السعودية تعاقب وكيل مشروبات غازية.. والعقوبات ستطال آخرين

بغرامة بلغت 4 ملايين دولار

السعودية تعاقب وكيل مشروبات غازية.. والعقوبات ستطال آخرين
TT

السعودية تعاقب وكيل مشروبات غازية.. والعقوبات ستطال آخرين

السعودية تعاقب وكيل مشروبات غازية.. والعقوبات ستطال آخرين

في خطوة جديدة من شأنها الحد من عمليات تمدد الاحتكار والتلاعب بالأسعار، أعلنت السعودية يوم أمس رسميًا عن التشهير بأحد كبار وكلاء المشروبات الغازية في البلاد، وهو الوكيل الذي يعمل بالإضافة إلى وكيلين آخرين في بيع مشروب «بيبسي كولا» في السوق المحلية.
وفي هذا الشأن، أعلن مجلس حماية المنافسة السعودي أمس عن قيام منشأة «عبد الهادي القحطاني وأولاده» الذي يعتبر أحد وكلاء مشروب «بيبسي كولا» في السعودية، بانتهاك مواد نظام المنافسة، إذ ارتكزت مخالفاته على تثبيت وتحديد أسعار بيع المشروبات الغازية، بالإضافة إلى إرغام عملاء على عدم التعامل مع منافس آخر، إضافة إلى فرض اشتراطات خاصة على عمليات البيع، وغُرّمت الشركة بمبلغ 15 مليون ريال (4 ملايين دولار).
وفي معلومات خاصة حصلت عليها «الشرق الأوسط» أمس، فإن الجهات المختصة في السعودية ستعلن خلال الفترة المقبلة عن معاقبة وكلاء آخرين يعملون في نشاط بيع المشروبات الغازية، يأتي ذلك وسط توقعات بأن تكون العقوبات المفروضة قريبة من العقوبات المعلنة على الوكيل «عبد الهادي القحطاني وأولاده».
وفي هذا الشأن، تعتبر السوق السعودية من أكثر أسواق المنطقة استهلاكًا للمشروبات الغازية، فيما يسعى مجلس حماية المنافسة في البلاد إلى ضبط السوق المحلية من أي مخالفة يكون فيها انتهاك مباشر لنظام المنافسة، وهو الأمر الذي دعاها إلى التشهير بمنشأة «عبد الهادي القحطاني وأولاده» أمس.
وبحسب بيان صحافي منشور على موقع «مجلس المنافسة» السعودي، فإن منشأة عبد الهادي القحطاني وأولاده قامت بانتهاك مواد نظام المنافسة، وقال: «أصدر المجلس قراره بالبدء في البحث والتقصي وجمع الاستدلالات والتحقيق في احتمال قيام بعض منتجي ومعبئي المشروبات الغازية بانتهاك أي من مواد نظام المنافسة».
وتابع البيان في الوقت ذاته: «وعقب ذلك أصدر المجلس قراره بالبدء في إجراءات الدعوى الجزائية أمام لجنة الفصل في مخالفات نظام المنافسة ضد المنشآت المخالفة، حيث أصدرت لجنة الفصل في مخالفات نظام المنافسة قرارها بمعاقبة شركة عبد الهادي القحطاني وأولاده لارتكابها عددًا من مخالفات نظام المنافسة، وتطبيقًا لنظام المنافسة تقدمت المنشأة بالتظلم أمام ديوان المظالم خلال المدة النظامية، وأصدرت الدائرة القضائية حكمها برفض الدعوى وتأييد قرار لجنة الفصل، والمؤيد من محكمة الاستئناف الإدارية، وبناء عليه جرى التشهير بالمنشأة المخالفة تطبيقًا للمادة الثانية عشرة من نظام المنافسة».
ويسعى نظام المنافسة إلى حماية وتشجيع المنافسة العادلة بين المنشآت، كما يهدف إلى مكافحة الممارسات الاحتكارية التي تؤثر على المنافسة المشروعة، بالإضافة إلى تطبيق أحكام نظام المنافسة على جميع المنشآت العاملة في الأسواق السعودية ما عدا المؤسسات العامة والشركات المملوكة بالكامل للدولة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي شرع فيه مجلس المنافسة - أخيرا - في تنفيذ حملة توعوية جديدة، تستهدف نشر ثقافة المنافسة العادلة، وتوعية قطاع الأعمال بأبرز المخالفات التي قد تقع فيها المنشآت التجارية، وهي الحملة التي تأتي تحت شعار «مخالفات المنافسة العادلة».
ويعتبر الاقتصاد السعودي من أكثر أسواق المنطقة نموًا خلال المرحلة الراهنة، يأتي ذلك في وقت بدأت تتراجع فيه بعض اقتصادات دول المنطقة نتيجة للظروف الجيوسياسية الحالية، مما أثر في الوقت ذاته على عمليات التبادل التجاري بين هذه الدول.
ويأتي تحرك مجلس المنافسة السعودي في تحقيق العدل، وحماية المستهلك من الأساليب التي قد تحد من حريته، نتيجة لأي شكل من أشكال الاحتكار، في وقت بدأت وزارة التجارة والصناعة في البلاد تتخذ خطوات مهمة نحو الكشف عن العروض الوهمية، إضافة إلى خطوات أخرى تتعلق بمعاقبة وكلاء السيارات المخالفين.
وفي الشأن ذاته، تركز حملة «مخالفات المنافسة العادلة» على المنشآت المهيمنة ذات الحصة السوقية العالية أو التي لديها القدرة على التأثير في السعر السائد في السوق السعودية، ونظرًا لطبيعة وضع هذه المنشآت المهيمنة فإنها قد تقوم بممارسات تخل بالمنافسة العادلة، ومن بينها القيام بربط بيع سلعة أو تقديم خدمة مقابل سلعة أخرى مما يقيد حرية المستهلك ويخالف نظام المنافسة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).