قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم (الاثنين)، إن نظيره المصري سامح شكري سيتوجه إلى تركيا هذا الأسبوع. وأضاف في مقابلة تلفزيونية مباشرة، أن «شكري سيزور تركيا على الأرجح هذا الأسبوع. سنعلن الزيارة يوم الأربعاء».
وكان وزير الخارجية التركي زار مصر في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 2013، وذلك في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.
وخلال تلك الزيارة، أكدت أنقرة على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، أن تطبيع العلاقات مع مصر سينعكس بشكل إيجابي على الأوضاع في ليبيا، إلى جانب القضية الفلسطينية، والأوضاع في المنطقة عموماً.
ولفت كالين إلى أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي إلى القاهرة كانت «مهمة»، مؤكداً أن أنقرة تؤمن بأن تحسن العلاقات مع مصر ستكون له فوائد عديدة.
ويعد الوضع في ليبيا واحداً من أهم الملفات التي توليها مصر اهتماماً في المحادثات مع تركيا، فقد أبدت انزعاجاً من وجود القوات التركية وآلاف المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم تركيا إلى ليبيا ما يشكل هاجساً أمنياً.
وحسب مصادر دبلوماسية كانت تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، يعد الملف الليبي من أكثر الملفات تأثيراً على التقدم في خطوات تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا، لا سيما في ظل القلق المصري من جلب تركيا المرتزقة السوريين، وبينهم عناصر محسوبة على تنظيمات متشددة ونشرهم في غرب ليبيا من دون أي سيطرة.
ولفتت المصادر آنذاك، إلى أن مصر ترغب في إغلاق هذا الملف نهائياً، على رغم إحكام سيطرتها على حدودها الغربية، ووجود تنسيق جيد مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا.
ولم تستبعد المصادر أن تتخذ تركيا خطوات لتهدئة المخاوف المصرية، لا سيما أنها ترغب في تحقيق تقدم سريع بشأن ملف الغاز في شرق البحر المتوسط، وتوقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية، حتى تجد لها موطئ قدم في المنطقة التي أصبحت معزولة فيها، رغم مذكرة التفاهم المتعلقة بمناطق الصلاحية البحرية الموقعة مع حكومة فائز السراج في 2019.
وكان جاويش أوغلو أوضح، في تصريحات عقب عودته من القاهرة، أن «القضية التي لا ترتاح لها مصر، هي وجودنا في ليبيا. ونحن نقول منذ البداية إن وجودنا هناك لا يشكل خطراً على مصر، وإن هذا الوجود جاء بناء على دعوة من الحكومة الشرعية في ذلك الوقت (حكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فائز السراج التي وقعت مع تركيا مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 تم بموجبها إرسال القوات والمرتزقة إلى ليبيا)، واستمر بناء على رغبة الحكومة اللاحقة (حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبد الحميد الدبيبة)».
وأضاف جاويش أوغلو، أن أنقرة والقاهرة اتفقتا على مواصلة التشاور والتعاون الوثيق بشأن ليبيا، وأن مصر ترى أن الوجود التركي في ليبيا أو التعاون العسكري بين الجانبين لا يشكل تهديداً لها، موضحاً أن القاهرة لديها مخاوف أمنية تجاه إشكالية الاستقرار في ليبيا. وأكد أن تركيا ومصر ليستا دولتين متنافستين على الساحة الليبية، ونتفق في أنه يجب علينا العمل معاً من أجل استقرار ليبيا. وسنكثف مشاوراتنا حول هذا الموضوع.
جاويش أوغلو: سامح شكري سيزور تركيا هذا الأسبوع
جاويش أوغلو: سامح شكري سيزور تركيا هذا الأسبوع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة