قُتل أكثر من 70 شخصاً، وخُطف نحو 80 آخرين، في هجمات متفرقة بنيجيريا، على مدار الأيام الماضية، حيث تعاني الدولة، الأكثر سكاناً في أفريقيا، من انتشار «العصابات المسلحة»، الساعية إلى الحصول على فدية مالية، أو القيام بعمليات نهب في القرى النائية.
ووفق مسؤولين محليين ومتحدث أمني، فإن 74 شخصاً على الأقل قُتلوا في ولاية بينوي النيجيرية، في هجومين منفصلين شنّهما مسلحون، في أحدث اشتباكات بمنطقة تشهد أعمال عنف بين الرعاة والمزارعين.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن المتحدثة باسم شرطة ولاية بينوي، كاثرين أنيني، أنه جرى العثور على 28 جثة في مخيم للنازحين بمنطقة مغبان الحكومية المحلية. ولم يتضح، على الفور، سبب الهجوم، لكن شهوداً قالوا إن مسلحين وصلوا وبدأوا إطلاق النار، وقتلوا عدة أشخاص.
وقال باكو إيجي، رئيس أوتوكبو، إن ذلك جاء في أعقاب حادث منفصل بالولاية نفسها، في قرية أوموجيدي النائية بمنطقة الحكومة المحلية أوتوكبو، عندما قتل رعاة مشتبه بهم قرويين في جنازة. وقال بول هيمبا، المستشار الأمني لحاكم ولاية بينوي، إن 46 جثة انتُشلت، بعد هجوم، الأربعاء. وازداد العنف، في السنوات الأخيرة، حيث أدى النمو السكاني إلى توسيع المنطقة المخصصة للزراعة، مما يترك مساحة أقل للرعي المفتوح من قِبل قطعان ماشية البدو.
وأدان الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري، في بيان، «موجة القتل الأخيرة في ولاية بينوي، التي قُتل فيها العشرات في مجتمع أوموجيدي»، ووجّه قوات الأمن بزيادة المراقبة في المناطق المتضررة.
وبينوي هي إحدى ولايات الحزام الأوسط في نيجيريا، حيث يلتقي الشمال ذو الأغلبية المسلمة، مع الجنوب ذي الأغلبية المسيحية. والمنافسة على استخدام الأراضي مستعصية، بشكل خاص، في الحزام الأوسط، حيث تتداخل المناطق بين المزارعين والرعاة مع الانقسامات العِرقية والدينية.
على صعيد آخر، قال سكان إن مسلحين خطفوا ما لا يقل عن 80 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال في ولاية زامفارا؛ وهي منطقة ساخنة لعمليات الخطف؛ من أجل الحصول على فدية لعصابات مسلّحة استهدفت قرى نائية. وقال ثلاثة من السكان إن أحدث عملية خطف وقعت في قرية وانزاماي في منطقة تسافي الحكومية المحلية في زامفارا، التي تعد واحدة من أكثر الولايات تضرراً من عمليات الاختطاف.
وقال موسى عثمان، الذي كان ابنه إبراهيم البالغ من العمر 14 عاماً، من بين المخطوفين، إن أطفال ونساء من القرية كانوا يفرغون الأرض للزراعة وجمع الحطب، عندما أخذهم مسلحون وساروا إلى غابة قريبة. وأضاف: «ذهب الأطفال من أُسر مختلفة لجمع الحطب، وقليل منهم كانوا يذهبون إلى المزارع؛ بحثاً عن وظائف يدوية عندما اختُطفوا».
وأكد المتحدث باسم شرطة زامفارا محمد شيخو، الواقعة، في بيان، لكنه لم يذكر عدد الأشخاص الذين جرى اختطافهم. وقال إن الشرطة تعمل مع الجيش وحراس أمن المجتمع لإنقاذ الضحايا.
وقال السكان إن المسلحين لم يطلبوا فدية بعدُ، وغالباً ما يحتفظ الخاطفون في نيجيريا بضحاياهم لأشهر، إذا لم يتم دفع فدية، ويطالبون القرويين أيضاً بدفع رسوم حماية؛ للسماح لهم بالزراعة وحصاد محاصيلهم.
ويشهد شمال نيجيريا ووسطها، باستمرار، هجمات تشنّها جماعات إجرامية يطلِق السكّان على أفرادها اسم «قطاع الطرق». ويشنّ هؤلاء المسلّحون هجماتهم، أحياناً ضمن مجموعة من مئات الأفراد، على قرى ينهبون سكّانها، ويقتلون بعضهم، ويخطفون البعض الآخر لإطلاقهم لاحقاً مقابل فدية مالية.
ووفق منظمة «أكليد» غير الحكومية، فإن قطاع الطرق قتلوا أكثر من 2600 مدني في عام 2021، بزيادة قدرها 250 في المائة، من العدد الذي سُجّل في عام 2020، وهي حصيلة تفوق، إلى حد كبير، عدد ضحايا تنظيميْ «داعش» و«بوكو حرام» في نيجيريا. وسبق أن أعلن الجيش النيجيري، الذي يعاني من نقص في التمويل، عن عمليات ضد «قطاع الطرق»، بما في ذلك قصف معسكراتهم المخبّأة في الغابات الشاسعة، لكنّ المجرمين يصعّدون الهجمات.
«العصابات المسلحة» تفاقم التردي الأمني في نيجيريا
مقتل العشرات بهجومين منفصلين
«العصابات المسلحة» تفاقم التردي الأمني في نيجيريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة