تحديد هدف جيني عند الذكور لمنع الحملhttps://aawsat.com/home/article/4278676/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%AC%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%B9%D9%86%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D9%88%D8%B1-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84
سعت أكثر من فرقة بحثية حول العالم إلى الحصول على طريقة تجعل مهمة تنظيم النسل، ليست حكراً على النساء، فبينما تم الإعلان في فبراير (شباط) الماضي عن التوصل لإنتاج حبوب لتثبيط إنزيم، هو مفتاح قدرة الحيوانات المنوية على السباحة، فإن دراسة حديثة نُشرت الاثنين بدورية «نيتشر كومينيكيشن»، أعلنت عن استهداف الحيوانات المنوية بطريقة أخرى، عن طريق تثبيط أحد الجينات، بما يؤدي إلى إنتاج حيوانات منوية لا تستطيع تخصيب البويضة. وكان باحثو جامعة ولاية واشنطن الأميركية، قد اكتشفوا لأول مرة الدور الذي يلعبه الجين «Arrdc5» في أنسجة الخصية لدى البشر والفئران والخنازير والماشية، حيث وجدوا أنه لا يتم التعبير عنه، سوى في أنسجة الخصية، وليس في أي مكان آخر بالجسم، وعندما أجروا تجارب على ذكور الفئران، استهدفت إزالة هذا الجين، وجدوا أنها تنتج حيوانات منوية لا تستطيع تخصيب البويضة. والأهم من ذلك، أن الباحثين وجدوا أن نقص الجين يسبب أيضاً «قلة النطاف» أو ما يعرف بـ«OAT»، وهو التشخيص الأكثر شيوعاً للعقم عند الذكور، ويرتبط بانخفاض في كمية الحيوانات المنوية التي يتم إنتاجها، وتباطؤ الحركة، وتشوه الشكل، بحيث لا تتمكن الحيوانات المنوية من الاندماج مع البويضة. وفي الدراسة الجديدة، أنتجت ذكور الفئران التي تفتقر إلى هذا الجين 28 في المائة أقل من الحيوانات المنوية التي تحركت أبطأ 2.8 مرة من الفئران العادية، ونحو 98 في المائة من الحيوانات المنوية، كان لديها رؤوس غير طبيعية. وتشير الدراسة إلى أن البروتين المشفر بواسطة هذا الجين ضروري لإنتاج الحيوانات المنوية بشكل طبيعي، وسيعمل الفريق البحثي بعد ذلك على تصميم دواء يثبط إنتاج أو وظيفة هذا البروتين. ويقول جون أوتلي، الأستاذ بكلية العلوم البيولوجية الجزيئية بجامعة ولاية واشنطن، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «الدواء المحتمل لن يقضي على القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية، لكنه يجعلها غير قادرة على التخصيب، ومن الناحية النظرية، يمكن أن تبدأ الحيوانات المنوية في العمل بشكل طبيعي مرة أخرى، عند التوقف عن تناول الدواء». وكان الفريق البحثي قد تقدم للحصول على براءة اختراع لتطوير وسيلة منع حمل للذكور تعتمد على هذا الجين والبروتين الذي يشفره.
جولات ميدانية شبابية تعيد اكتشاف دروب القاهرة التاريخيةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5087235-%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9
جولات ميدانية شبابية تعيد اكتشاف دروب القاهرة التاريخية
جولات «تمشية» توفر معلومات دقيقة وحكايات تاريخية موثقة بأسلوب سرد مشوق (صفحة المعز لدين الله على الفيسبوك)
لا تدور أحداث التاريخ في الكتب فقط، ولا ترويها مقتنيات المتاحف وحدها، ولا يقتصر استكشافها على الزيارات الروتينية التقليدية لأمكنة بعينها؛ فثمة شوارع وأزقة تجسد جواهر مخفية، يفوح منها أريج الزمن، وتحمل بين جنباتها ملامح الحضارات القديمة.
وانطلاقاً من هذه الرؤية عرفت القاهرة أخيراً تنظيم جولات سياحية جماعية ومنتظمة سيراً على الأقدام إلى شوارعها التاريخية ومواقعها العتيقة؛ حيث أسست مجموعة من شباب الآثاريين والباحثين المصريين صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو أبناء المدينة إلى هذه الجولات بعنوان «تمشية»، ليتنقلوا بشغف بين ممرات الماضي سيراً على الأقدام مسترشدين بمصاحبة المتخصصين.
ولاقت هذه المبادرات الشبابية المستقلة إقبالاً لافتاً من جانب المصريين إلى حد أن حصدت عبر مواقع التواصل مئات الآلاف من المتابعين الشغوفين بمعرفة تاريخ بلادهم، وفق الأثري حسام زيدان مؤسس صفحة «سراديب»: «قمت بالتعاون مع اثنين من المؤرخين، وهما إبراهيم محمد ومصطفى حزين، بإطلاق هذه المبادرة بهدف رفع الوعي الأثري وإعادة اكتشاف بعض أحياء القاهرة وشوارعها الخلفية ذات العبق التاريخي، والزاخرة بالمعالم الأثرية».
وتساهم «سراديب» وغيرها من الصفحات والـ«جروبات» الإلكترونية في تنمية الحس السياحي عند المواطنين، وربطهم بتاريخ بلادهم بحسب زيدان: «كثير من المصريين لا يعرفون القدر الكافي عن حضاراتهم، ولم يسبق لهم زيارة أماكن ووجهات سياحية مهمة يأتي إليها السياح من مختلف دول العالم؛ فأردنا أن نحقق لهم ذلك وننشر الثقافة الأثرية بينهم».
ويضيف زيدان لـ«الشرق الأوسط»: «تتميز هذه الجولات بأنها تعتمد في الأساس على السير على الأقدام، ما يتيح فرصة أكبر لتأمل كل التفاصيل، والاستمتاع بالملامح الإنسانية والمعمارية المتفردة في هذه الأماكن، وتختلف عن الزيارات الفردية بأنها توفر معلومات دقيقة وحكايات تاريخية موثقة من متخصصين يقدمونها عبر أسلوب سرد علمي مشوق؛ حيث ينغمس الجميع بشغف في قلب الحضارات القديمة التي شهدتها مصر، في جولات مُنظمة بعناية».
وفيما «يرتبط اهتمام الكثير من المصريين بالمناطق الأثرية الشهيرة مثل الأهرامات، وقلعة صلاح الدين، فإنها تأخذهم إلى مناطق أخرى مهمة للغاية بالقاهرة العتيقة على غرار (باب الوزير)، و(الدرب الأحمر)، و(أسوار قلعة صلاح الدين)، و(صحراء المماليك)، و(سفح المقطم) و(الإمام الشافعي)». وفق زيدان.
ويشير مؤسس صفحة «سراديب» إلى أن «هذه المبادرات تسهم في إجادة التعامل مع السياح الأجانب، وتنشيط السياحة من خلال الحسابات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقوم الزوار بنشر صورهم في الأماكن التاريخية، مع شرح لتفاصيل المكان بلغات مختلفة، وفوجئنا بأشخاص من دول أجنبية مختلفة يراسلوننا ويطلبون تنظيم (تمشية) مماثلة في شوارع القاهرة عند زيارتها».
وتعد صفحة «شارع المعز» على «فيسبوك» واحدة من الصفحات الأكثر نشاطاً في تنظيم جولات «التمشية»، يقول أحمد صابر مؤسس الصفحة لـ«الشرق الأوسط»: «التاريخ لا يُحكى فقط في الأماكن البعيدة، المعزولة، لكنه يعيش أيضاً بين الناس في أماكن صاخبة وحيوية، وعلينا أن نقدرها جيداً، ونستمع لحكاياتها، لذلك ننظم جولات على الأقدام في شوارع القاهرة، المليئة بالمساجد والأسبلة والبيوت والمقابر الأثرية وغير ذلك».
ويلفت إلى أن «الكثير من الأشخاص يمرون على هذه المباني يومياً، لكنهم لا يعرفون حجم عظمتها وندرتها، ومنها (شارع المعز) الذي اتخذناه رمزاً للصفحة لكننا نتجول في مختلف أنحاء المدينة».
وأضاف صابر: «تتيح الصفحة - التي تضم عدداً كبيراً من خبراء الآثار والباحثين - للمنضمين للتمشية الاستكشاف الغامر الذي يتجاوز المألوف للمناطق التاريخية، ويحكي عن عالم لم ير معظم الناس مثله في الدول المختلفة، ففي مصر حضارات أضافت الكثير للإنسانية».
وتحت عنوان «تعالوا نعرف مصر» أسست خبيرة ترميم الآثار دكتورة ندى زين الدين جروباً آخر للتمشية، يحتفي بزيارة الأماكن غير المعروفة والأحياء المصرية العتيقة، التي تعدها موطن الأصالة المصرية، وتقول زين الدين لـ«الشرق الأوسط»: «نزور أحياء مثل المنيرة، والناصرية، والضاهر، وشبرا، والزمالك، ومن خلال التمشية فيها نسرد تاريخ الحي وكل ما له علاقة بالآثار والفلكلور والفن والعمارة».
وتتابع: «كما نحتفي بالسياحة البيئية؛ حيث تتجه بعض جولاتنا إلى مناطق بعينها تشتهر بأنشطة معينة، وهو ما أعتبره كنزاً آخر من كنوز مصر».
وتعتبر زين الدين استكشاف هذه المناطق عبر السير على الأقدام «فرصة لاستنشاق عبق التاريخ، مع ممارسة الرياضة المفضلة للكثيرين، خصوصاً في الشتاء؛ حيث نخرج في التاسعة صباحاً في العطلة الأسبوعية، وتكون القاهرة في ذلك الوقت غير مزدحمة».