أوشكت بضاعة مالك المجتبى، الذي يملك محلا لبيع سلع التموين بالتجزئة بحي الصحافة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، على النفاد، بعد الإقبال الكبير من المواطنين على السلع، وسط مخاوف من أن تستمر الحرب طويلا.
قال المجتبى إنه لن يتمكن من شراء بضاعة جديدة لأن الأسواق الكبيرة أغلقت أبوابها حتى إشعار آخر بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة التي تشهدها البلاد، مشيرا إلى أن المواطنين أصيبوا بالهلع ويخشون انعدام السلع بالأسواق لذلك أقبلوا عليها بشراهة.
ولم تتوقف الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى من البلاد رغم إعلان الموافقة على هدنة لثلاث ساعات لفتح ممرات إنسانية، فيما بدأت قوى إقليمية تحركات لحث الجانبين على التوصل لوقف لإطلاق النار. وقال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر يوسف إن الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع "ستمزق البلد وستفقده وحدته وسيادته".
* إغلاق الأسواق
لجأ كثير من المواطنين السودانيين، منذ اندلاع الاشتباكات صباح يوم السبت، إلى شراء كميات كبيرة من السلع خاصة الدقيق (الطحين) والبصل والزيت وتخزينها تحسبا لما تخبئه الأيام القادمة واحتمال أن يطول أمد الاشتباكات المسلحة مما يخلق ندرة في السلع بالمحال التجارية.
كما أغلقت الأسواق الكبرى بالعاصمة مثل السوق المركزي جنوب الخرطوم وأسواق بحري وأم درمان والسوق العربي، والتي تعد المصدر الأول لتغذية الأسواق الصغيرة والمحال التجارية بالأحياء بالسلع الاستهلاكية والخضر والفاكهة.
وقال عمر ضحية، وهو صاحب محل لبيع سلع التموين بالجملة بسوق أم درمان إنه فور سماع دوي طلقات الرصاص صباح السبت أغلق التجار محالهم ومخازنهم وغادروا السوق. وأكد ضحية أنه لن يفكر في فتح متجره "إلا بعد توقف تبادل اطلاق النار تمامًا بين الجيش والدعم السريع واستتباب الأمن".
* نفاد السلع
وما يزيد من مخاوف المدنيين في السودان تضارب بيانات طرفي الصراع بشأن تطورات الحرب، مما يزكي القلق من أنها قد لا تحسم قريبا. فقد أعلن الجيش السوداني سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في سبع ولايات، وقال الجيش في بيان إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي.
لكن قوات الدعم السريع أعلنت أنها ما زالت تسيطر على مقر القيادة العامة للجيش، كما سيطرت على رئاسة الفرقة 16 مشاة في نيالا بولاية جنوب دارفور، وكذلك سلاح المهندسين في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم.
وتتخوف العديد من الأسر السودانية من نفاد السلع بالمحال التجارية في حال استمرار المواجهات المسلحة. وقالت عائشة أبكر وهي ربة منزل وأم لستة أطفال تسكن بمدينة الفتح بضواحي أم درمان، لوكالة أنباء العالم العربي إنها حصلت على بعض السلع بعد معاناة من سوق صابرين الذي يبعد عن منزلها حوالي 20 كيلو مترا، وأضافت أن ما حصلت عليه قد يكفيها هي وأطفالها لثلاثة أيام فقط وبعدها ستبحث مرة أخرى وربما تجد وقد لا تجد شيئا، على حد تعبيرها.