هل ستكون ولاية لامبارد الثانية في تشيلسي قصيرة أيضاً أم سيحالفه النجاح هذه المرة؟

مسؤولو النادي قالوا إن إعادة المدير الفني السابق جزء من «خطة واضحة ومستقرة»

يعتقد لامبارد أن بإمكان لاعبيه تعويض الهزيمة أمام ريال مدريد في ذهاب دوري الأبطال والصعود للمربع الذهبي (أ.ف.ب)
يعتقد لامبارد أن بإمكان لاعبيه تعويض الهزيمة أمام ريال مدريد في ذهاب دوري الأبطال والصعود للمربع الذهبي (أ.ف.ب)
TT

هل ستكون ولاية لامبارد الثانية في تشيلسي قصيرة أيضاً أم سيحالفه النجاح هذه المرة؟

يعتقد لامبارد أن بإمكان لاعبيه تعويض الهزيمة أمام ريال مدريد في ذهاب دوري الأبطال والصعود للمربع الذهبي (أ.ف.ب)
يعتقد لامبارد أن بإمكان لاعبيه تعويض الهزيمة أمام ريال مدريد في ذهاب دوري الأبطال والصعود للمربع الذهبي (أ.ف.ب)

عودتنا الحياة أنها تسير في دائرة من الإحباط والأمل، وإن كان الإحباط أكثر بالتأكيد. لكن لم يكن الأمر كذلك اليوم بالنسبة لفرانك لامبارد، الذي عاد لتولي القيادة الفنية لتشيلسي مرة أخرى. وهكذا تستمر عجلة فرانك لامبارد في الدوران، ونفس الأمر ينطبق أيضاً الآن على «تشيلسي الجديد» الذي يمضي قدماً في الحقبة المليئة بالأفكار الجديدة والتفكير التخريبي، الذي أدى هذه المرة إلى عودة آخر شخص كان يمكن تخيل عودته لقيادة الفريق!
وربما تتمثل المرحلة التالية من هذا التحول العظيم في ظهور مالك النادي تود بوهلي وهو ينظر حزيناً على متن يخت، أو يهدد بمقاضاة الناس لقولهم إنه صديق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين! من المؤكد أنه من السهل للغاية الآن الاستهزاء والسخرية من القرارات الغريبة التي يتخذها بوهلي بشأن إدارة النادي في الوقت الحالي، لكن لا يمكن لأي شخص أن يتهم مجلس الإدارة بأنه ثابت في تفكيره! فبعد أربعة أيام من إقالة غراهام بوتر، أعاد تشيلسي الآن تعيين الرجل الذي أقاله، وهكذا دخل في دائرة مفرغة من تغيير المديرين الفنيين من دون منحهم الوقت الكافي لبناء فريق قوي، وهو الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن النادي لا يسير وفق خطة مدروسة جيداً فيما يتعلق باختيار المدير الفني للفريق، أو حتى فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد، حيث أنفق النادي مبالغ مالية طائلة على التعاقد مع لاعبين لم يقدموا المردود المتوقع منهم حتى الآن.
لا يمكن إنكار المتعة والسعادة عند رؤية لامبارد وهو يعود مرة أخرى إلى قيادة الفريق وهو يرتدي بدلة تشيلسي الرياضية الكاملة، فقد بدا متألقاً وفي حالة أفضل بكثير مما كان عليها عند رحيله من إيفرتون. وأعرب لامبارد عن سعادته وامتنانه، وأشار إلى أنه هنا فقط «لمساعدة الفريق حتى نهاية الموسم». وتظاهر بأنه ليس سعيداً عندما سُئل عن روبرتو دي ماتيو، الذي سبق له أن تولى قيادة الفريق بشكل مؤقت ثم قاده للفوز بدوري أبطال أوروبا واستمر في منصبه بشكل دائم، وما إذا كان يرغب في تحقيق نفس الشيء!
ولم يتطرق لامبارد إلى بوتر إلا بشكل عرضي عندما قال إنه «يعرف ما يريده مشجعو تشيلسي». لا يعني هذا أن لامبارد تجاهل بوتر عن قصد، لكن يبدو أنه لا يستطيع تذكر اسمه من الأساس! في الحقيقة، لقد أدت هذه الخطوة الغريبة من جميع النواحي – إعادة لامبارد – إلى ظهور ما يمكن أن نطلق عليه اسم «تشيلسي الجديد وتشيلسي القديم»، وهما شيئان لم يكن من المفترض أن يلتقيا أبداً!
لقد قال لامبارد ذات مرة: «هذا هو ناديّ». لكن هل الأمر كذلك حقاً؟ من المفترض أن يكون تشيلسي الجديد فريقاً مليئاً بالطاقة والحيوية وبعيداً كل البعد عن الماضي، ومنافساً قوياً في الوقت الحاضر. لكن أليس هذا هو نفس مجلس الإدارة الذي بدأ عصره الجديد من الاستقرار من خلال التعاقد مع مدير فني جديد ثم إقالته بعد 31 مباراة فقط، ثم أصدر بياناً يوم الخميس بالتزامن مع الكشف عن عودة لامبارد يشير فيه إلى أن هذه مجرد خطوة أخرى في المخطط الرئيسي «لتزويد النادي والمشجعين بخطة واضحة ومستقرة»! فأي استقرار هذا؟
ومع ذلك، سنرى جميعاً ما سيحدث خلال الفترة المقبلة، خصوصاً أن لامبارد يشعر بأنه لم يحصل على فرصته العادلة لتولي قيادة الفريق لوقت كافٍ، على الرغم من أنه من الأساس تولى قيادة الفريق نظراً لاسمه الكبير كلاعب وليس بناء على خبراته التدريبية! وماذا عن تجربة لامبارد الأولى في ملعب «ستامفورد بريدج»؟ لقد أشار لامبارد إلى أن «الشيء الجيد معي هو أنه يمكن للجميع الحصول على فرصة عادلة». لكن هل يمكنه حقاً القيام بذلك؟ عندما أُقيل لامبارد آخر مرة كان هناك حديث عن شكاوى من بعض اللاعبين في غرفة خلع الملابس، وشكاوى من نقص التعليمات التكتيكية، ونبذه لبعض اللاعبين. ونقلت صحيفة أتلتيك عن مصدر قوله: «كان هناك خطر حدوث انقسام بين اللاعبين الذين يشاركون في المباريات والذين لا يلعبون». فما الذي يمكن أن يحدث الآن بعدما تعاقد النادي مع عدد كبير من اللاعبين الجدد؟
وعلى الجانب الإيجابي، رحل كل من أنطونيو روديغر وجورجينو اللذين كانت علاقة لامبارد بهما غير جيدة، على عكس علاقته الجيدة بكل من كاي هافرتز وميسون ماونت. يجيد لامبارد التخطيط لما يود القيام به، كما يتحدث بشكل جيد، وله تاريخ جيد فيما يتعلق بالاعتماد على اللاعبين الصغار في السن، لكن هل يمكنه تحقيق أهدافه وتطبيق أفكاره على المدى الطويل، أم أن تأثير اسمه الكبير كلاعب سابق لا يستمر إلا لوقت قصير ثم سرعان ما يتلاشى؟
قاد لامبارد تشيلسي في 84 مباراة سابقاً، وحقق نسبة فوز متوسطة، لكن الفريق كان يبدو هشاً تحت قيادته، حيث اهتزت شباك الفريق 106 مرات في تلك المباريات. وشهدت مباريات الفريق نتائج مثل 7 - 1 و4 - 4 و5 – 3، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن تشيلسي تلقى هزيمة قاسية أمام بايرن ميونيخ بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في دوري أبطال أوروبا في الموسم الذي تفشى فيه فيروس كورونا. وبعد أن بدأ لامبارد ولايته الثانية بشكل سيئ، حيث خسر الفريق 1 - صفر أمام ولفرهامبتون، كانت أول مواجهة كبرى للامبارد في مهمته الجديدة هي اللعب أمام ريال مدريد بقيادة المدير الفني الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي في دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا التي انتهت بفوز الريال بهدفين دون رد.
يعتقد لامبارد أن بإمكان لاعبيه الصعود للمربع الذهبي في البطولة الأوروبية الكبرى. وتعهد لامبارد بـ«أشياء خاصة يمكن أن تحدث بمباراة الإياب في ملعب ستامفورد بريدج». ويثق لامبارد بأن فريقه لديه ما يلزم لتغيير الأمور، مشيراً إلى أن لاعبيه بحاجة لإعادة اكتشاف إيمانهم بأنفسهم وبكفاءتهم. فهل ستكون رحلة لامبارد الثانية قصيرة جداً، أم سيحقق نتائج جيدة تساعده على البقاء لفترة أطول؟


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.