أعلن مصرف كوبا المركزي السماح مجدداً بودائع بالدولار الأميركي بعد قرار تعليقها في عام 2021 على خلفية الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة. وجاء في قرار صادر عن مصرف كوبا المركزي نشر الاثنين في الجريدة الرسمية إن «المؤسسات المالية والمصرفية ستقبل الودائع النقدية بالدولار الأميركي في حسابات مصرفية».
ويلغي هذا القرار الجديد قراراً صادراً عن مصرف كوبا المركزي علق في يونيو (حزيران) 2021 الودائع النقدية بالدولار بسبب الصعوبات المرتبطة بالحصار الأميركي المتواصل. ونص القرار الذي شكل مفاجأة على أن السياسة النقدية الجديدة تستجيب للأولويات الراهنة في الجزيرة، أي الاقتصاد والسياحة، وهما قطاعان عانيا كثيراً من جائحة «كوفيد - 19» وباشرا انتعاشهما التدريجي.
وعزا المصرف المركزي الكوبي قراره إلى هذه الظروف الاقتصادية المناسبة، مشيراً إلى استمرار تدابير «منع الودائع النقدية بالدولار الأميركي في الخارج». وقال خبير الاقتصاد الكوبي عمر أيفرليني بيريس، إن السلطات تحاول الرجوع عن أخطاء ارتكبتها، مشدداً على أن «الدولارات لا تزال منتشرة في السوق السوداء».
ولفت مصرف كوبا المركزي، من جهته، إلى أن «جوهر المشكلة لم يحل». وتخضع الجزيرة لحصار أميركي منذ عام 1962 ما يجعل المبادلات بالدولار صعبة. وشدد هذا الحصار في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع أكثر من 240 إجراءً إضافياً لم يعد عنها الرئيس الحالي جو بايدن.
وأدى الإصلاح النقدي الذي اعتمدته الحكومة الكوبية في يناير (كانون الثاني) 2021 في خضم الجائحة، إلى تراجع البيزو الكوبي من 24 إلى 120 في مقابل الدولار الأميركي وفق سعر الصرف الرسمي، مع ارتفاع هائل في السوق السوداء، حيث السعر 185 بيزو في مقابل الدولار الواحد. وترافق ذلك مع تضخم جامح بلغ 70 في المائة في 2021 و39 في المائة في 2022.
ولا تقتصر محاولات إصلاح العلاقات وتعزيز التعاون على الدولار الأميركي، إذ أعربت كوبا وسويسرا عن رغبتهما في مواصلة تعزيز علاقاتهما الثنائية في ظل تاريخ طويل يربطهما من الصداقة والتعاون.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها في العاصمة الكوبية هافانا، يوم الاثنين، وزيرا خارجية البلدين، حيث استقبل وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغي، المستشار الاتحادي ورئيس الإدارة الفيدرالية للشؤون الخارجية في الاتحاد السويسري، إغناسيو كاسيس، الذي يقوم بزيارة رسمية لكوبا، وفقاً لوكالة أنباء «برنسا لاتينا» الكوبية.
وشكر الدبلوماسي الأوروبي نظيره الكوبي على الترحيب، وأعرب عن نيته التحقق من جهود الجزيرة الكاريبية في التطور رغم المحن في المجال الاقتصادي. وقال كاسيس إنه أدرك أن سويسرا قريبة جداً من كوبا في تعزيز برامج التعاون المتبادل المختلفة، وأعرب عن رغبته في المساهمة بشكل أكبر في تنمية الجزيرة الكاريبية التي تتمتع بثراء ثقافي كبير.
بدوره، وصف وزير خارجية كوبا، العلاقات مع سويسرا، بأنها علاقات منسجمة ومحترمة ومثمرة ومفيدة بشكل متبادل في المجالات الثقافية والأكاديمية والعلمية. وقال رودريغي إن سويسرا دولة محبة للسلام، وهذه الحقيقة مهمة لمنطقة أميركا اللاتينية، التي شرعت في الحفاظ على مناخ سلمي في المنطقة.
جدير بالذكر أن زيارة إغناسيو كاسيس هي الأولى التي يقوم بها عضو مجلس فيدرالي سويسري إلى الدولة الكاريبية، وتأتي في سياق جولة تشمل الولايات المتحدة والمكسيك. وتعود العلاقات الدبلوماسية بين هافانا وبرن إلى عام 1902.
كوبا تسمح مجدداً بودائع مصرفية بالدولار الأميركي
كوبا تسمح مجدداً بودائع مصرفية بالدولار الأميركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة