هل الانسحاب من صفقة بيلينغهام قرار واقعي أم رغبة في التقشف؟

مشجعو ليفربول يشعرون بالاستياء بعد تراجع النادي عن ضم النجم الإنجليزي الشاب

هل عدم  ضم بيلينغهام بسبب المقابل المادي الكبير للصفقة سيزيد الضغوط على مالكي ليفربول؟ (إ.ب.أ)
هل عدم ضم بيلينغهام بسبب المقابل المادي الكبير للصفقة سيزيد الضغوط على مالكي ليفربول؟ (إ.ب.أ)
TT

هل الانسحاب من صفقة بيلينغهام قرار واقعي أم رغبة في التقشف؟

هل عدم  ضم بيلينغهام بسبب المقابل المادي الكبير للصفقة سيزيد الضغوط على مالكي ليفربول؟ (إ.ب.أ)
هل عدم ضم بيلينغهام بسبب المقابل المادي الكبير للصفقة سيزيد الضغوط على مالكي ليفربول؟ (إ.ب.أ)

كان من الممكن أن يكون الصيف الحالي استثنائياً ولا مثيل له بالنسبة لـ«مجموعة فينواي الرياضية»، لو تغلبت على أغنى الأندية في أوروبا، ونجحت في ضم النجم الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام إلى ليفربول مقابل ما يزيد على 200 مليون جنيه إسترليني. لقد كانت كل التقارير تشير إلى أن بيلينغهام هو الهدف الأول لليفربول في سوق الانتقالات، لكن الآن يبدو اللاعب بعيداً كل البعد عن ملعب «آنفيلد» بسبب المقابل المادي الكبير للصفقة، وهو الأمر الذي يزيد الضغوط على مالكي ليفربول، الذي يعاني بشكل كبير للغاية خلال الموسم الحالي.
وعندما عبر المدير الفني للريدز، يورغن كلوب (في انتقاد نادر لملاك النادي في وقت سابق من هذا الموسم) عن رغبته في أن تأخذ «مجموعة فينواي الرياضية» مغامرة أكبر في سوق الانتقالات وتتحرك بشكل أقوى لتدعيم صفوف الفريق، لم يكن يخطر بباله على الإطلاق أن النادي سينسحب في شهر أبريل (نيسان) من صفقة ضم بيلينغهام الذي يُعدّ الهدف الأول لكلوب في سوق الانتقالات!
ومن الواضح أن كلوب لم يكن يعلم أن هذا هو الحال يوم الجمعة قبل الماضي، وقبل الانسحاب من صفقة ضم اللاعب، عندما قال: «كل ما سنفعله خلال العام المقبل لن يكون كافياً من وجهة نظر الناس، لكننا سنتحسن لو تحركنا بذكاء في سوق الانتقالات». لقد بدا كلوب مرتاحاً وهادئاً بشأن الموقف الذي تسبب في فزع الجماهير؛ فهل كان سيدلي بالتصريحات نفسها لو كان يعلم أن النادي لن يتمكن من ضم هدفه الأول؛ جود بيلينغهام؟
لقد انتصرت البراغماتية في قرار ليفربول بالانسحاب من صفقة ضم بيلينغهام، وهو الأمر الذي يحدث في كثير من الأحيان مع «مجموعة فينواي الرياضية» و«كلوب». هذا هو النادي الذي كان ينافس على كل البطولات الممكنة حتى الرمق الأخير، الموسم الماضي، ووصل إلى المباراة النهائية لثلاث كؤوس، بما في ذلك المباراة النهائية لـ«دوري أبطال أوروبا»، للمرة الثالثة خلال 5 مواسم، وظل ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الجولة الأخيرة، وزادت عائداته التجارية من 29 مليون جنيه إسترليني إلى 247 مليون جنيه إسترليني. لقد حقق ليفربول أرباحاً خلال الموسم الماضي بلغت 7.5 مليون جنيه إسترليني قبل خصم الضرائب. ويتساءل الجمهور الغاضب على موقع «تويتر» عن سبب عدم قيام ليفربول، الذي يبحث مالكوه عن استثمارات جديدة، بمنافسة الإمارات وقطر على ضم لاعب مقابل 135 مليون جنيه إسترليني وعقد بقيمة 80 مليون جنيه إسترليني على الأقل على مدى 5 سنوات!
لقد انسحب ليفربول من الصفقة، لأن هناك احتمالاً بأن يقرر بوروسيا دورتموند عدم بيع اللاعب هذا الصيف، نظراً لأن عقده لا يزال مستمراً حتى عام 2025، أو يفتح مزاداً للحصول على أعلى سعر في ظل المنافسة الشرسة من جانب مانشستر سيتي وريال مدريد وباريس سان جيرمان وأندية أخرى. لكن هناك عوامل أخرى تحكمت في هذا القرار، من بينها أن النادي الذي حصل على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا تراجع مستواه بشكل خطير، وبالتالي أصبح بحاجة ماسة إلى تدعيم صفوفه في العديد من المراكز، بدلاً من التعاقد مع لاعب واحد فقط بمبلغ مالي قياسي.
لقد أشاد كثيرون بالسياسة التي يتبعها ليفربول في سوق الانتقالات تحت قيادة «مجموعة فينواي الرياضية»، التي نجحت، بالتعاون مع المدير الفني الرائع، يورغن كلوب، في قيادة ليفربول للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 30 عاماً، بالإضافة إلى مشاركة النادي في «دوري أبطال أوروبا» لستة مواسم متتالية. ومع ذلك، بدت سياسية النادي في سوق الانتقالات مشوشة وغير واضحة بشكل متزايد خلال العام الماضي، حيث ترك مايكل إدواردز منصبه مديراً رياضياً للنادي، ولم يتولَّ بديله، جوليان وارد، مهام منصبه إلا منذ بضعة أشهر فقط، قبل أن يعلن هو الآخر أنه سيرحل عن النادي. لا يزال وارد في منصبه حتى نهاية الموسم، ويريد ليفربول أن يعقد عدداً من الصفقات قبل رحيله، خصوصاً أنه لم يعلن حتى الآن عن الشخص الذي سيتولى هذا المنصب خلفاً له.
لقد زعم كلوب أنه كان هناك تقدم ملحوظ فيما يتعلق بالانتقالات خلال فترة التوقف الدولية الأخيرة. ويؤكد المدير الفني الألماني أن «مجموعة فينواي الرياضية» ستنفق بقوة من أجل إعادة بناء الفريق بشكل كبير هذا الصيف. وفي ظل صعوبة التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، لا يتحمل ليفربول الصمود مرة أخرى. لقد ظل ليفربول يعمل جاهداً على مدى أكثر من 12 شهراً على إقناع بيلينغهام بالانضمام إلى النادي، وقام ترينت ألكسندر أرنولد وجوردان هندرسون بعمل كبير لإقناع اللاعب أثناء وبعد كأس العالم التي شارك فيها بيلينغهام، وقدم مستويات رائعة أدت إلى ارتفاع قيمته السوقية بالشكل الذي جعل من الصعب على ليفربول ضمه في نهاية المطاف.

تصريحات كلوب الأخيرة بشأن بيلينغهام تشير إلى أنه بدأ يفقد صبره (د.ب.أ)

لقد تخلى كلوب عن سياسته المتمثلة في عدم التحدث عن الصفقات التي يريد النادي ضمها، وأشاد باللاعب البالغ من العمر 19 عاماً في عدة مناسبات. ونال اللاعب أيضاً إشادة كبيرة من أسطورة ليفربول، ستيفن جيرارد، أثناء عمله محللاً للمباراة التي فازت فيها إنجلترا على أوكرانيا مؤخراً. لكن الآن يبدو من الصعب للغاية على ليفربول ضم بيلينغهام، وهو ما يعكس صعوبة مهمة النادي في الاستمرار بمنافسة مانشستر سيتي. لكن ما يحدث أيضاً يشير إلى أن كلوب قد بدأ يفقد صبره. ولعل تصريحه يوم الجمعة للصحافيين بأنه لا جدوى من الحديث عن أشياء لا يمكن الحصول عليها خير دليل على ذلك.
يقدم ليفربول مستويات هذا الموسم تؤكد أنه قد استهلك تماماً، وأنه بحاجة ماسة إلى ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق إذا كان يريد حقاً الاستمرار في المنافسة على البطولات والألقاب، حتى وإن كان الخط الأمامي في مرحلة انتقالية. وبالنظر إلى المنافسة الشرسة على المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وأهمية العائدات المالية التي يحصل عليها النادي من التأهل من دوري أبطال أوروبا، لم يعد لدى كلوب الوقت الكافي للتعاقد مع لاعبين واعدين بأسعار معقولة، ومساعدتهم على التألق حتى يصبحوا نجوماً لامعين.
لقد أكد المدير الفني الألماني أكثر من مرة في الآونة الأخيرة أن ليفربول بحاجة إلى أن يتصرف بذكاء وسرعة في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. لقد دفع النادي رسوم انتقال تصل قيمتها إلى 180 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع المهاجمين داروين نونيز ولويس دياز وكودي غاكبو وفابيو كارفالو منذ يناير (كانون الثاني) من العام الماضي. لكن خط الوسط يحتاج إلى تدعيم كبير، وتشير تقارير إلى أن ليفربول مهتم بالتعاقد مع ماسون ماونت وماثيوس نونيس وريان غرافينبيرش ومويزيس كايسيدو.
وعلاوة على ذلك، كشف الموسم الحالي أن الفريق يعاني من نقطة ضعف واضحة في خط الدفاع. إن أكثر ما يثير قلق كلوب الرسالة التي ستصل إلى اللاعبين في غرفة خلع الملابس. لا يملك النادي الموارد المالية التي تمكّنه من المنافسة على ضم أفضل لاعب خط وسط إنجليزي في سوق الانتقالات، لأن هناك العديد من الثغرات الأخرى في الفريق التي يجب إيجاد حل لها. لكن من المؤكد أن تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا (رغم صعوبة ذلك) سوف يساهم كثيراً في حل هذه المشكلة!


مقالات ذات صلة

ثقة بوستيكوغلو باللاعبين الشبان ظاهرة في توتنهام

رياضة عالمية لوكاس بيرغفال (أ.ف.ب)

ثقة بوستيكوغلو باللاعبين الشبان ظاهرة في توتنهام

منح تألق الثنائي لوكاس بيرغفال وأرتشي غراي (كلاهما 18 عاماً) جماهير توتنهام سبباً للتطلع إلى مستقبل مشرق، الأربعاء، إذ تألقا خلال فوز فريقهما 1-صفر على ليفربول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الأوروغواياني تم نقله إلى المستشفى ليخضع للملاحظة الطبية (رويترز)

بنتانكور نجم توتنهام يستعيد وعيه بعد إصابة مثيرة للقلق

استعاد رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، وعيه ويخضع للملاحظة الطبية في المستشفى بعد تعرُّضه لإصابة مفاجئة في وقت مبكر من مباراة ذهاب الدور قبل النهائي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غراهام بوتر (رويترز)

غراهام بوتر مدرباً جديداً لوست هام

أعلن نادي وست هام يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، اليوم الخميس، تعيين غراهام بوتر مدرباً جديداً للفريق خلفاً ليولن لوبتيغي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيساك (يسار) يسجل هدف نيوكاسل الاول في مرمى أرسنال بذهاب نصف نهائي كأس الرابطة  (رويترز)

نيوكاسل يواصل التألق... وإيساك «جوهرة تاج» التشكيلة

قبل عامين واصل نيوكاسل يونايتد تألقه منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ووضع قدماً نحو التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لكرة القدم بفوزه

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ألكسندر أرنولد بات في مرحلة فارقة لحسم موقفه للاستمرار مع ليفربول أو المغادرة الى ريال مدريد (ا ب ا)

كيف وصلت الأجواء المشحونة في أنفيلد تجاه ألكسندر آرنولد إلى ذروتها؟

جماهير ليفربول الغاضبة استهدفت ألكسندر آرنولد بصيحات الاستهجان والسخرية سجل تاريخ كرة القدم كثيراً من لحظات القوة الاستثنائية لجمهور ليفربول على ملعب أنفيلد

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.