اعتصام في اللاذقية للمطالبة بمعاقبة أحد أقارب الأسد وأنباء عن هروبه إلى لبنان

مقتل 9 وإصابة آخرين في هجمات بقذائف مورتر على العاصمة السورية

اعتصام في اللاذقية للمطالبة بمعاقبة أحد أقارب الأسد وأنباء عن هروبه إلى لبنان
TT

اعتصام في اللاذقية للمطالبة بمعاقبة أحد أقارب الأسد وأنباء عن هروبه إلى لبنان

اعتصام في اللاذقية للمطالبة بمعاقبة أحد أقارب الأسد وأنباء عن هروبه إلى لبنان

بدأ نحو ألف سوري اعتصامًا في مدينة اللاذقية الساحلية معقل الرئيس السوري بشار الأسد، للدعوة لإنزال العقاب بأحد أفراد عائلته الذين يتهمونه بقتل عقيد في الجيش إثر خلاف على أفضلية المرور، ليل السادس من أغسطس (آب) بإطلاق النار عليه وقتله أمام أطفاله بسبب تجاوز العقيد بسيارته سيارة سليمان الأسد. هذا في الوقت الذي تداولت فيه مواقع سورية ومواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا، أمس، عما ذكر من هروب ابن عم الرئيس بشار الأسد إلى لبنان.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المعتصمين، دعوا إلى إعدام سليمان الأسد، ابن هلال الأسد الذي قتل في معارك مع الفصائل الإسلامية المعارضة للحكومة في العام الماضي، كما أطلقوا هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد.
وذكر ناشطون أن مظاهرات خرجت من دوار الزراعة في اللاذقية أول من أمس، وكان المتظاهرون يحملون صور بشار ويهتفون باسمه، مطالبين بمحاسبة القاتل سليمان وإعدامه.
ونقلت مواقع إعلامية، مثل «سوريا نت» أن سليمان هرب إلى بيروت، أمس، وكتب من هناك على صفحته مهددًا بمحاسبة من خرجوا ضده أو حرضوا عليه.
وأثار قتل سليمان الأسد للعميد الشيخ استياءً واسعًا في صفوف المؤيدين، الذين طالبوا على مواقع التواصل الاجتماعي بإعدام سليمان الذين وصفوه بـ«داعشي الوطن»، مشيرين أن حادثة القتل هي استهزاء بما قدمه الشيخ للنظام، حسب قولهم. وتشهد محافظة اللاذقية احتجاجات «مرخصة» بعد الحادثة للمطالبة بمحاكمة سليمان الأسد وإعدامه.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا وصورًا عن انتشار أمني مكثف في شوارع اللاذقية والطرق المؤدية إليها، ونقلت عن محافظ المدينة أن القاتل سيحاسب كائنًا من كان، وأن الدوريات هي لإلقاء القبض على سليمان الأسد المتهم بالجريمة، لكن الغريب أن هذا النشاط الأمني كان بعد يومين على مرور الحادثة وبعد أن فرّ سليمان الأسد خارج البلاد وعبر الحدود السورية اللبنانية.
إلى ذلك، أصدر الائتلاف الوطني السوري بيانًا قال فيه إن الجريمة التي ارتكبها سليمان الأسد بحق المواطن السوري حسان الشيخ أمام أطفاله، تمثل نموذجًا للجرائم التي يشجع عليها نظام الأسد كل يوم قواته والميليشيات التابعة له للاستمرار في قمع السوريين. وأضاف البيان الذي صدر على لسان نائبة الرئيس نغم لاغادري: «لقد ساءنا ما شاهده هؤلاء الأطفال وما عانى منه أطفال سوريا على يد نظام ظالم فاسد وغاصب للسلطة، ارتكب كل أنواع الجرائم بحق أبناء الشعب السوري كافة».
وتابع البيان: «إن جريمة الأمس التي ارتكبها ابن عم الأسد في اللاذقية شبيهة بجريمة سبقتها في درعا ذهب أطفال أبرياء ضحية لها، وتذكر بجريمة عاطف نجيب ابن خالة الأسد قبل 5 سنوات بحق أطفال درعا».
وخلص إلى أن أبواب الحرية مفتوحة لكل مُطالب بالعدالة والقصاص من كل مجرم شارك في سفك دماء السوريين ونكّل بالمدنيين، مهما كان موقعه وصفته. وخاطب البيان العقلاء في الساحل السوري، قائلاً إنه «آن الأوان للتخلي عن هذا النظام المجرم والسعي سويةً لبناء نظام عادل ينهي الظلم والاستبداد، فسوريا العظيمة ليست ملكًا لأشخاص».
في سياق آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في سلسلة هجمات بقذائف مورتر في العاصمة السورية دمشق.
وقال المرصد إن أطفالاً سقطوا بين القتلى.
وذكر مصدر سوري، أن عددًا من قذائف المورتر سقطت على عدة مناطق سكنية في العاصمة السورية، السبت الماضي، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، ولكن مسلحين متمركزين في الغوطة الشرقية قرب دمشق نفذوا هجمات بصواريخ وقذائف مورتر على العاصمة من قبل.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.