نزلاء بسجن «الكويفية» في بنغازي الليبية يضربون عن الطعام

لـ«سوء المعاملة» و«عدم عرضهم على القضاء»

سجن «الكويفية» بمدينة بنغازي (فيسبوك)
سجن «الكويفية» بمدينة بنغازي (فيسبوك)
TT

نزلاء بسجن «الكويفية» في بنغازي الليبية يضربون عن الطعام

سجن «الكويفية» بمدينة بنغازي (فيسبوك)
سجن «الكويفية» بمدينة بنغازي (فيسبوك)

قالت عائلات سجناء في سجن «الكويفية» بمدينة بنغازي (شرق ليبيا)، إن بعضهم دخلوا في إضراب عن الطعام الأربعاء، احتجاجاً على «سوء معاملتهم، وانقضاء محكومية بعضهم»، بينما أشارت منظمات حقوقية ليبية، إلى أن كثيراً من هؤلاء الموقوفين لم يعرضوا على القضاء منذ حبسهم.
وأكدت منظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان، شكوى أسر المسجونين، وقالت إن عدداً من نزلاء القسم العسكري في سجن «الكويفية» دخلوا في إضراب عن الطعام منذ ليلة الأربعاء، بسبب «سوء المعاملة وتلقيهم الإهانات، وعدم عرض كثير منهم على القضاء».
https://www.facebook.com/victimsohr/posts/pfbid02XMbkefsk3N7SBLKz8p7AsGxFbLGYdhFLYHP4hfEhbQG77Uw2utdpcY4MTQN4U2ocl?__cft__[0]=AZWhm2BzX6ciIv6kmdc-Eegbphz2KakODgID44Bh5I7Lt3-v0s7rEYSyqwVtgk0s9Fr5KXr4QI68gInA3kk2nDN84OkSrI-E0NoosBTIFsNvX9Evhd6oyBsqgH7lWOLUTbYvviao8hVabzoAFJ0pFuunzS5kgGYjJSepa3PEcps9n4QxJ4Q7C7lXUcZP_sBGf2g0sc2GwKTtaV_cBjry35Oi&__tn__=%2CO%2CP-R
وأضافت المنظمة غير الحكومية، في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الجمعة)، أن «الأنباء التي وصلتها من داخل السجن تفيد بوقوع اعتداءات على المضربين عن الطعام، وأن أحدهم كُسرت قدمه نتيجة الاعتداء عليه».
وسعت «الشرق الأوسط» للتواصل مع إدارة السجن بشكل مباشر، لكنها لم تحصل على رد.
وقال المواطن صلاح بالتمر، في تعليق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنه كان ضحية لمثل هذه الاعتداءات التي «تنتهك حقوق النزلاء» في سجن «الكويفية»، منبهاً إلى أنه تعرض لـ«الإذلال والإهانة لمدة أكثر من أربعة أشهر من توقيفه»، وبعد ذلك أصدرت المحكمة العسكرية حكمها ببراءته مما نسب إليه.
وبينما طالب عدد من عائلات السجناء في «الكويفية»، بسرعة الإفراج عنهم، رصد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقرير سلّمه إلى مجلس الأمن الدولي منتصف الأسبوع الماضي، الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في ليبيا، بالفترة ما بين ديسمبر (كانون الثاني) إلى مارس (آذار) الماضيين.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أوضاع السجناء في سجن «الكويفية» المركزي، وقال إن التقارير تشير إلى أن «مئات المعتقلين لا يزالون محتجزين بصورة غير قانونية، من دون إجراءات قضائية»، منوهاً بأن «عشرات المعتقلين هناك سبق ودخلوا في إضراب عن الطعام بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين، احتجاجاً على سوء معاملتهم».
وطالب حقوقيون ليبيون بـ«سرعة الإفراج عن المعتقلين الذين انتهت مدة محكوميتهم» في سجن «الكويفية»، وعرض الباقين على السلطات القضائية، بدلاً من «احتجازهم تعسفياً».
وكانت منظمة «ضحايا» لحقوق الإنسان، تحدثت عن أن المدوّن ماهر الغرياني، وهو مدير صفحة «وسط البلاد بنغازي» على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتُقل بالمدينة عقب انتقاده التعويضات الضئيلة التي حصل عليها المواطنون بعد هدم منازلهم من قبل السلطات في بنغازي، وذلك في إطار عملية تطوير.
وأضافت المنظمة أن الغرياني وجه انتقاده «بأدب وبشكل لطيف، من دون الهجوم أو التجريح بأي طرف»، لكن تم اعتقاله من دون معرفة مصيره منذ توقيفه بداية الأسبوع الماضي.
ولفتت إلى أن «الروايات متضاربة» بين من يقول إنه محتجز لدى «جهاز الأمن الداخلي»، أو إنه موقوف من قبل كتيبة «طارق بن زياد» التي يترأسها صدام نجل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني الليبي».
ورأت المنظمة أن الغرياني، «رفع صوته بالحق عندما صمتت أصوات كثيرة كنا نتوقع منها أن ترفع أصواتها لحماية معالم بنغازي التاريخية، والدفاع عن السكان من انتهاك حقوقهم وإخراجهم قسراً منها»، واصفة «ما حدث وما يحدث» بـ«الجريمة».


مقالات ذات صلة

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

العالم العربي تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

أعلن النائب التونسي ثابت العابد، اليوم (الثلاثاء) تشكيل «الكتلة الوطنية من أجل الإصلاح والبناء»، لتصبح بذلك أول كتلة تضم أكثر من 30 نائباً في البرلمان من مجموع 151 نائباً، وهو ما يمثل نحو 19.8 في المائة من النواب. ويأتي هذا الإعلان، بعد المصادقة على النظام الداخلي للبرلمان المنبثق عمن انتخابات 2022 وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي برلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية، لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي. ومن المنت

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي مصر تبدأ تحريكاً «تدريجياً» لأسعار سلع تموينية

مصر تبدأ تحريكاً «تدريجياً» لأسعار سلع تموينية

بدأت مصر في مايو (أيار) الحالي، تحريكا «تدريجيا» لأسعار سلع تموينية، وهي سلع غذائية تدعمها الحكومة، وذلك بهدف توفير السلع وإتاحتها في السوق، والقضاء على الخلل السعري، في ظل ارتفاعات كبيرة في معدلات التضخم. وتُصرف هذه السلع ضمن مقررات شهرية للمستحقين من أصحاب البطاقات التموينية، بما يعادل القيمة المخصصة لهم من الدعم، وتبلغ قيمتها 50 جنيهاً شهرياً لكل فرد مقيد بالبطاقة التموينية.

محمد عجم (القاهرة)
العالم العربي «الوطنية للنفط» في ليبيا تنفي «بشكل قاطع» دعمها أطراف الحرب السودانية

«الوطنية للنفط» في ليبيا تنفي «بشكل قاطع» دعمها أطراف الحرب السودانية

نفت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا «بشكل قاطع»، دعمها أياً من طرفي الحرب الدائرة في السودان، متوعدة بتحريك دعاوى قضائية محلياً ودولياً ضد من يروجون «أخباراً كاذبة»، وذلك بهدف «صون سمعتها». وأوضحت المؤسسة في بيان اليوم (الاثنين)، أنها «اطلعت على خبر نشره أحد النشطاء مفاده أن المؤسسة قد تتعرض لعقوبات دولية بسبب دعم أحد أطراف الصراع في دولة السودان الشقيقة عن طريق مصفاة السرير»، وقالت: إن هذا الخبر «عارٍ من الصحة». ونوهت المؤسسة بأن قدرة مصفاة «السرير» التكريرية «محدودة، ولا تتجاوز 10 آلاف برميل يومياً، ولا تكفي حتى الواحات المجاورة»، مؤكدة التزامها بـ«المعايير المهنية» في أداء عملها، وأن جُل ترك

جمال جوهر (القاهرة)
العالم العربي طرفا الصراع في السودان يوافقان على تمديد الهدنة

طرفا الصراع في السودان يوافقان على تمديد الهدنة

أعلن كلّ من الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» تمديد أجل الهدنة الإنسانية في السودان لمدة 72 ساعة إضافية اعتباراً من منتصف هذه الليلة، وذلك بهدف فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين. ولفت الجيش السوداني في بيان نشره على «فيسبوك» إلى أنه بناء على مساعي طلب الوساطة، «وافقت القوات المسلحة على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، على أن تبدأ اعتباراً من انتهاء مدة الهدنة الحالية». وأضاف أن قوات الجيش «رصدت نوايا المتمردين بمحاولة الهجوم على بعض المواقع، إلا أننا نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة، مع جاهزيتنا التامة للتعامل مع أي خروقات». من جهتها، أعلنت قوات «الدعم السريع» بقيادة م

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي «السفر عكس التيار»... سودانيون يعودون إلى الخرطوم رغم القتال

«السفر عكس التيار»... سودانيون يعودون إلى الخرطوم رغم القتال

في وقت يسارع سودانيون لمغادرة بلادهم في اتجاه مصر وغيرها من الدول، وذلك بسبب الظروف الأمنية والمعيشية المتردية بالخرطوم مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، يغادر عدد من السودانيين مصر، عائدين إلى الخرطوم. ورغم تباين أسباب الرجوع بين أبناء السودان العائدين، فإنهم لم يظهروا أي قلق أو خوف من العودة في أجواء الحرب السودانية الدائرة حالياً. ومن هؤلاء أحمد التيجاني، صاحب الـ45 عاماً، والذي غادر القاهرة مساء السبت، ووصل إلى أسوان في تمام التاسعة صباحاً. جلس طويلاً على أحد المقاهي في موقف حافلات وادي كركر بأسوان (جنوب مصر)، منتظراً عودة بعض الحافلات المتوقفة إلى الخرطوم.


اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».