيحاء قد غرد بالمنشور الشهير، الذي جمع «الدون» بمنافسه التاريخي الأرجنتيني ميسي، على طاولة شطرنج خلال منافسات مونديال قطر 2022، واستبدل بميسي قائده المدافع سامي الخيبري، مرفقاً الصورة بعبارة «كش ملك» في إشارة إلى إنهاء فعالية رونالدو، وإسقاطه ميدانياً في المواجهة، وهو ما لم يتقبله كثير من عشاق النجم البرتغالي.
وحظي المنشور بانتشار واسع، ووصل إلى أكثر من 1.9 مليون مشاهدة، بينما تصل في المعتاد غالبية منشورات الصفحة إلى أقل من 100 ألف مشاهدة.
وكان الغضب واضحاً على وجه كريستيانو رونالدو عقب نهاية المواجهة، وانتقد رودي غارسيا مدرب النصر «المقال» أداء لاعبيه بعد تعادل محبط دون أهداف، في نتيجة قد تعني «كش ملك» للفريق بلغة الشطرنج في الصراع على لقب الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم.
ولم تظهر بصمة رونالدو، الذي توقف رصيده عند 11 هدفاً في عشر مباريات بالدوري، وكذلك زميله أندرسون تاليسكا الذي يتقاسم صدارة هدافي المسابقة برصيد 16 هدفاً.
وغادر رونالدو ملعب الفيحاء غاضباً، وظهر عليه الإحباط، وكان يتحدث بحدة إلى بعض الموجودين هناك، وخلع شارة القيادة وأمسكها بيده.


مقالات ذات صلة

مدرب الفتح: فخور رغم الخسارة

رياضة سعودية مدرب الفتح قال إن لاعبيه قدّموا ما عليهم في المباراة رغم الخسارة (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الفتح: فخور رغم الخسارة

أكد ينز غوستافسن، مدرب الفتح، أن فريقه عمل جاهداً لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام الاتحاد، ولكنه خسر في نهاية المطاف.

نواف العقيل (جدة )
رياضة سعودية فابينهو محتفلاً بهدفه في مرمى الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الصدارة تعود للاتحاد بثنائية فابينهو وعوار

اعتلى الاتحاد صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين مع نهاية الجولة الـ11، بعد انتصاره على ضيفه الفتح بثنائية فابينهو وحسام عوار.

نواف العقيل (جدة)
رياضة سعودية شافعي محتفلاً بهدفه في مرمى الخلود (تصوير: علي خمج)

الجزائري شافعي يكتب التاريخ في «الدوري السعودي»

دوَّن الجزائري فاروق شافعي رقماً صعباً في تاريخ الدوري السعودي، بعدما سجل الهدف رقم 20 خلال مسيرته مع ضمك، ليصبح مثالاً رائعاً للمدافع الهدَّاف.

فيصل المفضلي (أبها)
رياضة سعودية جيرارد يوجه لاعبيه خلال المباراة (تصوير: بشير صالح)

جيرارد: مشكلة الاتفاق «هجومية»

شدد ستيفن جيرارد مدرب الاتفاق على حاجة فريقه لتحسين الفعالية في الثلث الهجومي مبدياً إحباطه من عدم استغلال الفرص التي سنحت للفريق أمام الرياض.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية حسين الصبياني بعد تعرضه للإصابة في لقاء الشباب والأخدود (تصوير: عدنان مهدلي)

الصبياني... ثاني شبابي ضحية «الرباط الصليبي»

أعلن نادي الشباب إصابة لاعبه حسين الصبياني بقطع كامل في الرباط الصليبي؛ مما يعني نهاية موسمه بصورة رسمية وحاجته لأشهر طويلة حتى العودة مجدداً للملاعب.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».