آلاف الجورجيين يتظاهرون «من أجل مستقبل أوروبي»

تتزايد الانتقادات للحكومة المتهمة بـ«التعاون سراً مع روسيا»

جانب من التظاهرات في عاصمة جورجيا تبليسي في 9 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
جانب من التظاهرات في عاصمة جورجيا تبليسي في 9 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
TT

آلاف الجورجيين يتظاهرون «من أجل مستقبل أوروبي»

جانب من التظاهرات في عاصمة جورجيا تبليسي في 9 أبريل 2023 (أ.ف.ب)
جانب من التظاهرات في عاصمة جورجيا تبليسي في 9 أبريل 2023 (أ.ف.ب)

احتشد آلاف من أنصار المعارضة الجورجية خارج البرلمان في تبليسي الأحد، في ظل الانتقادات المتزايدة للحكومة المتهمة بـ«الانزلاق الاستبدادي الموالي لروسيا».
وبدعوة من حزب المعارضة الرئيسي «الحركة الوطنية المتحدة» الذي أسّسه الرئيس السابق المسجون ميخائيل ساكاشفيلي، لوّح المتظاهرون بأعلام جورجيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، خلف لافتة كبيرة كُتب عليها «من أجل مستقبل أوروبي»، وذلك وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وهتف المتظاهرون: «يحيا ميشا!»، في إشارة إلى لقب ساكاشفيلي الذي يقضي عقوبة بالسجن لست سنوات، بتهمة «إساءة استغلال السلطة»، والذي تستمرّ حالته الصحية في التدهور.
وبحسب رئيس «الحركة الوطنية المتحدة» ليفان خابيشفيلي، يُطالب المتظاهرون بـ«إطلاق سراح السجناء السياسيين، وتطبيق الإصلاحات» التي يريدها الاتحاد الأوروبي، كي تحصل تبليسي على وضع مرشّح لعضوية الاتحاد. وتُتهم حكومة حزب «الحلم الجورجي» الحاكم، بـ«سجن معارضين، وإسكات وسائل إعلام مستقلّة، والتعاون سرّاً مع الكرملين، والسعي لإبعاد البلاد عن الاتحاد الأوروبي». وقال الرئيس السابق جيورجي مارغفيلاشفيلي، إنّ «الحكومة تخضع لسيطرة موسكو، وواجبنا إنقاذ وطننا من اتباع الروس». وأضاف: «نحن نحبّ الحرية، نحن جزء من الأسرة الأوروبية، نحن نرفض الاستعباد الروسي».
وتزايدت في الأشهر الماضية الانتقادات التي تتهم الحكومة بالتعاون مع روسيا. وتحولت هذه الانتقادات إلى احتجاجات ضخمة الشهر الماضي، أجبرت الحكومة على التراجع عن مشروع قانون مستلهم من النموذج الروسي، ينصّ على أنّ المنظّمات غير الحكومية ووسائل الإعلام التي تتلقّى أكثر من 20 في المائة من تمويلها من الخارج مُلزمة بالتسجيل بصفة «عملاء أجانب» تحت طائلة الغرامة.
وسبق للمشرعين أن أقروا القانون في قراءة أولى خلال مارس (آذار) الماضي. وقال «حزب الحلم الجورجي» الحاكم آنذاك، إن مشروع القانون يمضي على غرار تشريع أميركي يعود تاريخه إلى ثلاثينات القرن الماضي. ويقول المعارضون، ومن بينهم الرئيسة سالومي زورابيشفيلي، إنه يذكرهم بقانون روسي استخدمه «الكرملين» على نطاق واسع لقمع المنشقين، ومن شأنه الإضرار بفرص جورجيا في الانضمام إلى «الاتحاد الأوروبي».
من جهتها، انتقدت روسيا الاحتجاجات في جورجيا، ووصفتها بأنها «محاولة» انقلاب غربية. ونبّهت الرئاسة الروسية إلى أن مشروع القانون الجورجي «لم يكن إلا ذريعة»، مشيرةً إلى أنها رأت «يد» الولايات المتحدة وراء «المشاعر المعادية لروسيا» لدى المتظاهرين الجورجيين.
هذه الاتهامات كررها أيضاً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قائلاً في مارس الماضي، إن التظاهرات كانت «مدبرة من الخارج»، مشبهاً إياها بالاحتجاجات في أوكرانيا في العام 2014، التي تعتبرها موسكو «محاولة انقلاب» دبرها الغرب. وأكد أن الهدف هو «تغيير النظام بالقوة»، من دون مزيد من التوضيح.
وكانت جورجيا، إلى جانب أوكرانيا ومولدافيا، تقدّمت بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أيام على بدء ما تصفه روسيا بأنه «عملية عسكرية» في أوكرانيا خلال فبراير (شباط) 2022. وفي يونيو (حزيران)، منح الاتحاد الأوروبي وضع مرشح رسمي لكل من كييف وكيشيناو، في حين طلب من تبليسي تنفيذ إصلاحات.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.