هل تزود واشنطن إسرائيل بأسلحة في أي حرب مستقبلية؟

حذر الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي «أمان»، الجنرال أهرون زئيفي فركش، من سياسة حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تسيء للعلاقات بواشنطن، وقال إن الاستمرار في هذه السياسة قد يقود إلى وضع تُقطع فيه الأسلحة.
وقال فركش إن «العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة هي أهم عنصر بين عناصر الأمن القومي الإسرائيلي.
واستمرار الأزمة الحالية بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس جو بايدن، على خلفية خطة إضعاف جهاز القضاء الانقلابية وتعبير الأخيرة عن معارضتها الشديدة للخطة، من شأنه أن يؤدي إلى امتناع الولايات المتحدة عن تزويد إسرائيل بأسلحة وذخيرة خلال حرب ونفاد الذخائر في إسرائيل».
وكان فركش يتكلم في ندوة إلكترونية (بودكاست) لموقع صحيفة «هآرتس»، الإلكتروني (الثلاثاء)، فقال: «توجد في هذه الفترة (شرارة) يمكن أن تؤدي إلى اشتعال أكثر من جبهة إسرائيلية واحدة». ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى عدم الاستخفاف بالتحذيرات التي أطلقتها «أمان»، مؤخرا، حول خطر نشوب حرب متعددة الجبهات، على إثر التصعيد العسكري قبل أسبوعين الذي شمل إطلاق قذائف صاروخية من جنوب لبنان وقطاع غزة وسوريا تجاه إسرائيل، وفي أعقاب الصدامات بين رجال الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود من جهة، والمعتكفين والمصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى من جهة أخرى. وقال إن هذا التحذير هو «من الحالات المعدودة التي تقول أمان فيها للمستوى السياسي: انتبهوا، توجد هنا إمكانية لتصعيد كبير جدا».
وقال المسؤول الأمني السابق، إن الأزمة السياسية الإسرائيلية الداخلية على خلفية خطة الحكومة الإسرائيلية لإحداث انقلاب في منظومة الحكم وإضعاف جهاز القضاء «تفتح شهية الأعداء». مضيفا: «بإمكاني القول بصورة واضحة إنه وفقا للمعلومات الاستخباراتية، فإن الخصوم والأعداء يدركون أنه يوجد هنا شرخ آخذ في الاتساع».
ولفت إلى أنه يوجد في المنطقة تكتل أحداث متعدد الجبهات: (تقدم البرنامج النووي الإيراني، قابلية اشتعال هائلة في الحلبة الفلسطينية، و«حزب الله»). وعندما تربط المحور الشيعي بين إيران و«حزب الله» والتكتل المتعدد الجبهات، فإنه ينبغي إصدار التحذير. «وأعتقد أن تحذير أمان يستند إلى معلومات استخباراتية».
وأعرب فركش عن قلقه من تركيبة القيادة الإسرائيلية الحالية، فقال إن «الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، المكلفين قيادة إسرائيل استراتيجيا وأمنيا، جاهلون في المواضيع الأمنية والاستراتيجية. وقد توصلت إلى الاستنتاج أنه حتى عندما تقول الأمور بشكل واضح، فإنه يصعب أحيانا تغيير أفكار رجل السياسة».
وأضاف: «أنا أنظر إلى ما كان يعلمه الوزراء قبل حرب (يوم الغفران) أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، لكنهم انشغلوا في الانتخابات».
مذكرا أن «نتنياهو كان وزير المالية (في حكومة أريئيل شارون في العامين 2004 – 2005) عندما توليت أنا رئاسة أمان. قدمنا إنذارا استراتيجيا واضحا أن (حزب الله) سيبذل كل ما بوسعه من أجل استدراجنا إلى حرب بواسطة خطف جنود. في نهاية الأمر تحقق هذا التنبؤ في عام 2006، ولم نكن مستعدين كما يجب».