الائتلاف السوري وهيئة التنسيق إلى موسكو للقاء مشاورات مع المسؤولين الروس

المعارضة تبدي ارتياحها للموقف السعودي المتمسّك برحيل الأسد

الائتلاف السوري وهيئة التنسيق إلى موسكو للقاء مشاورات مع المسؤولين الروس
TT

الائتلاف السوري وهيئة التنسيق إلى موسكو للقاء مشاورات مع المسؤولين الروس

الائتلاف السوري وهيئة التنسيق إلى موسكو للقاء مشاورات مع المسؤولين الروس

من المقرر أن يتوجه اليوم الأربعاء إلى العاصمة الروسية موسكو، وفد من الائتلاف السوري المعارض برئاسة رئيس الائتلاف خالد خوجة، للبحث مع المسؤولين الروس سبل الحل السياسي للأزمة السورية، بالإضافة إلى هيئة التنسيق الوطنية والرئيس السابق للهيئة هيثم منّاع. وتحمل هذه الزيارة دلالات بالغة الأهمية لتزامنها مع وجود وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير في العاصمة الروسية، وغداة الموقف الصريح والواضح للرياض الرافض للتنازل عن شرط تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وغياب أي دور له في المرحلة الانتقالية.
وعلمت «الشرق الأوسط»، أن وفد الائتلاف يضم إلى جانب خوجة، كلاً من الأعضاء بدر جاموس، وفؤاد عليكو، نوغم الغادري وعبد الأحد أسطيفو، بالإضافة إلى شخصيات أخرى، وسيلتقي مع أعضاء هيئة التنسيق المبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف وعدد من المسؤولين الروس المعنيين بالملف السوري.
ومع غياب أي معلومات عمّا يطبخ في موسكو وخلفيات الحركة الدبلوماسية اللافتة، أوضحت عضو الهيئة الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض نغم الغادري لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة وفد الائتلاف إلى موسكو، تأتي تلبية لدعوة رسمية من المسؤولين الروس، وعلى رأسهم بوغدانوف». وأشارت إلى أن «الوفد سيتوجه غدًا (اليوم) إلى موسكو ليبدأ مباحثاته مع الجانب الروسي في 13 الشهر الحالي (غدًا) وفق المواعيد المحددة مسبقا».
وعمّا إذا كان على جدول مواعيد الوفد لقاء مع وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، قالت الغادري: «إن الدعوة وجهت إلى الائتلاف منذ شهر، ولا نعلم ما إذا جرى ترتيبها بالتزامن مع وجود وزير الخارجية السعودي في موسكو وكذلك هيئة التنسيق الوطنية، لكن نحن نأمل أن تحمل هذه المصادفة إشارات إيجابية من هذا التحرك الدبلوماسي غير المسبوق، وهو ما ستؤكده اللقاءات التي سنجريها هناك». وذكّرت بأن «الروس كانوا دائما يعلنون عند البحث في أي مبادرة تمسكهم ببنود مؤتمر جنيف1، لكن الخلاف معهم يبقى على نقطة وهي مصير بشار الأسد، والسؤال المطروح هل ثمة جديد اليوم في الموقف الروسي؟». وأضافت: «طالما أن السعودية موجودة اليوم في أي حوار يجري حول سوريا، فنحن مطمئنون، لأن المملكة العربية السعودية ترفض أي تنازل عن شرط إزالة الأسد، وهي منذ بداية الثورة كانت واضحة وشددت على أن الحل السياسي يكون بتشكيل هيئة انتقالية لا يكون للأسد أو أي من الشخصيات المتورطة في دم الشعب السوري، أي دور فيها». وأشارت الغادري إلى أن «لقاءات الائتلاف ستشمل بالإضافة إلى لافروف، مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية ووزارة الدفاع والاستخبارات وشخصيات معنية بالشأن السوري».
وإلى جانب الائتلاف، ستكون هيئة التنسيق الوطنية طرفًا أساسيًا في المحادثات مع المسؤولين الروس، لكن عضو الهيئة خلف داهود أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «وفد الهيئة الذي سيتوجه إلى موسكو مؤلف من أعضاء لجنة حوار القاهرة».
وفيما رفض داهود الحديث عن فحوى اللقاءات، وفضّل عدم إطلاق المواقف قبل عقد هذه الاجتماعات. أكد مصدر في هيئة التنسيق الوطنية لـ«الشرق الأوسط»، أن «وفد الهيئة سيصل إلى موسكو الخميس (غدًا) ويضم خالد محيميد، وهيثم منّاع وسيهانوغ ديبو، والوفد منبثق من لجنة لقاء القاهرة». وتوقع المصدر أن «تكون لقاءات هيئة التنسيق مع المسؤولين الروس منفصلة عن لقاءات الائتلاف، لأن الروس يحاولون استمزاج آراء كل أطراف المعارضة وبحث كل وجهات النظر، لكن بالتأكيد موقف المعارضة يتلاقى مع بنود اتفاق القاهرة».
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجانب الروسي يحاول اليوم تقديم اقتراحات انطلاقا من ورقة (جنيف1)، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، بعدما اقتنع الروس بأن لا نهاية للأزمة السورية إلا بالحلّ السياسي والجلوس على طاولة واحدة». وعمّا إذا كان المسؤولون الروس يقبلون ببحث البند المتعلّق بانتقال الحكم في سوريا، أوضح أن «شياطين التفاصيل تكمن في هذه النقطة وفي التفسيرات التي تقدم حولها، فالروس يقولون إن ورقة جنيف لا تتضمن شرطًا لتنحي الأسد عن السلطة، بينما تتمسك المعارضة بهذا الطرح، وتشدد على أن أي حلّ لا يضمن خروج الأسد من مستقبل سوريا غير قابل للحياة».
إلى ذلك، قال المعارض السوري المقيم في موسكو محمود الحمزة، إن خطاب لافروف لا يزال متخشبا، رافضا فكرة إزاحة الأسد، مضيفًا، أنه لربما كان هناك رأي آخر ضمني لم يعلن في المؤتمر الصحافي وتسرب عبر تصريحات للرئيسين أوباما وإردوغان عن تغير في موقف الرئيس الروسي بوتين. وقد يدلل على ذلك أن لافروف لم يقل إنه صراحة أنهم ضد إزاحته.
ويلفت المعارض السوري المقيم في موسكو منذ سنوات طويلة ويحمل شهادة دكتوراه في الرياضيات، إلا أن الإعلام الروسي خاصة الناطق بالعربية مثل موقع سبوتنيك الروسي (إذاعة صوت روسيا)، يمارس تضليلا حول الملف السوري، مثال ذلك، أن الموقع في المؤتمر الصحافي للافروف - الجبير، أمس، تجاهل نقطة الخلاف الجوهرية بين الطرفين، والتي تتعلق بمصير الأسد، وقال إنهما «اتفقا على تهيئة حوار بين المعارضة والحكومة السورية».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.