استخدام بكتيريا لإنتاج دواء محتمل لسرطان الجلد

باحثو جامعة ستانفورد الطبية بأميركا يتابعون نتائج بحثهم (رويترز)
باحثو جامعة ستانفورد الطبية بأميركا يتابعون نتائج بحثهم (رويترز)
TT
20

استخدام بكتيريا لإنتاج دواء محتمل لسرطان الجلد

باحثو جامعة ستانفورد الطبية بأميركا يتابعون نتائج بحثهم (رويترز)
باحثو جامعة ستانفورد الطبية بأميركا يتابعون نتائج بحثهم (رويترز)

توصّل باحثون من جامعة ستانفورد الطبية بأميركا، إلى طريقة جديدة لعلاج سرطان الجلد، باستخدام نوع من البكتيريا التي تعيش على الجلد السليم لكل إنسان.
وتعتمد الطريقة، التي جرى الإعلان عنها في العدد الأخير من دورية «ساينس»، على الهندسة الوراثية للبكتيريا المسماة «العُنقودية البَشْرَوية»، أو «عنقودية الجلد الخارجي»، لإنتاج مستضدّ الورم؛ وهو بروتين قادر على تحفيز جهاز المناعة، حيث قاموا بتطعيم جزء صغير من الحمض النووي «دي إن إيه» يشفر جزءاً من بروتين يسمى «الألبومين البيضاوي» على سطح البكتيريا، وقاموا بتطبيق البكتيريا الحية المهندسة وراثياً على فراء الفئران المصابة بالسرطان، وكانت الاستجابة المناعية الناتجة قوية بما يكفي لقتل كل أنواع سرطانات الجلد، بما فيها النوع العدواني، دون التسبب في حدوث التهاب.
ويقول مايكل فيشباخ، أستاذ الهندسة الحيوية، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره، السبت، الموقع الرسمي لجامعة ستانفورد الطبية: «بدا الأمر أشبه بالسحر، وكان لدى هذه الفئران أورام شديدة العدوانية تنمو على جوانبها، وقد أعطيناها علاجاً لطيفاً، حيث أخذنا، ببساطة، مسحة من البكتيريا وفركناها على فراء رؤوسها».
وتعيش ملايين البكتيريا والفطريات والفيروسات على سطح الجلد السليم، ويلعب هؤلاء المستعمرون الودودون دوراً مهماً في الحفاظ على حاجز الجلد ومنع العدوى، لكن هناك عدداً من الأشياء المجهولة حول كيفية تفاعل ميكروبيوتا الجلد «المجتمع الميكروبي بالجلد» مع الجهاز المناعي المضيف، لكن البحث الجديد يُظهر أنه يمكن توظيف بكتيريا العنقوديات البشروية لإنتاج خلايا مناعية قوية تسمى خلايا «CD8 T» القاتلة، المسؤولة عن مكافحة العدوى الشديدة أو السرطان.
وأظهر الباحثون أنه من خلال إدخال مستضدّ الورم في بكتيريا البشرة العنقودية، يمكنهم خداع الجهاز المناعي لإنتاج خلايا «CD8 T»، التي تستهدف المستضدّ المختار، وانتقلت هذه الخلايا في جميع أنحاء أجسام الفئران، وتكاثرت بسرعة عندما واجهت ورماً مطابقاً، مما أدى إلى إبطاء نمو الورم بشكل كبير، أو إطفاء الأورام تماماً.
ويقول فيشباخ: «مشاهدة هذه الأورام تختفي، خصوصاً في مكان بعيد عن المكان الذي وضعنا فيه البكتيريا، كانت أمراً مفاجئاً، لقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى نصدِّق أن ذلك يحدث».
والخطوة التالية، التي سيعمل عليها الفريق البحثي، هي إجراء دراسات على حيوانات أكبر؛ تمهيداً لإجراء دراسات التجارب السريرية على البشر.


مقالات ذات صلة

الكافيين وتعزيز اليقظة... كيف تحصل على أفضل النتائج؟

يوميات الشرق لا أدلة علمية على الاعتقاد بأن تأخير تناول الكافيين في الصباح لبضع ساعات يُساعد على تجنّب الإرهاق بعد الظهر (رويترز)

الكافيين وتعزيز اليقظة... كيف تحصل على أفضل النتائج؟

يتمتع كثير من الناس بعادات مُعقدة ترتبط بالكافيين، حيث لا يقتصر الأمر على امتلاكنا مجموعةً مُتنوعةً من المنتجات التي تحتوي على المادة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لا ينبغي للأطفال دون سن الثامنة تناول المشروبات المثلجة (إكس)

دراسة تحذر من شرب الأطفال المشروبات المثلجة... يؤدي إلى دخول المستشفى

أشارت دراسة جديدة نشرتها شبكة «سكاي نيوز»، إلى أنه لا ينبغي للأطفال دون سن الثامنة تناول المشروبات المثلجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يقلق الجميع من التعرض للتدهور المعرفي مع التقدم في السن (رويترز)

3 عادات يومية تحمي عقلك من التدهور

هناك بعض التعديلات والعادات اليومية التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي وتحسن صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات البروتين مفيدة أيضاً لكبار السن

ليس للرياضيين فحسب... ما هي أفضل المكملات الغذائية لنمو العضلات؟

مكملات البروتين ليست مخصصة فقط للشباب الذين يسعون لزيادة عضلاتهم في صالة الألعاب الرياضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي روبرت إف. كينيدي جونيور (رويترز)

وزير الصحة الأميركي: سيكون من الأفضل لو أُصيب الجميع بالحصبة

يبدو أن وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأميركي، روبرت إف. كينيدي جونيور، قد أشار إلى أن الإصابة بالحصبة هي أفضل وسيلة للوقاية من المرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
TT
20

الكشف عن أقدم حفرية وجه جزئي معروفة لأحد أسلاف الإنسان بغرب أوروبا

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بدائي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة (أ.ب)

أكد علماء آثار، اليوم (الأربعاء)، أنهم عثروا على أحفورة وجه جزئي لأحد أسلاف الإنسان هي الأقدم في أوروبا الغربية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

عُثر على الجمجمة غير المكتملة - وهي جزء من عظم الخد الأيسر والفك العلوي - في شمال إسبانيا عام 2022 يتراوح عمر الأحفورة بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة، وفقاً لبحث نُشر في مجلة «نيتشر».

وقال إريك ديلسون، عالم الحفريات في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، الذي لم يشارك في الدراسة: «هذه الأحفورة مثيرة للاهتمام. إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على بقايا مهمة يزيد عمرها على مليون سنة في أوروبا الغربية». عُثر سابقاً على مجموعة من الحفريات الأقدم من أسلاف البشر الأوائل في جورجيا، بالقرب من مفترق الطرق بين أوروبا الشرقية وآسيا. ويُقدر عمرها بـ1.8 مليون سنة.

قال ريك بوتس، مدير برنامج أصول الإنسان في مؤسسة سميثسونيان، إن الحفرية الإسبانية هي أول دليل يُظهر بوضوح أن أسلاف البشر «كانوا يقومون برحلات استكشافية إلى أوروبا» في ذلك الوقت.

لكن لا يوجد دليل حتى الآن على أن الوافدين الأوائل استمروا هناك لفترة طويلة، على حد قوله. وأضاف بوتس: «قد يصلون إلى موقع جديد ثم ينقرضون».

حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بشري (يمين) عمرها يتراوح بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة تم العثور عليها في موقع بإسبانيا (أ.ب)
حفرية للجزء الأوسط الأيسر من وجه إنسان بشري (يمين) عمرها يتراوح بين 1.1 مليون و1.4 مليون سنة تم العثور عليها في موقع بإسبانيا (أ.ب)

وأوضحت روزا هوغيت، عالمة الآثار في المعهد الكاتالوني لعلم البيئة القديمة البشرية والتطور الاجتماعي في تاراغونا بإسبانيا، إن الجمجمة الجزئية تحمل العديد من أوجه التشابه مع الإنسان المنتصب، ولكن هناك أيضاً بعض الاختلافات التشريحية.

وأشار بوتس إلى أن الإنسان المنتصب نشأ منذ نحو مليوني عام وانتقل من أفريقيا إلى مناطق في آسيا وأوروبا، وانقرض آخر أفراده منذ نحو 100 ألف عام.

وقد صرّح كريستوف زوليكوفر، عالم الأنثروبولوجيا القديمة بجامعة زيوريخ، الذي لم يشارك في الدراسة، بأنه قد يكون من الصعب تحديد أي مجموعة من البشر الأوائل تنتمي إليها الحفرية إذا كانت تحتوي على قطعة واحدة فقط مقابل العديد من العظام التي تُظهر مجموعة من السمات.

كما قدّمت الكهوف نفسها في جبال أتابويركا الإسبانية؛ حيث عُثر على الحفرية الجديدة، أدلة مهمة أخرى على الماضي البشري القديم؛ حيث عثر الباحثون العاملون في المنطقة على حفريات أحدث من إنسان نياندرتال والإنسان العاقل المبكر.