الناطق باسم «مقاومة تعز»: مستعدون للحظة الحسم رغم النقص الكبير في السلاح النوعي

جهود حثيثة لإعادة تفعيل الخدمات في مقدمتها الكهرباء ومياه الشرب والمراكز الصحية

يمنية تغذي طفلها الذي يعاني مع مئات آخرين من سوء التغذية من خلال أنبوب في مركز التغذية العلاجية في مستشفى بالعاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
يمنية تغذي طفلها الذي يعاني مع مئات آخرين من سوء التغذية من خلال أنبوب في مركز التغذية العلاجية في مستشفى بالعاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

الناطق باسم «مقاومة تعز»: مستعدون للحظة الحسم رغم النقص الكبير في السلاح النوعي

يمنية تغذي طفلها الذي يعاني مع مئات آخرين من سوء التغذية من خلال أنبوب في مركز التغذية العلاجية في مستشفى بالعاصمة صنعاء (أ.ف.ب)
يمنية تغذي طفلها الذي يعاني مع مئات آخرين من سوء التغذية من خلال أنبوب في مركز التغذية العلاجية في مستشفى بالعاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

أكد الناطق باسم المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بتعز، رشاد الشرعبي، لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاومة الشعبية مستمرة في هجماتها النوعية ونصب الكمائن على امتداد خطوط تعز مع عدن وإب والمخاء والحديدة، وفي الوقت ذاته يتم التحضير والاستعداد للحظة الحسم وسط نقص كبير في السلاح النوعي والذخائر لدى المقاومة والجيش المؤيد للشرعية لضرب آليات ودبابات الميليشيا التي تمطر الأحياء السكنية بالمدينة وقرى جبل صبر والضباب وجبل حبشي والتعزية بالقذائف. تعز لن تكون رهينة للميليشيا لتساوم بها وتعود أدوات المجرم صالح تلك التي تحالفت مع الحوثي أو لم تتحالف وتلك المعسكرات والوحدات العنصرية التي قتلت أبناء تعز ودمرت مدينتهم وتحاصرها للشهر الخامس على التوالي، وليتفاوضوا في مسقط كما يريدون ليتحدثوا عن تعز بأي صورة كانت ليغير أدوات صالح من أبناء تعز أو جيشه وأمنه جلودهم بأي صورة كانت».
ويضيف: «المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية الذي يرأسه الشيخ حمود سعيد المخلافي بذل جهودًا حثيثة لإعادة تفعيل الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء ومياه الشرب والقليل من المستشفيات والمراكز الصحية وأقسام الشرطة وغيرها بحسب الإمكانيات الشحيحة المتوفرة إن لم تكن منعدمة، وننتظر أن تضع السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح والحكومة الشرعية ذلك في اعتبارهم ويتحركوا لإنقاذ تعز وأبنائها بدعم المقاومة لتحريرها من الميليشيا وكذلك توفير متطلبات الحياة وفي مقدمتها الدواء».
ويؤكد الناطق باسم المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» أن «أول الحلول التي لا يمكن أن تساوم فيها المقاومة الشعبية هو خروج هذه الميليشيا الغازية والمعتدية من تعز دون السلاح، وتسليم مؤسسات الدولة ومعسكراتها وأسلحتها إلى السلطة الشرعية للبلاد كلها التي يعد المجلس التنسيقي مع المجلس العسكري ممثلها في تعز، وبعد انسحاب الميليشيا من تعز، وتسليم السلاح والمعسكرات للجهات الممثلة للسلطة الشرعية، سيتم حينها بحث بقية الحلول الأخرى المتعلقة بانسحاب الميليشيا من عاصمة الدولة اليمنية وبقية أراضيها ومؤسساتها وكذا القبول بتنفيذ قرار مجلس الأمن دون تلكؤ أو اشتراطات، وأيضا المضي نحو تنفيذ مخرجات الحوار الوطني في ظل إدارة البلد من قبل سلطته الشرعية التي تمخضت عن المبادرة الخليجية».
وبينما تستمر المعارك العنيفة في محافظة تعز بين المسلحين الحوثيين وأنصار صالح والمقاومة الشعبية، واقتراب الجيش الوطني المساند للمقاومة الشعبية من تحرير المحافظة ككل، سقط المئات من القتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين وأنصار صالح جراء هجمات المقاومة النوعية عليهم وشن طائرات التحالف عددًا من الغارات على المقار العسكرية للمسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأكثر من 600 قتيل من المدنيين من أبناء تعز برصاص المسلحين الحوثيين وجرح أكثر من 4500 آخرين، ويؤكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «منطقة كلابة والتحرير والستين شهدت، أمس، معارك عنيفة بين المسلحين الحوثيين وأنصار صالح والمقاومة الشعبية المساند من الجيش الوطني واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة».
وفي حين يستمر طيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بشن غاراتها على المقار العسكرية للمسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أشاد الناطق باسم المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية، رشاد الشرعبي، بوقوف السعودية وقوات التحالف بالدور الذي يقومون به مع اليمن.
ويضيف: «تخوض المقاومة الشعبية بتعز بمساندة الجيش المؤيد للشرعية معارك شرسة ضد الميليشيا الانقلابية المعتدية على المحافظة وأبنائها وللشهر الخامس على التوالي وحققت صمودا أسطوريا في مدينة هي عاصمة للثقافة واليمن وأهلها يمارسون السياسة والتجارة والوظيفة ولا يهتمون بالسلاح في مواجهة ميليشيا تستخدم معسكرات الدولة وسلاحها ومدربة. حاليا هناك هجمات تنفذها المقاومة ضد الميليشيا في الجبهات على مداخل المدينة وأطرافها أو في قرى جبل صبر وكذلك هجمات نوعية وكمائن على امتداد خطوط تعز مع عدن وإب والمخاء والحديدة». مؤكدا أن «الوضع الإنساني صعب للغاية والمدينة محاصرة للشهر الخامس ولم تدخل محطات المشتقات النفطية فيها قطرة بترول أو ديزل وهناك فقر شديد في الدواء مع توقف غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل وسط معاناة كبيرة من وباء حمى الضنك وغياب الرعاية للمصابين بالأمراض المزمنة والأمومة والطفولة وتلف أدوية التلقيح للأطفال وحتى مياه الشرب تضاعفت مشكلتها وهناك منع لدخول غاز الطبخ والخضراوات والمواد الغذائية لعاصمة المحافظة الأكبر من حيث الكثافة السكانية على مستوى اليمن كلها.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.