تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على نطاق واسع صورة منقولة عن القناة الخامسة بالتلفزيون المصري، تظهر فيها صلاة التراويح بأحد المساجد، فيما كُتب على أسفل الشاشة «قداس عيد القيامة المجيد للطائفة الإنجيلية».
وتم تداول الصورة مصحوبة بانتقادات لاذعة، وتعليقات لا تخلو من تندر وسخرية، وتساؤلات حول عدم انتباه القائمين على البث في القناة لهذا الخطأ، واجترار أخطاء سابقة على المنوال نفسه من كتابة تعليقات ومعلومات خاطئة على الشاشة.
وسرعان ما كشف مسؤولون بالتلفزيون المصري عن بدء تحقيقات مع مخرج القناة الذي وقع الخطأ خلال فترة وردية عمله، حيث قررت رئيسة التلفزيون المصري نائلة فاروق، إيقاف مخرج القناة الخامسة عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق معه. وتعد القناة الخامسة، القناة الممثلة لمدينة الإسكندرية (شمال مصر)، وهي قناة لها بث أرضي وفضائي، وتتبع شبكة تلفزيون المحروسة التابع للهيئة الوطنية للإعلام.
ويصف الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، هذا الخطأ بأنه نوع من «الاستسهال المعيب من بعض العاملين في التلفزيون المصري»، ويضيف العالم لـ«الشرق الأوسط»: «عدد غير قليل من العاملين بالتلفزيون المصري لم يعد يدرك رسالة الإعلام، التي لا يمكن أن تتحقق دون التزام بالدقة والمهنية والحرفية، ولا أصول البث التلفزيوني ودور الفريق العامل في تفهم قواعد العمل ضمن فريق متكامل ومتناغم».
ويضيف أستاذ الإعلام أن اختصار هذا الموقف في معاقبة «المخرج»، تحويل لدفة اهتمام الجمهور لشخص بعينه، على حد تعبيره، «هناك مسؤولية مشتركة من الفريق، كما يكون هناك في المقابل تقدير ومكافآت في حالة النجاح المشترك».
ولا يعد صفوت العالم أن الضغط المتمثل في عدم استقرار الأوضاع لدى العاملين في التلفزيون المصري و«الهيكلة»، مبرراً لمثل تلك الأخطاء: «تلك مهنة لها أصول، ويبدو أن العاملين بها نسوا أهميتها، والمسلك التبريري هنا لقراءة مثل تلك الأخطاء لا يمكن الأخذ به».
وحسب ياسمين عبد الله، مُحررة أخبار في التلفزيون المصري، فإن الأخطاء خلال فترة البث واردة ولا يمكن التهوين من حجمها في النهاية، وتضيف في حديثها مع «الشرق الأوسط»: «السوشيال ميديا أصبحت مرصاداً وأداة لتصيّد الأخطاء بشكل واسع، ومع ذلك فإنه أحياناً تكون الأخطاء ناتجة عن تقصير من أفراد وردية العمل، وأحياناً يكون الخطأ فردياً، ولكن تسليط الضوء عليه كما تفعل السوشيال ميديا، يحوله إلى خطأ جسيم».
وسبق أن شهدت شاشة التلفزيون المصري سلسلة من الأخطاء التي تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسط موجة من الانتقادات، منها حوار مع البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مصحوب بشريط مكتوب أسفل الشاشة ودوّن عليه على لسان البابا: «التحقت بالتجنيد بالقوات المسلحة عام 1986»، وهي عبارة لم ترد في الحوار على الإطلاق، وهو خطأ تم تحويله للتحقيق.
كما ظهر أسفل الشاشة في أحد البرامج الحوارية: «جهود الدولة للقضاء على محو الأمية»، بدلاً من «جهود الدولة للقضاء على الأمية»، وفتح أيضاً المشرفون على البرنامج آنذاك تحقيقاً في الواقعة.
أخطاء البث التلفزيوني تثير انتقادات مصرية
بعد إشارة لقداس على مشاهد صلاة التراويح
أخطاء البث التلفزيوني تثير انتقادات مصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة