علاج جديد واعد لحساسية الفول السوداني

يعتمد على جسيمات نانوية صغيرة جدا

علاج جديد واعد لحساسية الفول السوداني
TT

علاج جديد واعد لحساسية الفول السوداني

علاج جديد واعد لحساسية الفول السوداني

كشفت دراسة جديدة تقنية دوائية واعدة تعتمد على جسيمات نانوية صغيرة لا يتجاوز حجمها بضعة أجزاء من المليار من المتر لعلاج أسرع وبمفعول اقوى لحساسية الفول السوداني.
وفي الاختبارات التي أجريت على الفئران، عكست الجسيمات النانوية حساسية الفول السوداني ومنعتها من التطور في المقام الأول. وإذا تم تشغيل نفس الاستجابة عند البشر، فقد يغير حياة الملايين من الناس.
ففي مركز العلاج يوجد جزء بروتيني يسمى «حاتمة» مصمم خصيصًا كمستضد (مادة تهدف إلى تحفيز استجابة من الجهاز المناعي) يتجاهل جزء البروتين الذي يتسبب عادةً في رد الفعل التحسسي. فالفكرة هي أن التعرض لنسخة معدلة من مسببات الحساسية تساعد في تدريب الجسم ضد القوة الكاملة للمادة الفعلية، وفق موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن ACS Nano.
من جانبه، يقول أندريه نيل اختصاصي المناعة بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس «إذا كنت محظوظًا بما يكفي لاختيار الحلقة الصحيحة، فهناك آلية مناعية تعمل على تثبيط ردود الفعل تجاه جميع الأجزاء الأخرى. وبهذه الطريقة، يمكنك الاعتناء بمجموعة كاملة من الحلقات التي تلعب دورًا في المرض».
وتم استخدام نفس التقنية في دراسات سابقة. لكن في هذه التجربة، أضاف الباحثون بعض المكونات الإضافية؛ جزيء السكر الذي يرتبط بالخلايا المناعية المقاومة للمستضد واستخدام المرسال البيولوجي mRNA لبناء التعليمات في الحاتمة.
وبإضافة عنصر الرنا المرسال، يمكن للباحثين بسهولة تحميل الجسيمات النانوية وتكييفها مع حواتم متعددة. ويتم استخدام نفس النهج في لقاحات كوفيد - 19، حيث يتم ترميز البروتين الشائك الكامل له لإنتاج المناعة.
وبمجرد الانتهاء من البناء، استهدف الباحثون الجسيمات النانوية في الكبد. إذ لا يبالغ العضو في رد فعله تجاه كل مادة غريبة يواجهها، وهو المكان الذي تعيش فيه الخلايا العارضة للمستضد؛ وهي الخلايا التي تدرب الجسم على عدم إنتاج رد فعل تحسسي مفرط في الدفاع عن النفس.
وفي هذا يبيّن نيل «بقدر ما يمكننا العثور عليه، لم يتم استخدام mRNA أبدًا بعلاج أمراض الحساسية».
وفي سلسلة من التجارب على الفئران، تبين أن الجسيمات النانوية تقلل من رد الفعل التحسسي للفول السوداني وتزيد من إنتاج المواد في الجسم التي يجب أن تبني تحملاً للفول السوداني في المستقبل.
وتضمنت هذه المواد الأجسام المضادة كالسيتوكينات (بروتينات مهمة في الاستجابة المناعية) والإنزيمات (البروتينات التي تقود تفاعلات كيميائية معينة في الجسم). وهي تثبت فوائد الجسيمات النانوية سواء تم تحسس الفئران مسبقًا بمسببات الحساسية من الفول السوداني أم لا.
وفي هذا الاطار، يقول الباحثون إنه بفضل تصميم mRNA للعلاج، يمكن تكييف الدواء مع أنواع أخرى من الحساسية واضطرابات المناعة الذاتية. كما قد يساعد أيضًا في علاج مرض السكري من النوع الأول؛ والذي يتضمن أيضًا رد فعل ضار من جهاز المناعة. لكن فريق الدراسة يقول إن الأمر قد يستغرق ثلاث سنوات قبل أن تبدأ التجارب السريرية على البشر، اعتمادًا على مدى نجاح الأبحاث المعملية الإضافية. إلّا انه مع حساسية الفول السوداني التي تؤثر الآن على ما لا يقل عن 4.6 مليون بالغ و 1.6 مليون طفل، فإن هذه الجسيمات النانوية لديها الكثير من الإمكانات لمساعدة الناس.
ويخلص نيل الى القول «لقد أظهرنا أن نظامنا الأساسي يمكن أن يعمل على تهدئة الحساسية من الفول السوداني، ونعتقد أنه قد يكون قادرًا على فعل الشيء نفسه مع مسببات الحساسية الأخرى في الطعام والأدوية بالإضافة إلى أمراض المناعة الذاتية».


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».