«ستاندرد آند بورز»: المصارف الإسلامية في الخليج صامدة أمام تراجع الاقتصادات الإقليمية

أكدت لـ («الشرق الأوسط») أنها تتمتع بمستويات رأسمال قوية وتسعى إلى تنويع قاعدتها التمويلية

«ستاندرد آند بورز»: المصارف الإسلامية في الخليج صامدة أمام تراجع الاقتصادات الإقليمية
TT

«ستاندرد آند بورز»: المصارف الإسلامية في الخليج صامدة أمام تراجع الاقتصادات الإقليمية

«ستاندرد آند بورز»: المصارف الإسلامية في الخليج صامدة أمام تراجع الاقتصادات الإقليمية

أكد تيموشين إنجن، مدير التصنيف الائتماني في وكالة «ستاندرد آند بورز» وكالة التصنيف الدولية، لـ«الشرق الأوسط»، أن رغم التراجع الذي شهدته مستويات تمويل المصارف الإسلامية إثر انخفاض أسعار النفط، فإنها ستواصل نموها بوتيرة أسرع نسبيًا من نظيراتها التقليدية.
ويوضح إنجن أن انخفاض أسعار النفط من نحو مائة دولار للبرميل إلى أقل من 50 دولارًا أدى إلى تراجع الموارد المالية المتوفرة لدى البنوك الإسلامية ونظيراتها التقليدية، على حد السواء. ويقول إن «الحكومات والمؤسسات العمومية تساهم في تمويل هذه البنوك بشكل كبير. وبالتالي، فإننا نتوقع انخفاض وتيرة نمو التمويل شيئًا ما في السنة المقبلة».
وأفاد تقرير أصدرته الوكالة الدولية يوم أمس، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن البنوك الإسلامية في منطقة الخليج تواجه ضعفًا تدريجيًا في التوقعات التشغيلية لـ2015 - 2016، بعد أن حققت نتائج قوية العام الماضي. وترجع الوكالة هذا التراجع المرتقب إلى الانخفاض في إيرادات النفط منذ يونيو (حزيران) 2014، التي يتوقع الخبراء أن تظل ضعيفة نسبيًا عام 2016، مما ينعكس سلبًا على القطاع المصرفي في بلدان مجلس التعاون الخليجي. ويوضّح التقرير بهذا الصدد أن طلب المستثمرين على المنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية والإجراءات الحكومية الداعمة لها، سيمكن البنوك الإسلامية من مواصلة النمو وزيادة حصصها السوقية تدريجيًا.
أما فيما يتعلق بمعدلات النمو الائتماني في العام الحالي، يفيد التقرير أنه بناء على دراسة أتمتها وكالة «ستاندرد آند بورز» شملت 17 بنكًا من البنوك الإسلامية القائمة في مجلس التعاون الخليجي، تزاول جميعها أنشطة مصرفية إسلامية تجارية خالصة بميزانية عمومية تصل إلى 5 مليار دولار أميركي على الأقل، فإن القطاع لم يشهد تباطؤًا مهمًا في النمو الائتماني في 2015، بفضل حفاظ الحكومات المحلية على مستويات الإنفاق نفسها على البنية التحتية.
في المقابل، يتوقع الخبراء أن تتراجع شروط التمويل في المنطقة تدريجيًا مع تراجع الإيرادات الحكومية نتيجة لانخفاض أسعار النفط. كما يتوقع حدوث بعض الضغوط على جودة الأصول واحتمال ارتفاع الخسائر الائتمانية في الفترة ما بين 2015 - 2016، بعد التحسن الذي شهدته عام 2014، مما يعني أن نموًا صافي الأرباح لدى البنوك الإسلامية سيشهد تباطؤًا خلال الأشهر 18 - 24 المقبلة مما كانت عليه مؤخرًا.
ويرى تيموشين أنه رغم التراجع النسبي في أوضاع السيولة والتدهور التدريجي لجودة الأصول تماشيًا مع التباطؤ الاقتصادي، فإن البنوك الإسلامية في المنطقة تتمتع باحتياطات سيولة عالية وأنها قادرة على الحفاظ على مستويات رسملة صحية. وبالتالي، فإنه من المتوقع أن تتخذ هذه البنوك موقفًا محافظًا في العام الحالي وأن تحافظ على مستويات رأسمال قوية، بينما تتطلع إلى مزيد من التنويع بقاعدتها التمويلية.
من جهة أخرى، أكد تيموشين أن السعودية، والإمارات وقطر لا تزال تواصل تقديم أقوى فرص النمو في منطقة مجلس التعاون. ويوضّح: «في السعودية خاصة، نلاحظ ارتفاع اهتمام الشركات بالتمويل الإسلامي وتفضيل شريحة واسعة للمصارف الإسلامية على نظيراتها التقليدية».
وتبقى السعودية والإمارات أكبر الأسواق المصرفية الإسلامية، حيث بلغ إجمالي الميزانيات العمومية للعينة المدروسة 121 مليار دولار أميركي و102 مليار دولار أميركي، على التوالي، عام 2014. وبينما رفعت البنوك الإسلامية في السعودية مجتمعة ميزانياتها العمومية بمعدل 13 في المائة في العام الماضي، من المتوقع حدوث تباطؤ في عام 2015 و2016 تماشيًا مع تراجع النمو الاقتصادي نتيجة لانخفاض أسعار النفط.



ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، ولم ترفض أو توافق موافقة مشروطة على أي صفقة، وهو ما يمثل ارتفاعاً بمعدل 17.4 في المائة مقارنة بعام 2023.

وبحسب تقرير نشرته الهيئة، الثلاثاء، تم إصدار 105 شهادات عدم وجوب إبلاغ (الصفقات التي لا تنطبق عليها معايير الإبلاغ)، بينما لا تزال هناك 10 طلبات تحت الدراسة.

وتعرّف اللائحة التنفيذية لنظام المنافسة في السعودية التركز الاقتصادي بأنه كل عمل ينشأ منه نقل كلي أو جزئي لملكية أصول، أو حقوق، أسهم، أو حصص، أو التزامات منشأة إلى منشأة أخرى عن طريق الاندماج، أو الاستحواذ، أو التملك، أو الجمع بين إدارتين أو أكثر في إدارة مشتركة، أو أي صورة أخرى تؤدي إلى التحكم في منشأة أو أكثر، بما في ذلك التأثير في قراراتها أو تشكيل جهازها الإداري أو آلية التصويت فيها.

وعلى مستوى مناطق المملكة، احتلت الرياض أعلى نسبة عمليات تركز اقتصادي بنسبة 67.8 في المائة، تليها مكة المكرمة بـ17.8 في المائة، ثم المنطقة الشرقية بمعدل 10 في المائة.

ووفق التقرير، كانت صفقات الاستحواذ هي الأعلى من إجمالي التركزات الاقتصادية بنسبة بلغت 81 في المائة، يليها المشروع المشترك بـ15 في المائة، ثم صفقات الاندماج بواقع 2 في المائة.

وفيما يتعلق بتصنيف التركزات الاقتصادية بحسب العلاقة بين المنشآت، تصدرت العلاقة الأفقية بنسبة 53 في المائة، تليها التكتلية بـ31 في المائة، كما حصلت العلاقة الرأسية على أقل نسبة بمقدار 16 في المائة.

واحتل قطاع الصناعة التحويلية النصيب الأكبر من التوزيع القطاعي للتركزات الاقتصادية بـ67 من أصل 202 طلب وردت للهيئة، يليه قطاع المعلومات والاتصالات بعدد 39 طلباً، ثم تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية بـ22 طلباً.

من جهتها سعت الهيئة إلى تحديد السوق المعنية لطلبات التركز وفق أضيق نطاق لتقييم السوق لغرض معرفة الآثار المترتبة عليها نتيجة الصفقات، كما ورد خلال عام 2024 تركزات اقتصادية تنشط في أسواق جديدة، من أبرزها سوق إطارات الطرق الوعرة، وتصنيع علاج بدائل النيكوتين، والطلاءات الواقية الصناعية.

وبلغت نسبة طلبات التركز الاقتصادي في عام 2024 التي تكون المنشأة المحلية أحد أطراف الصفقة 44 في المائة من مجموع الطلبات في حين بلغت طلبات الاستحواذ من المنشآت الأجنبية التي لها وجود أو تأثير في السوق المحلية 56 في المائة.

وذكرت الهيئة أن نسبة طلبات المشروع المشترك للصفقات التي يكون أحد الأطراف فيها محلياً والآخر أجنبياً زادت بنسبة 25 في المائة، كما ارتفعت طلبات الاستحواذ بـ4.8 في المائة.

وكان قطاع الصناعة التحويلية الأكثر استهدافاً من قبل الشركات الأجنبية بنسبة 28 في المائة، يليه قطاع المعلومات والاتصالات بـ17 في المائة، ثم قطاع تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات ذات المحركات والدراجات النارية وإمدادات المياه وأنشطة الصرف الصحي وإدارة النفايات ومعالجتها بنسبة 15 و7 في المائة على التوالي.