كسوف كلي للشمس في المناطق الأسترالية النائية

كسوف الشمس الكلي في أستراليا (رويترز)
كسوف الشمس الكلي في أستراليا (رويترز)
TT
20

كسوف كلي للشمس في المناطق الأسترالية النائية

كسوف الشمس الكلي في أستراليا (رويترز)
كسوف الشمس الكلي في أستراليا (رويترز)

تدفق فلكيون وهواة لعلم الفلك، اليوم (الخميس)، إلى منطقة نائية في غرب أستراليا لمشاهدة كسوف كلي للشمس حجب خلاله القمر أقرب نجم إلى كوكبنا لمدة 58 ثانية.

في إكسماوث، على الطرف الشمالي الغربي لأستراليا، أوقف علماء الفلك مقطوراتهم، ونصبوا تلسكوباتهم ووضعوا نظاراتهم لمشاهدة القمر وهو يغطي الشمس قبل حدوث الكسوف الكلي.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1648968939978862592
وقال جون لاتانزيو من الجمعية الفلكية الأسترالية: «أصبح الكثير من الناس مدمنين على هذه اللحظة الغريبة التي تبدو كأنها من عالم آخر». وأضاف: «أصبحوا قناصي كسوف يسافرون حول العالم لتجديد التجربة».

في الساعة 11:29 بالتوقيت المحلي (01:29 ت غ)، حل الظلام في عز النهار ليحل معه هدوء غير اعتيادي، قبل أن تعود الشمس للظهور بعد 58 ثانية، وتغمر المناطق النائية الأسترالية (أوتباك).

وكانت رؤية الكسوف الكلي ممكنة أيضاً في بابوا الغربية وتيمور الشرقية. وفي الطرف الآخر من أستراليا، في سيدني، كان الكسوف جزئياً فقط، إذ حجب القمر أقل من 20 في المائة من قرص الشمس.
وسمح الكسوف للعلماء على وجه الخصوص بمراقبة الهالة الشمسية التي عادة ما تخفيها أشعة الضوء. وكان العالم ألبرت أينشتاين وضع نظريته عن انحناء الأشعة الضوئية أثناء متابعته لكسوف مشابه.



أنجي عبيد تُصالح المسافات.... من «يلّا بابا» إلى الذات

سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)
سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)
TT
20

أنجي عبيد تُصالح المسافات.... من «يلّا بابا» إلى الذات

سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)
سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)

يترك فيلم «يلّا بابا» للمخرجة اللبنانية أنجي عبيد أثراً إنسانياً عميقاً منذ لحظاته الأولى، ويُشارك حالياً في مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة». يمتد الفيلم لنحو 100 دقيقة، وتدور أحداثه حول علاقة بين أبٍ وابنته التي هاجرت إلى بروكسل قبل سنوات، إذ تعود إلى جذورها، مدفوعة بالحنين، لتقدِّم لوالدها هديةً غير تقليدية: رحلة برّية من بروكسل إلى بيروت، تسترجع من خلالها ذكريات مضى عليها نحو 40 عاماً.

فالأب، منصور، كان قد خاض هذه الرحلة في شبابه، حين كان في الثلاثين من عمره، برفقة أصدقائه. واليوم، يعيد التجربة وهو في عقده السابع، ولكن هذه المرة مع ابنته أنجي.

«يلّا بابا» يحمل رسائل إنسانية ولمحة جيو سياسية (أنجي عبيد)
«يلّا بابا» يحمل رسائل إنسانية ولمحة جيو سياسية (أنجي عبيد)

يحمل الفيلم رسائل إنسانية متعددة، تسلّط الضوء على أهمية العلاقات العائلية. وتوضح أنجي، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن رسالتها من الفيلم تتمثل في ضرورة اغتنام الفرص للتعبير عن مشاعرنا تجاه من نحب، سواء كانوا آباء أو أمهات أو أصدقاء أو إخوة. وتضيف: «يحمل الفيلم رسائل أخرى، من بينها البعد الجيوسياسي للبلدان التي مررنا بها. وعلى المستوى الشخصي، أردت منحه فرصة، فهو شخص رائع، على الرغم من اختلاف أفكارنا سابقاً. اكتشفت أنه لطيف كنسمة، لكن وتيرة الحياة في لبنان حالت دون تقرُّبنا أحدنا من الآخر».

صوّرت أنجي الفيلم عام 2022، واستغرق نحو 3 أشهر، قطعت خلالها نحو 4 آلاف كيلومتر بالسيارة. ويتحدث العمل عن تغيّرات تسببت بها الحروب منذ 40 عاماً، وينقل واقعاً يترك علامات استفهام كثيرة حول المستقبل القريب.

وعن كيفية ولادة فكرة الفيلم، تقول: «لم تكن علاقتي مع والدي وطيدة، حتى إنّ فكرة هجرتي من بلدي كانت بهدف الابتعاد عن عائلتي. كنت لا أزال شابة، وأبحث عن الحرية والاستقلالية. في بلجيكا أكملت دراستي وحصلت على جنسية البالد. ولكن هذا البعد أثار عندي الفضول للتعرُّف إلى والدي عن قرب. اتصلت به وعرضت عليه الفكرة. وافق، وانطلقت في رحلة حوَّلتها إلى وثائقي طويل. وعندما أنجزت الفيلم، كان ردُّ فعل أبي مفاجئاً لي، فقد بكى تأثّراً، وقال لي: (لست قادراً على التكلّم، لأني متأثر جداً)».

يتنافس فيلم «يلّا بابا» مع 9 أفلام أخرى في مهرجان «بيروت لسينما المرأة». وقد عُرض للمرة الأولى في لبنان، على أن يُعرض لاحقاً في طرابلس يوم 1 مايو (أيار) في مركز «مرسح» للفنون والثقافة، بعد أن شارك في مهرجانات في بروكسل وأمستردام.

وعمّا إذا كانت تتوقع فوزه بجائزة المهرجان اللبناني، تقول المخرجة لـ«الشرق الأوسط»: «كل الأفلام المشاركة ذات جودة عالية، ولا أريد التسرّع في التوقعات، لكن إن فاز، فالجائزة ستكون لوالدي».

تحدثت أنجي عن التحديات التي واجهتها أثناء التصوير، وكان أبرزها القيادة لساعات طويلة، إلى جانب كونها مخرجة الفيلم وبطلته وابنة البطل والمسؤولة عن الفريق الفني، ما تطلّب منها جهداً كبيراً.

يبُرز الفيلم تفاصيل حميمة في العلاقة بين الأب وابنته، من مساعدته لها في تتبّع خريطة الطريق، إلى غنائه لها كما لو كانت طفلته الصغيرة، وحديثه معها عن تاريخ الأماكن التي يمرّان بها.

الأب وابنته خلال رحلة سفر برية من بروكسل إلى بيروت (أنجي عبيد)
الأب وابنته خلال رحلة سفر برية من بروكسل إلى بيروت (أنجي عبيد)

يحضر لبنان في الفيلم عبر نشرات الأخبار الإلكترونية، في حين بدت شاشات التلفاز في بعض الفنادق مجرد ديكور. أما والد أنجي، فكان يعلّق على المشاهد في البلدان المختلفة، مستعيداً ذكرياته. وفي لحظة مؤثرة، يقول لها: «لم أتخيّل أن أقوم بهذه الرحلة معك»، ويسألها عن طموحاتها، فترد: «أول قرار اتخذته في حياتي هو الزواج».

تعلق أنجي على الفجوة بين الأجيال بقولها: «بعد هذه الرحلة، فهمت تصرّفات والدي التي كنت أرفضها سابقاً. فهي نابعة من تربية وعادات لم يكن من السَّهل تغييرها».

أصعب مهمة واجهتها كانت المونتاج، إذ كان عليها الموازنة بين مدة الفيلم واختيار الحوارات والمواقف المناسبة، وهو ما تطلّب دقّة وجهداً كبيرين.

كان حلم أنجي أن تعيش لحظة من ماضي والدها، فتقول: «كنت أرغب في أن أرى بعيني ما رآه والدي في شبابه، وأختبر تجربته نفسها في السفر البرّي. لكن التغيّرات الجيوسياسية غيّرت معالم البلدان، فأفقدتنا جزءاً من تلك الذكريات». وتختم: «أعتقد أن والدي رأى في الفيلم مرآة تعكس شخصيته، وربما وافق على المشاركة فيه ليترك أثراً حياً منه يبقى مدى الحياة».