منظمة دولية: من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في الخرطوم

«أطباء بلا حدود»: فرقنا محاصرة بسبب القتال بين الجيش و«الدعم السريع»

تصاعد الدخان من أحد الأبنية جراء الاشتباكات في الخرطوم (رويترز)
تصاعد الدخان من أحد الأبنية جراء الاشتباكات في الخرطوم (رويترز)
TT

منظمة دولية: من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في الخرطوم

تصاعد الدخان من أحد الأبنية جراء الاشتباكات في الخرطوم (رويترز)
تصاعد الدخان من أحد الأبنية جراء الاشتباكات في الخرطوم (رويترز)

قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اليوم (الثلاثاء)، إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم وما حولها، وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار. وقال فريد أيور رئيس بعثة «الاتحاد» في السودان للصحافيين: «الحقيقة أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها». وحذر أيور من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني «فسوف ينهار تقريباً».
في السياق، قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم، إن فرقاً طبية تابعة لها ومصابين محاصرون في أماكن مختلفة بالسودان، إثر تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأضافت المنظمة في بيان، أن هناك صعوبة في الوصول إلى بعض المرافق الصحية، مشيرة إلى أنها استقبلت 136 مصاباً في مستشفى بشمال دارفور خلال الـ48 ساعة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات الدامية، وتوفي 11 شخصاً متأثرين بجراحهم.
وقال منسق مشاريع «أطباء بلا حدود» في الفاشر، إن غالبية الجرحى من المدنيين وبينهم أطفال، مضيفاً: «اضطُرت جميع المستشفيات الأخرى في شمال دارفور إلى إغلاق أبوابها، إما بسبب قربها من المعارك أو لعدم قدرة الطواقم على الوصول إلى المرافق بسبب العنف الدائر».
ويرزح القطاع الصحي في ولاية شمال دارفور تحت وطأة الصراع بين الجيش وقوات الدعم، حيث يعاني من سرعة نفاد الإمدادات الطبية وأكياس الدم والأدوية، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في المدينة منذ بداية القتال.
ودعت المنظمة إلى إعادة فتح المطار حتى تتمكن من جلب إمدادات طبية إضافية وفريق جراحي من «أطباء بلا حدود» لدعم الجراحين الذين يعملون حالياً.
وأكدت المنظمة أن فرقها في سائر أنحاء البلاد، خصوصاً في ولايات الخرطوم ودارفور وشمال كردفان والقضارف، تواجه «تحديات خطيرة»، ما بين نهب مباني المنظمة في نيالا بجنوب دارفور، وحصار الفرق الطبية في الخرطوم. وأشارت إلى أن سيارات الإسعاف لا يمكنها المرور ولا يُسمح لها حتى بالوصول لانتشال جثث الموتى من الشوارع أو نقل المصابين إلى المستشفى.
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قالت في وقت سابق، إن حصيلة قتلى الاشتباكات وصلت إلى 144 شخصاً، في حين وصلت الإصابات إلى 1409.



وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
TT

وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)

حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مما وصفه بـ«مخطط حوثي» لإغراق البلاد بالسياحة الدينية ذات البعد الطائفي، متهماً الجماعة بتدمير المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية؛ خدمة لأجندتها في تدمير الموروث اليمني.

وقال الوزير الإرياني في تصريح رسمي إن الحوثيين يخططون لاستقدام عشرات الآلاف من إيران وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق، للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتهم، تحت غطاء زيارة المراقد الدينية والأضرحة، عبر ما يسمى «مشروع دليل البرنامج السياحي والمعالم السياحية والتاريخية المتعلقة بالهوية الإيمانية وأعلام الهدى».

طلبة في جامعة صنعاء أجبرهم الحوثيون على ترديد «الصرخة الخمينية» (إ.ب.أ)

اتهم الإرياني، وهو أيضاً وزير السياحة والثقافة في الحكومة اليمنية، الجماعة الحوثية بأنها عمدت منذ انقلابها إلى تجريف المعالم السياحية عبر انتهاك حرمة وحصانة الأعيان الثقافية والمواقع الأثرية واستخدامها في العمليات العسكرية وتخزين الأسلحة، كما عملت على نبش المواقع الأثرية بغرض الاتجار بالآثار لتمويل عملياتها العسكرية.

وتخطط الجماعة الحوثية - طبقاً للإرياني - لهدم 500 مبنى أثري في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني من قبل «اليونسكو»، ومن بينها «سوق الحلقة»، إحدى أهم الأسواق الحرفية التاريخية في المدينة؛ بهدف إقامة مزار ديني، وإقامة مناسبات طائفية خاصة بها لا علاقة لها باليمنيين، حيث تعمل، وفق قوله، نحو «التوسع التدريجي في التحول نحو حالة كهنوتية لاهوتية».

وقال وزير الإعلام اليمني إن هذا التحرك الحوثي الخطر المتمثل في فتح «السياحة الدينية» ليس مجرد خطة لتنشيط السياحة، «بل وسيلة خبيثة» لتعزيز النفوذ الإيراني في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وإدخال الخبراء من إيران و«حزب الله»، والمقاتلين إلى الداخل اليمني، مما يعمق الهيمنة الإيرانية ويقوي قبضتها على مقدرات البلاد، ويمثل تهديداً خطيراً لليمن واليمنيين على المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية والتركيبة السكانية، وفق تعبيره.

تهديد سياسي واجتماعي

من الناحية السياسية، أشار الإرياني إلى أن هذه الخطوة الحوثية تمثل «محاولة لاستحضار الصراع المذهبي في اليمن، وفرض الانقلاب الحوثي عبر دعم (طائفي) إيراني مباشر تحت غطاء السياحة الدينية، وتحويل البلاد إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الإيرانية، وهو ما يهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ويعمل على تعميق الأزمة اليمنية وتقويض فرص التهدئة وإحلال السلام».

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

بينما أوضح وزير الإعلام اليمني أنه من الناحية الاجتماعية والفكرية، فإن خطة الحوثيين تهدف إلى الترويج لأفكار ومعتقدات متطرفة مستوردة من إيران وبعيدة كل البعد عن الهوية اليمنية الوسطية، كما تندرج ضمن محاولات الجماعة لتغيير البنية الثقافية والدينية والتركيبة الديمغرافية للمجتمع اليمني، وزرع الانقسامات الطائفية التي تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي المتماسك وقيم التنوع والعيش المشترك، والتي سادت لقرون بين اليمنيين.

ودعا الإرياني اليمنيين إلى التحلي بالوعي واليقظة تجاه ما وصفه بـ«المخططات الخبيثة»، وإلى الوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولة لتكريس النفوذ الإيراني في البلاد تحت أي مسمى، والحفاظ على الهوية الوطنية والعربية التي تحاول ميليشيا الحوثي الإرهابية تجريفها لصالح هوية فارسية تعادي كل ما هو يمني وعروبي، ورهن مستقبل البلد بيد إيران ومشاريعها المأفونة في المنطقة، وفق تعبيره.