مهاجرون غير نظاميين في ليبيا «يفتقرون للعلاج»

لجنة حقوقية تتحدث عن تراجع خدمات منظمات دولية

مهاجرون غير شرعيين عليهم آثار التعب بعد إنقاذهم من قبضة عصابة بجنوب ليبيا (مديرية أمن ربيانة)
مهاجرون غير شرعيين عليهم آثار التعب بعد إنقاذهم من قبضة عصابة بجنوب ليبيا (مديرية أمن ربيانة)
TT

مهاجرون غير نظاميين في ليبيا «يفتقرون للعلاج»

مهاجرون غير شرعيين عليهم آثار التعب بعد إنقاذهم من قبضة عصابة بجنوب ليبيا (مديرية أمن ربيانة)
مهاجرون غير شرعيين عليهم آثار التعب بعد إنقاذهم من قبضة عصابة بجنوب ليبيا (مديرية أمن ربيانة)

على الرغم من الرعاية الصحية التي تقول السلطات الليبية إنها تقدمها للمهاجرين غير النظاميين بالبلاد، فإن بعضهم، خصوصاً الطلقاء في المدن المختلفة، يشتكون من ضعف هذا الخدمات في غالبية المشافي.
ويعاني القطاع الصحي في ليبيا بشكل عام من أزمات كثيرة بسبب عدم وجود مستشفيات كافية، إلى جانب عدم توفر الدعم الحكومي اللازم من السلطة التنفيذية، ما أدى إلى نقص حاد في المعدات والأجهزة بالمراكز الصحية والمستشفيات المختلفة، يضطر معه كثير من الليبيين للبحث عن علاج لهم في دول الجوار.
ونقلت منظمات حقوقية ليبية كثيرة شكوى كثير من المهاجرين لدى البلاد من نقص الرعاية الصحية المقدَّمة لهم، وغلاء أسعارها بالمراكز الطبية الخاصة.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إن هناك «نقصاً حاداً في توفير حق الرعاية الصحية والطبية للمهاجرين وطالبي اللجوء والفئات الهشة بالبلاد»، مشيرةً إلى أن هذا الوضع «يُنذر بمزيد من المخاوف على السلامة الصحية لكثير من المرضى بمن فيهم النساء والأطفال والقاصرون».
وتحدثت اللجنة الوطنية في بيان مساء (الاثنين) عمّا سمته «غياب دور وزارة الصحة في رسم خطة واضحة للسماح للفئات الضعيفة والهشة من المهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء والنازحين والمهجّرين داخلياً بتوفير حق الرعاية الصحية وتلقي العلاج من دون قيود أو طلب الأوراق الثبوتية».
وتطرقت اللجنة إلى موقف المنظمات الدولية من تقديم الخدمات للمهاجرين، وقالت إن «ما لفت الانتباه هو تزايد خذلان وضعف أداء المنظمات الدولية العاملة في مجالات الهجرة، وهو ما يُقلقنا خلال هذه الفترة»، متابعةً: «المهاجرون وطالبو اللجوء في ليبيا يعانون من عدم العثور على أماكن لتلقي العلاج وتقديم الرعاية الصحية لهم».
ورأت اللجنة أن «كثيراً من المهاجرين فقدوا الأمل في الوكالات الدولية والأممية العاملة في ميدان الهجرة وشركائهم»، مشيرةً إلى أن قسمَي الشؤون الإنسانية والطوارئ وشؤون الهجرة غير النظامية باللجنة رصدوا «تراجعاً كبيراً في استجابة فرق المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا و(أطباء بلا حدود) خصوصاً في طرابلس».
ودعت اللجنة الوطنية المنظمات الدولية وشركاءها إلى «التحلي بقدر كافٍ من الشفافية، والإعلان عن حجم قدرتها على تقديم الرعاية الصحية، حتى يتضح حجم النقص».
ونوهت اللجنة إلى أن «الرعاية الطبية العاجلة هي مسؤولية الدولة، ثم الجهات التي تليها من المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة معنية»، مطالبةً وزارة الصحة بضمان توفير الرعاية الصحية والطبية للمهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء، والفئات المهمشة والهشة الأكثر ضعفاً واحتياجاً من بينهم المواطنون النازحون داخلياً، «انطلاقاً من المسؤوليات القانونية والإنسانية المُلقاة على عاتقها، تجاه هذه الفئات المستضعفة».
وسبق لمؤسسة «بلادي لحقوق الإنسان» الليبية، تناوُل قصة مهاجر خُطف واحتُجز أكثر من 6 أشهر في مقر احتجاز بالقرب من الماية (منطقة ساحلية تقع شمال غربي ليبيا)، ثم عُثر عليه مُلقًى في الشارع عليه آثار التعذيب، حسب عائلته، ونُقل إلى مدينة طرابلس ولم يتحصل على رعاية صحية بشكل سريع، فتوفي في إحدى مصحاتها».
يشار إلى أن السلطات الليبية افتتحت مستشفى لعلاج الدرن والأمراض الصدرية في مدينة مصراتة، (غرب البلاد) بعدما كان قد توقف منذ عام 2009، وأتاحت هذه الخدمة الطبية للمهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء والعمالة داخل القسم بالمستشفى «كعمل إنساني».



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.