رئيس الحكومة العراقية لإجراء أول تعديل وزاري

بعد 6 أشهر من تشكيلها

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
TT

رئيس الحكومة العراقية لإجراء أول تعديل وزاري

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أ.ب)

للمرة الأولى منذ تشكيلات الحكومات العراقية بعد عام 2003، يعلن رئيس وزراء أنه يوشك على إجراء تعديل وزاري بين أعضاء حكومته، فضلاً عن عدد من المحافظين. وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي شكل حكومته خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2022، تعهد بعد أيام من تشكيلها أنه سيعمل على تقييم أداء أصحاب الدرجات الخاصة في الدولة (المديرين العامين ووكلاء الوزارات) في غضون 4 أشهر وإخضاع الوزراء للتقييم في غضون 6 أشهر.
وطبقاً لما كشف عنه السوداني مؤخراً خلال لقاء متلفز، فإن الحكومة مقبلة على إجراء تعديلات في التشكيلة الوزارية، وعلى مستوى المحافظين والمديرين العامين. وفيما يعد هذا الإعلان عن التعديل الوزاري بمثابة مصدر قوة لرئيس الوزراء، الذي وضع عدة أولويات في برنامجه الحكومي، يتعين على الحكومة الالتزام بها، فإنه من جانب آخر، وطبقاً للمراقبين السياسيين، يمكن أن يفتح الباب أمام خلاف مع الكتل السياسية بشأن الوزارات المشمولة بتغيير وزرائها، فضلاً عن المحافظين، وربما هي الخطوة الأكثر إثارة للجدل في حال أقدم عليها السوداني.
فعلى صعيد الوزراء، فإن الكتل السياسية التي اعتادت الدفاع عن وزرائها وتغطية ملفات فسادهم وفشلهم، وهو ما يجعلهم يكملون الكابينة الوزارية لمدة 4 سنوات دون إنجاز، سوف تدافع عن الوزير الذي ينتمي إليها من خلال التحشيد له داخل قبة البرلمان، وربما بطريقة التعاون المتقابل (وزير مقابل وزير)، وهو ما سوف يفجر أزمة داخل ائتلاف إدارة الدولة، الذي يقف خلف تشكيل الحكومة. وفي حال تم التفاهم بين الكتل السياسية على التعديل بسلاسة مع رئيس الوزراء، فإن من شأن إجراء مثل هذا أن يقوي موقف رئيس الوزراء، بعد أن بات على وشك تمرير موازنة لـ3 سنوات مقبلة.
وفيما يتعلق بالمحافظين، فإن هناك إشكالية دستورية بخصوص تغييرهم، كونهم منتخبين من قبل مجالس المحافظات. وبما أن مجالس المحافظات جرى تعطيلها قبل نحو 4 سنوات، فإن مسألة تغيير المحافظين في ظل عدم وجود المجالس يمكن أن تفجر خلافاً بين الكتل السياسية التي ينتمي لها المحافظون المشمولون بالتغيير وبين رئيس الوزراء. وتعهد السوداني خلال اللقاء بإعادة الثقة بين النظام السياسي والمواطن العراقي، مبيناً أن «منسوب الثقة تراجع كثيراً، وبالتالي نحن بحاجة إلى مصداقية للتعاون مع المواطنين».
وحول عزمه على إجراء تعديل وزاري، قال السوداني إنه «منح الوزراء 6 أشهر لإجراء تقييم حقيقي من أجل إنجاز أعمالهم في الحقائب الوزارية، وليس في ذلك أي مجاملة، وإنما هناك أدوات وخطة يجب على الحكومة تنفيذها، سواء في مجال الصحة أو التعليم أو الزراعة، وغيرها من الحقائب الوزارية المختلفة». وفيما يتعلق بانتخابات مجالس المحافظات، التي جرى تعطيلها منذ عام 2019، قال السوداني إن «انتخابات مجالس المحافظات لن تجري قبل 20 ديسمبر (كانون الأول) المقبل»، لافتاً إلى أن «هناك إجراءات ومتطلبات لن تستطيع المفوضية إكمالها قبل هذا التاريخ، وأن هناك قوى سياسية مهمة في البرلمان ترى ضرورة تغييرها». وفي مجال إجراءات مكافحة الفساد، بوصفها إحدى الأولويات في البرنامج الحكومي، ومن بينها استرداد الأموال المسروقة، قال السوداني إن «استرداد الأموال هو الطريق الأمثل لمكافحة الفساد». وأوضح أن «الحكومة رفعت شعار الخدمات، وهو أحد مطالب المظاهرات، وإقبال المواطن على المشاركة في الانتخابات أصبح مرتبطاً بهذا الأمر عبر تنفيذ خدمات سريعة من خلال تجربة الجهد الخدمي والهندسي وتفعيل المشروعات المتلكئة، وإعطاء الأولوية للبنى التحتية وقطاعي الصحة والكهرباء».
وبشأن الجدل الذي أثير مؤخراً حول الموازنة، قال السوداني إن «الموازنة الثلاثية تعني الاستقرار الاقتصادي ورسالة إيجابية للقطاع الخاص، وكل المؤسسات المالية الدولية تنصح أن الوضع المالي والاجتماعي والاقتصادي الخاص للعراق بحاجة إلى موازنة متوسطة المدى»، مشدداً على أنه «يجب ألّا تكون الوظيفة الحكومية المنفذ الوحيد للدخل المعيشي للمواطنين، لذلك اتجهنا إلى تفعيل القطاع الخاص». وبيّن السوداني أن «كل تقلبات سعر الدولار كانت نتيجة عدم تنفيذ الاتفاقية الموقّعة بين الحكومة والبنك المركزي مع الفيدرالي الأميركي في المرحلة السابقة حيث كانت مدة الاتفاق سنتين».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تعلن عن هجوم على مقر ل «حزب الله» في منطقة حارة حريك في بيروت

TT

إسرائيل تعلن عن هجوم على مقر ل «حزب الله» في منطقة حارة حريك في بيروت

يتجمع الناس في موقع غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
يتجمع الناس في موقع غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

قتل شخص واحد على الأقل وأصيب 50، باستهداف الطيران الإسرائيلي، مساء اليوم (الجمعة)، الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، معقل «حزب الله»، بسلسلة من الغارات هي الأعنف منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وسُمع صداها في أرجاء العاصمة بيروت والمناطق المجاورة.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جديدة ضد أهداف تابعة لـ«حزب الله»، في جنوب لبنان، وذلك بعد دقائق من خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أكد فيه أن العمليات العسكرية ضد «حزب الله» ستتواصل.

وأعلن الجيش في بيان، أنه «يضرب حالياً (...) أهدافاً تابعة لـ(حزب الله) الإرهابي في جنوب بيروت».

إلى ذلك، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» في لبنان، أن طائرات إسرائيلية شنّت سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت. وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد مباشرة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية، بينما أكدت أن الضربة غير مسبوقة.

رجل يتفاعل في موقع غارة جوية إسرائيلية في الضاحية الجنوبية (أ.ب)

وقال مصدر أمني في لبنان إن الضربات الإسرائيلية هي أكبر هجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بداية الصراع، وأضاف: «إسرائيل قصفت منطقة يوجد فيها عادة كبار مسؤولي (حزب الله)».

المستهدف نصر الله

وقالت وسائل إعلام عبرية أن المستهدف من الضربة هو الأمين العام لـ«حزب الله»، كما نقلت «أكسيوس» نقلاً عن مصدر إسرائيلي، أن الهجوم الإسرائيلي على بيروت كان يستهدف حسن نصر الله.

وقالت «القناة الثانية عشرة» إن «هدف الضربة: نصر الله. (الجيش الإسرائيلي) يتحقق مما إذا كان الأمين العام لحزب الله موجوداً في المبنى الواقع في قلب الضاحية» الذي تم ضربه.

كذلك قالت «القناة الحادية عشرة» إن «هدف الضربة في الضاحية: نصر الله». من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في اتصال مع «وكالة الصحافة الإسرائيلية»: «لا تعليق لنا على هذا الموضوع».

وتعليقاً على هذه الأخبار، أكد مصدر مقرب من «حزب الله» دون الكشف عن اسمه، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن نصر الله «بخير»، كما قالت وكالة «تسنيم الإيرانية»، إن نصر الله في مكان آمن.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مقراً لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، إن الضربة استهدفت «المقر المركزي» لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وجاءت الضربات بعد وقت قصير من تعهد نتنياهو بأن العمليات العسكرية ضد «حزب الله» ستتواصل، ما يقلّص الآمال حيال إمكانية تطبيق هدنة مُدتها 21 يوماً دعت إليها فرنسا والولايات المتحدة، هذا الأسبوع.

6 مبان سويت بالأرض

ودمّرت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت 6 أبنية تماماً، على ما أفاد مصدر مقرب من الحزب، الجمعة، في هجمات تعد الأعنف على معقل «حزب الله» منذ الحرب التي خاضها ضد إسرائيل في صيف 2006.

وقال المصدر من دون الكشف عن اسمه لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «6 أبنية سُوّيت تماماً بالأرض»، بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف «المقر الرئيسي» للحزب في الضاحية الجنوبية. وتردّد دويّ الانفجارات الضخمة في أرجاء العاصمة ومحيطها.

خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

وقال نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «ما دام (حزب الله) يختار مسار الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، ولدى إسرائيل كل حق في إزالة هذا التهديد، وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان»، مضيفاً أن العمليات ضد الحزب «ستتواصل إلى أن نحقق أهدافنا».

وفي بيان منفصل، تعهّد وزير الدفاع، يوآف غالانت، أيضاً بهزيمة «أعداء إسرائيل القريبين والبعيدين».

الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة إنها تتابع بقلق كبير الضربات الإسرائيلية على منطقة «مكتظة بالسكان» في الضاحية الجنوبية.

وصرّح المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك في إفادة صحافية بأن «أي شخص ينظر إلى صور الدخان المتصاعد من منطقة مكتظة بالسكان يجب أن يشعر بالفزع»، مضيفاً: «نحاول جمع المزيد من المعلومات بينما نتحدث».

وقال ستيفان دوجاريك: «نكرر دعوتنا مرة أخرى إلى تهدئة فورية والأطراف للعودة فوراً وبشكل عاجل إلى وقف الأعمال القتالية». وشدد على أن «جميع الأطراف المعنية يجب أن تحمي المدنيين، ومن ذلك الامتناع عن شن هجمات عشوائية».