متابعون يشيدون بأداء منى زكي في «تحت الوصاية»

بعد هجوم عليها بسبب «البوستر الدعائي»

منى زكي في لقطة من مسلسل «تحت الوصاية» (صفحتها على «فيسبوك»)
منى زكي في لقطة من مسلسل «تحت الوصاية» (صفحتها على «فيسبوك»)
TT

متابعون يشيدون بأداء منى زكي في «تحت الوصاية»

منى زكي في لقطة من مسلسل «تحت الوصاية» (صفحتها على «فيسبوك»)
منى زكي في لقطة من مسلسل «تحت الوصاية» (صفحتها على «فيسبوك»)

خطفت الفنانة المصرية منى زكي الأضواء بسبب تألقها في لعب دور أرملة مكافحة في مسلسل «تحت الوصاية»، وذلك بعد عرض حلقتين من المسلسل المكوّن من 15 حلقة.
وكانت الممثلة تعرضت لهجوم كبير، بعد نشر الشركة المنتجة للبوستر الدعائي للعمل، بسبب ما اعتبره البعض «تشويهاً متعمداً لصورة المرأة المصرية عامة، والمرأة المحجبة بشكل خاص». ومنذ انطلاق العمل، تفاعل الجمهور مع القصة، وأداء منى زكي، وتعاطف مع المشاهد، التي تتعرض فيها وطفلاها (ياسين وفرح)، لتهديدات ومضايقات.
وكتب متابعو الفنانة عبر وسائل التواصل تعليقات إيجابية، وأشادوا بأدائها وموهبتها، ووصفوها بأنها «الممثلة صاحبة أقوى بداية بين نجمات دراما النصف الثاني من رمضان»، كما أعربوا عن إعجابهم بالموسيقى، وأماكن التصوير الطبيعية، والإضاءة.
«تحت الوصاية» من بطولة منى زكي وأحمد خالد صالح، ومحمد دياب، ورشدي الشامي، ومن تأليف شيرين دياب وخالد دياب، وإخراج محمد شاكر خضير. وتدور أحداث المسلسل حول شخصية (حنان)، وهي امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها، تفقد زوجها، لتصبح المسؤولة الوحيدة عن طفليها. وتلجأ حنان للعمل بمهنة الصيد لإعالة عائلتها، وهو ما يدخلها في صراع مع بعض الرجال الرافضين دخولها إلى هذه المهنة.
وهنأت الفنانة السورية أصالة الممثلة، وأشادت بأدائها التمثيلي. وكتبت عبر حسابها في «تويتر»: «منى زكي خلقت لتبهر... منى زكي أعظم ممثلة رأيتها بحياتي على وجه الإطلاق... الله يحفظك للفن ولعائلتك وأحبابك يا عبقريتنا الغالية».
https://twitter.com/AssalaOfficial/status/1644736346186022913?s=20
من جهته، قال الناقد الفني مصطفى الكيلاني إن البداية القوية لأي مشروع فني، «لا تعني بالضرورة استمراره بهذه الصورة، لكن أعتقد أن (تحت الوصاية) سيستمر بنفس القدر، حتى آخر حلقة».
وأضاف الكيلاني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن العمل يتضمن عناصر ومقومات النجاح بالفعل، لافتاً إلى أن «النتيجة مبشرة منذ الحلقات الأولى، فالعمل متماسك من جهة الإخراج والتمثيل، رغم وجود بعض التفاصيل غير المبررة درامياً في السيناريو، مثل تحريك المركب والتصريح بخروجها». وتمنى الكيلاني أن توضّح الحلقات المقبلة كيفية حدوث هذه التفاصيل، «التي لن تمر مرور الكرام على المشاهدين والمختصين»، وفق تعبيره.

منى زكي في لقطة من مسلسل «تحت الوصاية» (صفحتها على «فيسبوك»)

وأوضح الكيلاني أن تصدّر الفنان لـ«الترند» ليس علامة على جودة العمل الفني، منبهاً إلى أنه «في حالة منى زكي، فإن الأمر يختلف»، خصوصاً أنها «فنانة لا يشغلها تصدّر الترند». وتابع أنها «فنانة مجتهدة وجريئة ومتنوعة في اختياراتها، تعمل بشكل جدي، وتطوّر من نفسها وأعمالها. وفي السنوات الأخيرة، أكدت الممثلة أنها باتت تهتم بمنطقة مختلفة تماماً عن منطقة البدايات».
وخلال لقاء إذاعي مع إيناس سلامة الشواف في برنامج «طريق ثالث» على راديو «إنيرجي»، قالت منى زكي إن «هناك شخصيات فنية أثرت فيها، مثل سعاد حسني، فاتن حمامة، سناء جميل، أحمد زكي»، مشيرة إلى أن شخصية جيهان السادات بفيلم «أيام السادات»، وشخصية سعاد حسني في مسلسل «السندريلا»، وفيلم «احكي يا شهرزاد» ومسلسلي «لعبة نيوتن»، و«أفراح القبة» أثروا فيها بشكل كبير.
كما قالت منى زكي لمجلة «Marie Claire Arabia» أن أدوارها تدعم النساء، معربة عن سعادتها في تجسيد قصص نساء قويات أو مستقرات مالياً، لأن ذلك قد يساعد المرأة إذا كانت ضعيفة في مرحلة معينة. وخلال الحوار أشارت منى زكي إلى أن الممثلات في الشرق الأوسط يواجهن أحياناً صعوبة بسبب عدم العثور على نصوص تبرز دور المرأة، لذلك فإن حماس المنتجين لإنتاج أعمال للفنانات بدأ يقل، ولكنها أشارت إلى أن «هذا الأمر بدأ في التغيير مؤخراً».



فصيلة «خارقة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم ساعات طويلة

اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
TT

فصيلة «خارقة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم ساعات طويلة

اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)

«يحتاج الإنسان إلى النوم ما بين 7 و9 ساعات ليلاً؛ ليتمكّن من استعادة نشاطه والحفاظ على صحته»... هذا ما نسمعه دوماً. وهناك اعتقاد سائد، كأنه قاعدة لا تقبل الكسر، هو أن النوم لفترة أقل تترتب عليه مشكلات صحية على المديين القصير والطويل، وأعراض مثل، ضعف الذاكرة، والاكتئاب، والخرف، وأمراض القلب، وضعف جهاز المناعة... بيد أن العلماء توصّلوا، خلال السنوات الأخيرة، إلى وجود «فصيلة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم فترات طويلة، ولا تتأثر صحتهم بقلّة ساعاته، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وهذه الفئة من البشر، وفق العلماء، مجهّزون جينياً للنوم من 4 إلى 6 ساعات فقط ليلاً، من دون أن يؤثّر ذلك على صحتهم أو أن يترك لديهم شعوراً بالإرهاق في اليوم التالي، ويقول الباحثون إن المسألة تتوقف لديهم على جودة النوم وليست على طول ساعاته.

«فصيلة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم فترات طويلة (غيتي)

ويأمل الباحثون معرفة الأسباب التي تجعل هؤلاء الأشخاص أقل احتياجاً إلى النوم مقارنة بغيرهم، حتى يستطيعوا التوصل إلى فهم أفضل لطبيعة النوم لدى الإنسان.

يقول الباحث لويس بتسيك، اختصاصي طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو: «في الحقيقة نحن لا نفهم ماهية النوم، ناهيك بأسباب الاحتياج إليه، وهي مسألة مثيرة للدهشة، لا سيما أن البشر ينامون في المعتاد ثلث أعمارهم». وكان العلماء في الماضي يعتقدون أن النوم أكبر من مجرد فترة للراحة، ووصفوه بأنه مرحلة لخفض طاقة الجسم استعداداً لاستعادة النشاط مجدداً في اليوم التالي.

وكان العالم توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، يصف النوم بأنه «إهدار للوقت»؛ بل و«إرث من زمن رجل الكهف»، وكان يزعم أنه لا ينام أكثر من 4 ساعات ليلاً. بيد أن العلماء في العصر الحديث وصفوا النوم بأنه عملية «نشطة ومركبة» تُعبَّأ خلالها مخازن الطاقة في الجسم، ويُتخلص فيها من السّموم، وتُجدَّد في أثنائها الروابط العصبية وتُثبَّت الذكريات، وقالوا إن الحرمان منه تترتب عليه مشكلات صحية جسيمة.

مَن تزداد لديهم معدّلات إفراز هرمون «أوريكسين» لا يحتاجون لنوم ساعات طويلة (غيتي)

وترتبط معرفة البشر بالنوم بشكل أساسي بنموذج علمي طرحه الباحث المجري السويدي ألكسندر بوربيلي في سبعينات القرن الماضي، حين قال إن النوم يقترن بعمليتين منفصلتين؛ هما «الإيقاع اليومي»، ويقصد به الساعة البيولوجية للجسم، والتوازن بين النوم والاستيقاظ (Sleep Homeostasis)، وهو التفاعلات الجسمانية التي تتحكّم في توقيت وطول ساعات النوم؛ إذ يرتبط النظام الأول بتغيرات الضوء في البيئة وأوقات الليل والنهار، ويرتبط الثاني بضغوط جسمانية داخلية تزداد خلال الاستيقاظ وتنخفض في أثناء النوم.

وفي حديث للموقع الإلكتروني «Knowable Magazine»، يؤكّد الباحث لويس بتسيك، المختص في الأبحاث الطبية، أنهم كانوا على علم بأن البشر ينقسمون إلى «عصافير صباحية» و«بُومٍ ليلي»، وأن الغالبية العظمى تقع في منطقة متوسطة بين الشريحتين، مضيفاً أن «الفئة التي لا تحتاج إلى النوم فترات طويلة كانت دائماً موجودة، ولكنهم غير ملحوظين؛ لأنهم عادة لا يذهبون إلى الطبيب».

ووفق الموقع، فقد سُلّطت الأضواء على شريحة البشر الذين لا يحتاجون إلى النوم فترات طويلة؛ عندما توجهت امرأة مسنة للطبيب بتسيك وزميله ينغ هيو فو، اختصاصي علوم الوراثة، وهي تشكو من إصابتها بما وصفتها بـ«لعنة» قلّة النوم؛ إذ كانت تستيقظ في ساعات مبكرة للغاية وتعاني، على حد وصفها، من «برودة الجو والظلام والوحدة»، وأوضحت أن حفيدتها ورثت عنها عادات النوم نفسها لساعات محدودة. ويقول الباحث ينغ هيو فو إن طفرة جينية معينة اكتُشفت لدى هذه المرأة، وبمجرد نشر نتائج البحث، بدأ الآلاف من هذه الشريحة، التي تستيقظ باكراً للغاية، يكشفون عن أنفسهم. وربط الباحثان بتسيك وزميله ينغ هيو فو هذه الظاهرة باسم طفرة في أحد الجينات يعرف بـ«DEC.2».

وعن طريق تقنيات الهندسة الوراثية، أحدث الباحثان تعديلات الجين نفسه لدى الفئران، وترتب على ذلك أن تلك الفئران أصبحت هي الأخرى أقل احتياجاً إلى النوم مقارنة بأقرانها. وتبيّن للباحثين أن إحدى وظائف هذا الجين هي التحكم في مستويات أحد الهرمونات التي تُفرَز في المخ، ويعرف باسم «أوريكسين»، ويتمثل دوره في تنشيط اليقظة، في حين أن نقصه يؤدي إلى حالة مرضية تعرف باسم «Narcolepsy»؛ أي «التغفيق»، وهي اضطراب في النوم يؤدي إلى الشعور بالنّعاس الشديد خلال ساعات النهار. وكشفت التحليلات عن أن الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى النوم ساعات طويلة تزداد لديهم معدّلات إفراز هرمون «أوريكسين».

ومع استمرار التجارب، اكتشف الفريق البحثي 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم، وركزوا على جين معين يطلق عليه اسم «ADRB1» وهو ينشط في جذع المخ، وتتمثل وظيفته في ضبط عملية النوم. وعندما استطاع الباحثون، عبر تقنية خاصة، تنشيط هذه المنطقة من المخ التي تسمى «Dorsal Pons»، اتضح أن الفئران التي لديها طفرة في هذا الجين كانت تستيقظ بشكل أسهل وتظلّ مستيقظة لفترات أطول. كما وجدوا أيضاً أن حدوث طفرة في الجين المعروف باسم «NPSR1» يؤدي إلى قلة ساعات النوم من دون أي مشكلات في الذاكرة، بعكس ما قد يحدث مع غالبية البشر في حال انخفاض عدد ساعات النوم التي يحصلون عليها.

ويؤكد الباحثون أن هذه الشريحة من البشر، كما أثبتت الاختبارات على فئران التجارب، محصّنون، فيما يبدو، ضد الأمراض التي تحدث بسبب قلة النوم، كما أن حالتهم الصحية تكون في العادة جيدة بشكل استثنائي، وعادة ما يتميزون بالطّموح والتفاؤل والطاقة، ويكتسبون مرونة نفسية لمقاومة التوتر، وقدرة عالية على تحمل الألم، بل ربما تكون أعمارهم أطول مقارنة بغيرهم.