المعارضة تتخطى أكثر من 80 ضربة جوية وتقترب من معقل النظام بسهل الغاب

«الشبكة الآشورية»: قوات النظام منعت خروج مسيحيين من القريتين مما تسبب في وقوعهم بيد «داعش»

دخان يتصاعد من منطقة بدمشق إثر هجوم بالصواريخ للمعارضة السورية ضد قوات النظام امس (غيتي)
دخان يتصاعد من منطقة بدمشق إثر هجوم بالصواريخ للمعارضة السورية ضد قوات النظام امس (غيتي)
TT

المعارضة تتخطى أكثر من 80 ضربة جوية وتقترب من معقل النظام بسهل الغاب

دخان يتصاعد من منطقة بدمشق إثر هجوم بالصواريخ للمعارضة السورية ضد قوات النظام امس (غيتي)
دخان يتصاعد من منطقة بدمشق إثر هجوم بالصواريخ للمعارضة السورية ضد قوات النظام امس (غيتي)

تخطت قوات المعارضة السورية أمس، القصف الجوي الكثيف الذي تنفذه طائرات النظام، ووسعت نطاق تمددها من ريف إدلب الجنوبي باتجاه سهل الغاب في ريف حماه الغربي، حيث سيطرت على عدد من القرى الواقعة على تماس مع عمق البلدات العلوية في المنطقة، في وقت كشفت فيه «الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان» عن منع القوات النظامية لعائلات مسيحية من بلدة القريتين عن العبور إلى دمشق وحمص، مشترطة دفع مبالغ مالية.
ونقلت الشبكة عن شهود عيان قولهم إن «حواجز أمنية تابعة للنظام السوري في المفرق والفرقلس اشترطت على عائلات مسيحية كانت تحاول النزوح من بلدة القريتين، دفع مبالغ مالية مقابل السماح للنساء والأطفال والجرحى بالعبور نحو مدن صدد وحمص ودمشق عقب سيطرة تنظيم داعش على البلدة». وأكدت المصادر أن عائلات وأفراد معظمهم نساء وأطفال وشيوخ، بينهم جرحى، عادوا أدراجهم بعد عدم تمكنهم من دفع الرشى لعناصر الحواجز الأمنية مما تسبب لاحقا في وقوعهم بيد عناصر تنظيم داعش.
وجاء ذلك غداة اختطاف «داعش» لـ230 مدنيًا، بينهم 60 مسيحيًا على الأقل، إثر سيطرته على بلدة «القريتين» بريف حمص الشرقي، في حين يواصل تحركاته السيطرة للتقدم باتجاه القلمون الشرقي، بهدف ربط المناطق في البادية السورية ببعضها.
وتواصلت المعارك أمس في ريفي إدلب الجنوبي، وحماه الغربي، بعد تجدد الهجوم الذي أطلقته قوات المعارضة للسيطرة على بلدات سهل الغاب. وأفاد ناشطون بسيطرة قوات المعارضة على بلدة الزيارة ومناطق أخرى في سهل الغاب، بينها المنصورة وتل واسط وحاجز التنمية ومنطقة صوامع الحبوب بالقرب من بلدة المنصورة في سهل الغاب، إثر انسحاب القوات النظامية من المنطقة.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، إن السيطرة على البلدة الاستراتيجية الواقعة شرق سهل الغاب بعد عمليات كر وفر استمرت منذ الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن قوات المعارضة استطاعت تثبيت مواقعها، وتتحضر للتقدم باتجاه أوتوستراد سهل الغاب – إدلب، للسيطرة على التلال، مما يمكنها من بدء القصف التمهيدي لبلدة جورين التي تعد معقل القوات النظامية وحلفائها في المنطقة.
وقالت المصادر إن «مقاتلي المعارضة تخطوا القصف الجوي الكثيف، واستطاعوا التقدم، بعد وصول تعزيزات من ريف إدلب، واستخدام الصواريخ المضادة للدروع، مما أعاق حركة مدرعات القوات النظامية، فاضطرت إلى الانسحاب إلى الخلف تحت النار».
وأفاد المرصد أمس، بتنفيذ 7 طائرات حربية ومروحية أكثر من 80 ضربة جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، استهدفت مناطق الاشتباك.
وجاءت المعارك بعد أيام على سيطرة المعارضة قرى في سهل الغاب، قبل استعادة النظام السيطرة عليها مجددًا، وتقدم المعارضة مرة ثانية، في وقت يقول ناشطون إن «المعارضين باتوا على أبواب ثكنة جورين، المعسكر الرئيسي للقوات النظامية في الريف الغربي لحماه من محورين».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، باندلاع اشتباكات عنيفة شاركت فيها كتائب إسلامية بينها جبهة النصرة وأحرار الشام وجند الأقصى وجنود الشام الشيشان، والحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل الشام، وفصائل مقاتلة أخرى، ضد قوات النظام المدعومة بمسلحين قرويين موالين لها ومسلحين آخرين من جنسيات عربية وآسيوية وعناصر حزب الله اللبناني، مشيرًا إلى أن المعارك تركزت في محيط قرية البحصة وأطراف بلدات المنصورة وخربة الناقوس والزيارة بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، وسط تضارب المعلومات حول الجهة المسيطرة على قرية البحصة.
وترافقت المعارك مع قصف عنيف من قبل قوات النظام على مناطق في سهل الغاب، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرى قسطون والعنكاوي والدقماق والزقوم بسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، ومناطق أخرى في محيط قرية الحماميات بريف حماه الشمالي.
وأكد موقع «الدرر الشامية» استعادة قوات المعارضة السيطرة على بلدة الزيارة بشكل كامل وقرى المنصورة وخربة الناقوس والتنمية الريفية وتل واسط، وسط ارتباك وهروب جماعي لقوات النظام باتجاه معسكر الجورين بالريف الغربي.
وبموازاة تلك المعارك، جددت حركة أحرار الشام الإسلامية المنضوية تحت جيش الفتح أمس، هجومها على ثكنة الفوعة في ريف إدلب، مستخدمة الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع هاون ومدافع «جهنم» محلية الصنع، وذلك بعد فشل المفاوضات مع الإيرانيين حول وقف الهجوم على الزبداني.
وأفاد «المرصد» بوقوع اشتباكات بين اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني من طرف، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من طرف آخر في محيط الفوعة، بالتزامن مع استهداف منطقة دير الزغب عند أطراف الفوعة، بينما ألقى الطيران المروحي سلالا على مناطق في مطار أبو الظهور العسكري وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين مع المطار من قبل جبهة النصرة عقبه قصف من قبل الفصائل الإسلامية بالصواريخ على مناطق في بلدة الفوعة التي يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية.
وفي ريف حب الشمالي وعلى تخوم بلدة مارع، القريبة من الحدود التركية، أفاد الدرر الشامية بسيطرة تنظيم «داعش» على قرية أم حوش وتضييقه الخناق على مارع الواقعتين في ريف حلب الشمالي، موضحًا أن التنظيم استهدف نقاطًا في القرية بمفخخة وثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، وتبع ذلك هجوم انتهى بالسيطرة على أم حوش.
وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، بمحيط مطار كويرس العسكري الذي يحاصره التنظيم بريف حلب الشرقي، ترافق مع قصف جوي عنيف على محيط المطار.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.