البرلمان العراقي يتجه لإطاحة نواب معصوم والعبادي اليوم

قيادي في المجلس الأعلى: توجيهات المرجعية خط أحمر ولا نستطيع مخالفتها

عراقيون يتظاهرون تأييدا لإجراءات مكافحة الفساد في النجف أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يتظاهرون تأييدا لإجراءات مكافحة الفساد في النجف أمس (أ.ف.ب)
TT

البرلمان العراقي يتجه لإطاحة نواب معصوم والعبادي اليوم

عراقيون يتظاهرون تأييدا لإجراءات مكافحة الفساد في النجف أمس (أ.ف.ب)
عراقيون يتظاهرون تأييدا لإجراءات مكافحة الفساد في النجف أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تفيد كل التوقعات بأن البرلمان العراقي سيصوت في جلسته اليوم، وبأغلبية كبيرة، على حزمة إصلاحات رئيس الوزراء حيدر العبادي بدءا بالموافقة على إقالة ستة من كبار الشخصيات في العملية السياسية في العراق بعد عام 2003 وهم نواب رئيس الجمهورية الثلاثة (نوري المالكي وأسامة النجيفي وإياد علاوي) ونواب رئيس الوزراء الثلاثة (صالح المطلك وبهاء الأعرجي وروز نوري شاويس)، فإن رئيس البرلمان سليم الجبوري طرح هو الآخر ورقة إصلاح تتعلق بالبرلمان بدءا بنائبيه والنواب المتغيبين بالإضافة إلى مسائل أخرى تضمنتها الورقة.
وترأس الجبوري أمس اجتماعا لرؤساء الكتل البرلمانية لمناقشة مطالب المتظاهرين وتقديم ورقة إصلاح خاصة بذلك. وقال الجبوري في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان إن «ورقة الإصلاحات التي قدمها مجلس النواب ستتضمن القضاء على الترهل في مجالس المحافظات والمجالس المحلية». وأضاف: «سنمضي بشكل مباشر مع الحكومة لتحقيق هذه الإصلاحات وسنسمي المؤسسات التي فيها الفساد وسنحاسب المفسدين والمقصرين». وأشار إلى أن «هناك جملة من التشريعات التي يجب على مجلس النواب تشريعها كقوانين المحكمة الاتحادية والأحزاب السياسية والمصالحة الوطنية التي أدرجت على جدول أعمال جلسة البرلمان في الخميس المقبل». وأوضح أن «قانون المحكمة الاتحادية بقيت فيه قضية محل نقاش بين الكتل السياسية وتتعلق بالنصاب اللازم لأعضاء المحكمة بشأن حسم الخلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان». ولفت الجبوري إلى أنه سيستلم وجهات نظر الكتل السياسية في حزمة الإصلاحات التي طرحها أمس لإضافة ما ترى هذه الكتل بأنها مكملة لبنود الإصلاح وسيتم التصويت عليها كحزمة.
لكن الجبوري، وفي إشارة ذات مغزى، قال: «لا يمكن الاستغناء عن حالة التوافق السياسي في عملية الإصلاح كما يجب احترام الاستحقاقات الدستورية ومكونات الشعب العراقي». وأكد أن «عملية الإصلاح يتضامن بها الجميع ولا تعني طرفا دون آخر وأعتقد أن حالة التوافقات السياسية في عملية الإصلاح لا يمكن التخلي عنها»، مبينا أن «البرلمان نجح بتحقيق بعض جوانب الإصلاح مع السلطات المختلفة وسنتمسك بهذا النهج لأنه المعبر الذي نمضي باتجاهه على ألا نتجاوز فيه الاستحقاقات الدستورية والشارع العراقي».
كما طالب الجبوري رئيس الوزراء بإقالة وزراء ثبت ضلوعهم في الفساد. وأضاف: «طالبنا رئيس الوزراء بإقالة عدد من الوزراء الذين ثبت عليهم الفساد والتقصير بشكل واضح». وقال مصدر برلماني لوكالة الصحافة الفرنسية إن رئيس مجلس النواب طالب خلال اجتماعه مع الكتل السياسية بإقالة وزير الكهرباء قاسم الفهداوي ووزير الموارد المائية محمد الشمري.. «وكل من يثبت تقصيره في إدارة الوزارة».
من جهتها، استمرت الكتل البرلمانية في إعلان تأييدها لخطوات الإصلاح وتصويتها على ما تضمنته من مبادئ. وقال محمد اللكاش، عضو البرلمان العراقي عن كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الإجراءات التي أقدم عليها رئيس الوزراء هي من وجهة نظرنا إجراءات ضرورية وبالاتجاه الصحيح وهي منسجمة مع ما كانت وما زالت تنادي به المرجعية الدينية العليا كما إنها منسجمة مع ما يتمناه الشارع العراقي»، مشيرا إلى أن كتلة المواطن داعمة لمثل هذه الإجراءات بقوة وسنصوت لها في البرلمان إذ إننا السباقون دائما في تلبية نداءات المرجعية لأننا نعد ما تقوله أوامر بالنسبة لنا وإن ما يصدر من توجيهات منها إنما هي خط أحمر لا نستطيع مخالفتها لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل.
وفي تطور لاحق أمس قرر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر منع نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي (القيادي في تياره) من السفر إلى حين إنتهاء التحقيق في مزاعم الفساد ضده.
في السياق نقسه، أعلن رئيس كتلة التحالف المدني الديمقراطي في البرلمان العراقي مثال الآلوسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المهم حصول إجراءات عملية على أرض الواقع حيث لم يعد كافيا إقالة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من منصبه بل المطلوب كإجراء ضروري هو استدعاؤه من قبل القضاء والتحقيق معه في كل ما حصل خلال سنوات حكمه». وأضاف الآلوسي أن «المالكي لا يمكن أن يبقى خارج دائرة الحساب حيث في عهده أهدرت مئات مليارات الدولارات من موازنة البلاد بالإضافة إلى التردي الأمني الذي تحول فيما بعد إلى كارثة وطنية بضياع مدن ومحافظات».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.